يمكن أن أخبرك بكل ما لم يحدث. تكون الجمل المنفية أكثر صوابية أحيانًا. لم يأتِ أي باعة متجولين إلى حيّنا، تريعهم لافتة "شارع الغريبة" المطفأة على الدوام. يخبرني حارس الحقل بأن لا أحد يجرؤ على سحب قدميه إلى الداخل. يكون الخارج تارةً الأمان الأفضل. إنه حيٌ مصفّح. والكلاشنيكوف هنا امرأة بقدمين، أو رجل بعينين جاحظتين. ما أدراك ما الكلاشنيكوف؟ هل جئت إلى حيّنا قبل الآن؟ حسنًا لا تفعل ذلك. أغلق الباب أيضًا، لا تتركه مواربًا، كما لو كنت مدفوعًا إلى مكانٍ آخر. وهذه البطانية ما بها؟ حسنًا نم على الأرض. الأرض كالخارج، آمنة أكثر من البطانية وأكثر من السرير، وأكثر من النيام أنفسهم. لم أستطع أن أقع في أي حب. لكنني لم أتوقف عن تقليب يدي، أخشى أن تكون يد ثالثة قد سقطت سهوًا. لا تعتقد أبدًا أن الوحدة أمرٌ سيئ بالمطلق أو جيد بالمطلق. الوحدة لها ذراعان، واحدة تشلّك تمامًا، والأخرى تجعلك أوفر حظًا، وتحتضنك، وتستدير من حولك، وتصير كوكبًا صغيرًا بحجمك. لم أنجب أطفالًا. أفكر في الأمر أحيانًا. لكنني لست جدية كما تتصور. الأمر ما زال مزاحًا لزجًا في زجاجة مستعدة للتحطم، على أقرب حافة. لم أتحول امرأة مستطيلة، يذبحني النظر في التراب طوال الوقت. بقيت دائرية كالأرض، وكالعشب وككل شيء حقيقي. الأشياء الحقيقية لا تستطيع أن تقبع في مستطيل. الزوايا مكان غير مناسب للحقيقة. لا أقول إنني حقيقية بالمطلق، هذا اكتمال. لكنني أعترف بكل الأوهام التي أقع فيها. مع تواتر الأوهام، ما عدت أؤمن بشيء صدّقني. الأوهام تستوعب كل المشاعر السلبية التي تركتها تفتك بي سنوات طويلة. الحزن والشقاء، التعب، الجراح، الأمراض، أظنها الآن مجرد أوهام فتّاكة. تموت لحظة الحقيقة. لم يكن الشتاء طويلًا. لم تتحقق الأمنية. شعرت بحرٍّ عاجل، وكانت الساعة في موعد آخر. أعرف أنك تضحك، هذه أمنيتي الأبدية، والتي تخيب على الدوام. أحب الشتاء. (هذه جملة غير منفية، خارجة عن النص). بالعودة إلى الصواب. الصواب هو النفي. المسألة معقدة قليلًا. لكن سأشرحها لك. هل تتذكر حديثنا عن القعر؟ القعر هو آخر النفي، آخر الأواخر. الذين لا ينزلون إلى القعر، تقتلهم الرتابة، يصيرون مع الوقت بلا جدوى، بلا غاية، بلا أخطاء كبيرة، بلا صواب. القعر هو الصواب. الصواب هو النفي. لم ينزل الله إلى الأرض، ولم يحرق الأشرار، ولم يلعن أحدًا ولم يتخلّ عن المذنبين، إنه يحبّهم ببساطة. واسمعْ ماذا أيضًا. مع الوقت أدركت أن ليس هناك مذنبون بالمطلق، وليس هناك من سيحرقهم بلا رحمة. المذنبون هم طيبون أيضًا. لا أحد ليس طيبًا، لا أحد. اقتنعت بشكل ما أن الله صاحب رؤية مختلفة للأشياء، للمذنبين، للذنوب، للقتلى وقاتليهم وللمتفرّجين. هل تعرف قساوة أن تكون متفرّجًا؟ الأمر شبيه بمشنقة ممتدّة. تخيّل أن تُشنق كل يوم، وألا تموت أبدًا. يكون كل ما فيك مستعدًا وقابلًا للموت، لكنه لا يحدث. يعيش المتفرّجون بانتظار موتٍ لا يأتي. لا رغبة عندي في الكتابة بغزارة، صرت أذهب إلى التكثيف، بمقصلة مسنونة جيدًا. لا أطيق أن أكتب كثيرًا. أختنق. أموت. تفتتني الكتابة الكثيرة. أنتظر نهاية النص كولادة. على فكرة انتهى النص. ليس لدي أي إضافة.