إذا كانت شهادتى مجروحة بحكم صداقتنا الممتدة منذ أكثر من 14 عامًا، إلا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، فالحق كلمة وشهادة من نطقها لاذ بنفسه من وصمة عار تشبيهه بالشيطان، ومن ضن بها اقتنص قناع الشيطان عن جدارة. أنا هنا لن أتحدث عن المطربة أصالة، التى أسعدت الملايين بأعمالها، ورن صوتها فى قلوب الجماهير العربية من المحيط للخليج بأروع الأغنيات، لتقتنص منهم حبًا لا ينضب وتمنحهم فنًا رفيعًا يمتاز بجودة لا مثيل لها، فكانت المعادلة الصعبة التى نجحت أصالة فى تحقيقها هى ميزانها الحساس فى علاقتها بجمهورها على مدار السنوات الماضية. الإنسانة "أصالة" هى التى تشغل تفكيرى، منذ أن وضعت مؤخرًا فى مأزق يشبه إلى حد كبير بخندق تم حفره لها بحنكة شديدة، ولسان حالها يقول لمن ساهم فى حفر هذا الخندق: "يا رب اجعل كيد من كادنى فى نحره، ومكر من مكر بى عائدًا إليه، ومن حفر لى هذه الحفرة واقعًا فيها، ومن نصب لى شبكة الخداع اجعله يا سيدى مساقًا إليها ومصادًا فيها، وسلط عليهم عاجل النقمة فى اليوم والغد، اللهم بدد شملهم، اللهم فرق جمعهم". والسؤال الذى جال بخاطرى وأعتقد أنه يشغل بال كل محبى أصالة، هو كيف لمطربة شهيرة أن تجازف بتاريخها بهذا الشكل؟، والإجابة واضحة وجلية للجميع: "أصالة ليست بالساذجة حتى تخاطر بنفسها، فأصالة التى أعرفها هى كتلة من الذكاء والبساطة والإنسانية، هى تلك الإنسانة التى تغلبت على إصابتها ونزعت حزنها على نفسها واستبدلته بابتسامة رقيقة تعلو وجهها طوال الوقت حتى تسعد الجميع". مررت بالعديد من الظروف الصعبة كإنسانة تفقد قريبًا أو يحدث لها مكروها ولم أجد صديقة أصيلة مثلها، تشد من أزرى وتربت على كتفى وتنير لى طريقًا طالما ظننته مظلمًا، حتى أننى لم أندهش مما تفعله طوال الأعوام من خير للجميع، فهى كما يقولون تجوب لتصنع خيرًا، سواء فى موائد الرحمن طوال الأشهر الكريمة، أو دعمها المستمر للمستشفيات والمرضى، أو تقديمها المساعدة لكل من يطرق بابها، أضف إلى ذلك حكمتها فى علاج أى مشكلة تواجه زميلًا أو زميلة لها فى الوسط الفنى لجأ إليها طالبًا النصيحة، وهذا ليس بإعلان ولكنه إثبات فعلى للخير الذى تصنعه دائمًا ولا يراه الآخرون. "أصالة" هى الأم والزوجة التى تعشق منزلها وأسرتها وتسعى دائمًا للحفاظ على هذا الكيان الذى تعشقه وتنقسم بمشاعرها إلى أم وزوجة وصديقة لكل فرد من أفراد أسرتها، فتمنحهم الثقة الكاملة بوجودها سندًا لهم وتأخذ منهم دفء الأسرة الذى تنعم به راضية، فهى تؤمن إيمانًا مطلقًا بصلة الرحم التى أوصى بها الله عز وجل، فكيف إذن أن تكون ساذجة بهذا القدر حتى تهدم كيانًا طالما حافظت عليه بكل قوتها؟ إذا كانت "أصالة" الفنانة تعلم جيدًا مقدار شهرتها، وإذا كانت أصالة الإنسانة تعلم جيدًا مقدار ما منحها الله لها من استقرار عائلى، وإذا كانت أصالة الفنانة والإنسانة اختفت منذ خطواتها الأولى من على صفحات الفضائح التى تطول العديد من المشاهير، فكيف إذن تقبل أن تهدم بيدها كل هذه الكيانات التى قامت ببنائها طوال الأعوام الماضية؟ أصالة.. لكل إنسان له نصيب من اسمه فأنت بحق أصالة، وأصالة نصرى لها نصيب من اسم والدها الذى زرع الحب والأخلاق فى أولاده وهو «النصر» الذى يميزها دائمًا، الصديقة والإنسانة والفنانة ثقى أن هذه المحنة جاءت كمنحة جديدة لك، حتى تزداد ثقة جمهورك بك وتترسخ محبة المقربين منك وترتفع أسهمك دائمًا لدى أسرتك، وينير بريق إنسانيتك كل من يحتاج منك المشورة والمعونة.