أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسجاما مع الجنرالات الذين أحاط نفسه بهم سواء في الحكومة أو في البيت الأبيض منذ تولى الرئاسة في الولاياتالمتحدة بل وربما انصياعا لهم باستثناء حالة واحدة تمثلت في الحرب الأفغانية. ويكشف أكثر من عشر مقابلات مع مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين عن شعور الرئيس بالإحباط الشديد لعدم وجود خيارات تتيح له تحقيق الفوز في الحرب الدائرة منذ 16 عاما. ويردد النقاش الدائر بخصوص أفغانستان أصداء المأزق الذي واجهه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2009. ويقول المسؤولون الحاليون والسابقون إن من المرجح الآن مثلما كان الحال آنذاك أن ينتهي الأمر بترامب بإرسال مزيد من القوات. وقال مسؤول أمريكي سابق مطلع على ما يدور من نقاش مشترطا عدم الكشف عن هويته "هذا هو أقل الاحتمالات سوءا". غير أنه سلم بأنه لا يمكن تماما استبعاد الانسحاب في حالة ترامب. ومنذ قرابة شهرين يملك وزير الدفاع في حكومة ترامب الجنرال جيم ماتيس سلطة إضافة آلاف آخرين من الجنود إلى نحو 8400 جندي موجودين هناك في الوقت الحالي انخفاضا من أكثر من 100 ألف عام 2011. وطلب الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية في أفغانستان زيادة القوات في فبراير. غير أن المسئولين يقولون إن ماتيس لن يستخدم سلطته إلا بعد موافقة ترامب على رؤية استراتيجية لأطول حرب تخوضها أمريكا. وبخلاف زيادة القوات في أفغانستان تهدف هذه الاستراتيجية إلى معالجة الملاذات الآمنة للمتطرفين على الجانب الآخر من الحدود في باكستان وفقا لما أوردته وكالة "رويترز".