يترقب المجتمع الإسرائيلي اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، وتتفاوت الآراء حول أسباب اندلاع تلك الانتفاضة، فريق يري أن فشل المسيرة السلمية الإسرائيلية – الفلسطينية، سيؤدي إلى اشتعال الانتفاضة ويرى آخرون أن عمليات الاستيلاء على الأراضي لصالح توسيع المستوطنات سببا لها، في حين يرى فريق ثالث أن تضييق إسرائيل على السلطة الفلسطينيية والتي أدت إلى تدهور الأوضوع الاقتصادية والاجتماعية بين الفلسطينيين قد تكون سببا كبيرا فى اندلاع الانتفاضة . وقالت الكاتبة "عميرة هاس" بصحيفة هآرتس، " إن الجندي الإسرائيلي الذي سيقتل طفلًا فلسطينيًا آخر هو من سيضغط على الزناد لإطلاق الانتفاضة الثالثة، وأن المدعي العام العسكري الذي سيقرر، مرة اخرى، أن القتل جاء تنفيذًا للتعليمات، كما أن القائد الذي سيوقع على أمر هدم بيت فلسطيني، وقائد اللواء العسكري لا يزال يخطط ليعمل المستوطنون على مهاجمة الرعاة العرب، والقاضي الذي يمدد اعتقال متظاهر آخر، والمستوطن الذي يركل شابة فلسطينية، كل واحد من هؤلاء، وجميعهم ممثلون صادقون للمجتمع الاسرائيلي وحكومته، أي من هؤلاء سيجعل السيل يبلغ الزبى مرة أخرى". جاء ذلك في تعقيب الصحيفة على مقتل الصبي "وجيه الرمحي" 16 سنة، والذي قتل بعد ظهر السبت الماضي، حيث أطلق الجنود الرصاص الحي على مجموعة من الصبية بحجة أنهم كانوا يرشقون بالحجارة تجاههم . وقالت هاس، إنه ربما اشترك الرمحي في رشق الحجارة في ذلك السبت بعد الظهر، وربما كان فقط يتابع ما يجري، كان الصبية يبعدون لمسافة 150 مترًا على الأقل من قوات الجيش الاسرائيلي، وربما 200 متر، عن نوافذ بيوت المتطرفين في مستوطنة "بيت إيل"، ويستحيل مع هذه المسافات أن تتعرض حياة الجنود أو المستوطنين لأي خطر، وعلى الرغم من ذلك أصابت الرصاصة القاتلة التي أطلقها الجندي الاسرائيلي الذي يحمي المستوطنين ظهر وجيه، بينما كان يفر من رصاصات الجنود، وسيتم حفظ اسم الجندي جيدا في جهاز العدل العسكري، كما ستعمل الصحافة على إخفاء وحماية اسم الضابط الإسرائيلي بينما ستظل تنشر اسم كل فلسطيني ضحايا الرصاص الاسرائيلى مهما يكن " . ووفقا لتقارير الجهات العسكرية، كان الصبية قد بدأوا يرشقون بالحجارة بعد ظهور الجنود في المكان الذي قتل فيه "وجيه "، وقالت التقارير إن "قوة من كتيبة "تسبار" التابع للواء "جفعاتي" نصبت كمينا لاعتقال الصبية، وبينما كانوا ينصبون الكمين شرع الصبية في رشق الحجارة، كما جاء في تقرير قائد القوة "أن عمليات الاعتقال للمشتبه بهم قد بدأت، في حين اطلقت النار في الهواء فقط، دونما أن تستهدف أحدًا". وقالت هاس، هذا ما اعتدنا عليه منذ أجيال من جنود الجيش الاسرائيلي منذ 47 سنة، فهم يطلقون الرصاص في الهواء فيقتلون أولادا، ويكسرون ملل ورتابة الخدمة الطويلة ويتحرشون بالعرب من خلال ظهورهم بالقرب من حي مدني بلباسهم العسكري وبنادقهم وسيارات الجيب الخاصة بهم الصلفة ويسمون ذلك أمنا، وبعد ذلك يعودون ليحتمون بالمستوطنات، التي هي أم التحرشات " .