أزمة جديدة تلقى بظلالها على المشهد الديني فى مصر وذلك بعد قيام أتباع الطرق الصوفية بقرية "بنوفر" بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية ببناء ضريحا لأحد أتباعهم بالقوة الجبرية، الأربعاء الماضي، والذى قالوا عنه: إنه من أولياء الله الصالحين، حيث طالبوا أوقاف الغربية بإقامة ضريح له أو الحصول على أذن لإقامة ضريح للولى المغمور "سيدى زهران" كما لقبوه، إلا أن أوقاف الغربية رفضت إعطاء أهل المتوفى أى تصاريح خاصة بإقامة مقام له معللةً ذلك أن هذا ليس من إختصاصها وأن الأمر يتعلق بالمشيخة العامة للطرق الصوفية إلا أن أهل المتوفى أقاموا ضريحا له بالقوة الجبرية. وتنص المادة رقم 118 الخاصة بقانون الطرق الصوفية فى مصر فى البند رقم "35" على انه يلزم لبناء أى ضريح خاص بولى أو شيخ الحصول على تصريح رسمى من المجلس الأعلى للطرق الصوفية وليس لأى جهة أخرى الحق فى إعطاء تصاريح خاصة ببناء أضرحة أو مقامات ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية. وقال الشيخ بكر عبدالهادى صالح، وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، إنه ليس لمديرية أوقاف الغربية أى علاقة ببناء ضريح أو مقام للمتوفين بدعوى أنهم من أولياء الله الصالحين، لافتًا إلى أنه لا يوجد بالقانون ما يلزم المديرية باتخاذ أي إجراءات نحو هذا الأمر. وأضاف "صالح" أن دور الأوقاف ينحصر في المساجد والأضرحة القديمة الموجودة بها والمسجلة، بالطرق الصوفية وليس للأوقاف علاقة ببناء الأضرحة الجديدة والطرق الصوفية تتحمل المسئولية كاملة مؤكدا أن بناء الأضرحة بدون تصاريح قد يعرض من قاموا بهذا الفعل الى المسائلة القانونية. من جانبه قال حسن عبدالعزيز أحد أتباع الطرق الصوفية بمحافظة الغربية فى تصريحات خاصة ل"البوابة": إن الولى الجديد الذى تم انشاء الضريح له يدعى "الشيخ أحمد مرسى زهران" وهو من قرية بنوفر التابعة لمركز كفرالزيات، وتم تشييع جثمانه يوم الخميس الماضى حيث تم تشييد مقام له قريبًا من خلوته ليكون مزارًا للأهالي كنوع من التبرك بما كان يفعله الشيخ من كرامات وأعمال بر وغير ذلك من الأمور الاخرى. وأوضح "عبدالعزيز" أن الأوقاف رفضت إعطاء أتباع الشيخ زهران تصريح ببناء ضريحا له معللة أن ذلك ليس من اختصاصها ولكنه من اختصاص المشيخة العامة للطرق الصوفية إلا أن هذا الأمر غير صحيح لأن الأوقاف والمشيخة العامة للطرق الصوفية هم المسئولين عن إعطاء هذه التصاريح ولكن أوقاف الغربية لاتريد أن يكون هناك اضرحة ومقامات لأولياء الله الصالحين. فى الوقت ذاته قال الشيخ علاء الدين ماضى أبوالعزائم عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية فى تصريحات خاصة: إنه لايجب بناء أضرحة أو مقامات جديدة إلا بعد الحصول على إذن كتابي من المشيخة العامة للطرق الصوفية لأن هناك بعض الجماعات التى ليس لها علاقة بالصوفية تقوم بإنشاء أضرحة من أجل الاستفادة المادية بالإضافة إلى أن هذه المقامات ينشر حولها العديد من الشبهات التى يتم إلصاقها بالصوفية. وتابع "أبوالعزائم" أن على الأجهزة المعنية فى الدولة وتحديد وزارة الداخلية منع أى جماعة تقوم بإنشاء ضريح أو مقام إلا بعد الرجوع للمشيخة العامة للطرق الصوفية حتى يمكن حماية هذه المقامات من الهدم.