المانجو ب20 جنيها.. أسعار الخضر والفواكه في سوق العبور اليوم    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. ثاني أيام عيد الأضحى 2024    فلسطين.. غارات وقصف مدفعي متواصل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو    طقس اليوم الإثنين 17 يونيو| جديد الأرصاد في ثاني أيام عيد الأضحى    بث مباشر، حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات في أول أيام التشريق    لماذا خالفت هذه الدول توقيت احتفال أول أيام عيد الأضحى 2024؟    خسائر الاحتلال الإسرائيلي.. ارتفاع القتلى ل662 وآلاف يطلبون مساعدات نفسية    عصام السقا يحتفل بعيد الأضحى وسط أهل بلدته: «كل سنة وأنتم طيبين» (فيديو)    موعد ومكان عزاء الموزع عمرو عبدالعزيز    «الناتو» يبحث وضع الرؤوس الحربية النووية للحلف في حالة تأهب    ترتيب الدوري المصري قبل مباريات اليوم الإثنين    إيهاب جلال يُعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة إنبي    منافسة إنجليزية شرسة لضم مهاجم إفريقي    للحجاج.. تعرف على سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري اليوم    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    افتتاح المرحلة «ج» من ممشى النيل بمدينة بنها قريبًا    وفاة الحالة السادسة من حجاج الفيوم بالأراضي المقدسة    البيت الريفى.. الحفاظ على التراث بمنتجات ومشغولات أهل النوبة    شهيدان و13 مصابا جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي الزرقا شمال مدينة غزة    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    دعاء فجر ثاني أيام عيد الأضحى.. صيغ مستحبة رددها في جوف الليل    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    دعاء الضيق والحزن: اللهم فرج كربي وهمي، وأزيل كل ضيق عن روحي وجسدي    تقتل الإنسان في 48 ساعة.. رعب بعد انتشار بكتيريا «آكلة للحم»    البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    حلو الكلام.. يقول وداع    جثة مذبوحة وسط الطريق تثير ذعر أهالي البدرشين    عبير صبري: شقيقتي مروة «توأم روحي» و«لسه بتاخد مني عيدية.. فلوس ولبس وكل حاجة»    «زي النهارده».. وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى 17 يونيو 1998    زيجته الثانية أشعلت غضبهم.. الأبناء وأمهم يحرقون مسكن والدهم في الوراق    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى ثانى أيام العيد الإثنين 17 يونيو 2024    انخفاض أعداد الموقعين على بيان مؤتمر أوكرانيا الختامي ل82 دولة ومنظمة    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    إيرادات حديقة الحيوان بالشرقية في أول أيام عيد الأضحى المبارك    الاحتلال الإسرائيلي يكثف قصفه على قرى وبلدات جنوبي لبنان    عاجل.. موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية لتحديد أسعار البنزين والسولار    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    تعرف على حكام مباراتى الجونة والبنك الأهلى.. والإسماعيلى وإنبى    مانشستر يونايتد يجدد الثقة في تين هاج    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سحرة وشياطين "1"
نشر في البوابة يوم 10 - 06 - 2015

كان يا ما كان في سابق العصر و«كمان» الآن، «حواديت» من كل زمان، كل شىء عنها ها نحكيه وها نقوله، ومش هايسعنا الليل بطوله، ممكن نخلص بكره.. بس الله أعلم «الصبح» مين يطوله، تيجوا نتكلم عن زمان من غير خوف، وكمان نلف الدنيا ونشوف، تيجوا نتعرف على الجديد، وكمان نحكى عن العالم من قبل ما يكتشفوا «الحديد». في «الحواديت» مافيش تصريحات سياسية، هتلاقى بس قصص إنسانية، وممكن جدًا تلاقى حدوتة اكتشاف الملوخية، وهانفتح كتير قضايا منسية، بطريقة جديدة وتناول كله حرية.
لهذا اقترن «السحر» و«الكفر»
علاقة «السحرة» مع أوليائهم «الشياطين»... و«بصقة إبليس» دمغة العهد بين الطرفين
السحر يكفّر صاحبه.. فالأديان السماوية الثلاثة حرمته، ربما لأن ما لا نعرفه أن السحر الحقيقى لا يتم إلا بمساعدة شيطانية، ومن المنطقى ألا تُقدم تلك المساعدات على هيئة خدمات مجانية، وأيضًا لا يمكن أن تكون الهدف منها عمل الخير، فدائمًا ما يكون السحر الأسود، أو السفلى يسعى للإيذاء فقط ولا يستطيع ساحر تنفيذه إلا بمساعدة الشياطين، لذا فقد حُرم في الأديان كل.
حيث تعد أولى الخطوات التي يخطوها الشخص الذي يسعى إلى ممارسة السحر، اختيار شيطان يصبح معاونا له في أفعاله، وهذا ما جاء على لسان العديد من السحرة في اعترافاتهم قبل تنفيذ حكم الإعدام فيهم، وتم نشرها في كتاب تحت عنوان «الموسوعة العالمية للسحر»، والتي استفاضت في شرح وتوضيح عن طرق لقائهم بأوليائهم الشياطين.
«الموسوعة» توضح أن أولى طرق عقد صفقات الساحر مع «مولاه» تحدث عند خروج الساحر في منتصف ليلة قمرية في منطقة غير عمرانية، حيث عليه اختيار أحد البيوت المهجورة أو الأماكن الموحشة، ويقوم بخلع ملابسه كاملة، ورسم دائرة كبيرة منقوشة داخلها أشكال وطلاسم، وعدد من أسماء الشياطين التي قرأ عنها، وغالبًا ما تشير هذه الطلاسم إلى التعاويذ اليهودية التي كتبت في العهد الأول لممارسة السحر، كما يرسم داخل الدائرة نجمة «داوود»، ثم يقوم بإشعال شمعتين، ويأتى بإناء معدني ويضعه وسط الدائرة، وبه حبوب نباتات معينة، فينحنى وهو قابض على الشمعتين، وينشد أناشيد التصوف الشيطاني، ثم يأخذ في تلاوة التعاويذ كما قرأها حتى يبلغ غاية التعب، فيجلس القرفصاء داخل الدائرة، ويلوح للشيطان في الفضاء بالعقد، ويقرأ نصوصه.
كما تؤكد الموسوعة أن أحد الشياطين يكون مراقبًا للشخص في ذلك الوقت للتأكد أن الساحر جاد حقيقة في اتباع الشيطان، فيظهر له على شكل أو صورة ما، ويستلم منه العقد ويأمره بالحضور إلى حفلة تعميده، ويسمى هذا الشيطان ب«شيطان المفارق».
أما عن الطريقة الثانية التي أشارت إليها «الموسوعة العالمية للسحر»، تحدث من خلال حضور الشخص إلى مكان مهجور ومعه حيوانات معينة، غالبًا ما تكون «ديك» أو «قط» أو «ماعز أسود»، ويجلس عاريًا، ويقوم بذبح تلك الحيوانات بترتيبها المذكورة في الكتاب، وهو يتلو التعاويذ أثناء الذبح ويجمع دماءها في زجاجة قذرة، ثم يلقى بجدى ذبحه معها في الخلاء بالقرب منه كقربان للشيطان، ثم يستعطف ويلح في طلب عبادة الشيطان حتى يظهر له أخيرًا ويسلمه العقد مكررًا إخلاصه، فيستلمه منه وينبه عليه بمقابلة «عمدة السحرة» في منطقته لتحديد ليلة التعميد.
كما تشير الطريقة الثالثة إلى قيام الساحر قبل شروق الشمس بالتواجد في إحدى الغابات أو الحدائق، ويختار شجرة عقيمة لا تثمر نباتًا، ويقطع منها غصنًا بأداة جديدة لم يسبق استعمالها من قبل، وفى اليوم التالى يقصد غرفة خاصة له في منزله ومعه هذا الغصن وزجاجة من الدماء ويخلع ملابسه جميعها، ويرسم مثلثا متساوى الساقين، ويضع شمعة سوداء على زاوية قاعدة المثلث، ويكمل هذه الطريقة حتى يسمع صوت الشيطان ولكنه لا يراه، حيث يأمره بإعادة كتابة العقد بمادة نتنة، ويكرر ما فعله في هذا اليوم حتى إذا انتصف ليل اليوم الثالث حضر واستلم العقد وأمره بمقابلة عمدة السحرة.
وفى صباح اليوم التالى لاستلام الشيطان العقد من الساحر، يتوجه هذا الأخير لمقابلة «عمدة السحرة» والساحرات كما أمره الشيطان، فيجد الأخير في انتظاره فيحدد له ليلة، ومكان الاحتفال بتعميده، ويلقى إليه ببعض النصائح والتعليمات الواجب مراعاتها حرفيًا ليلة التعميد، وفى الليلة المحددة يحضر جميع السحرة المراد تعميدهم من رجال ونساء، وعلى هؤلاء النسوة أن يتزين استعدادا لهذه الحفلة، خصوصًا أن هذه ستكون آخر مرة تبتل أجسادهن بالماء أو يمسهن الصابون وغيره من أدوات النظافة، وتقام ليلة التعميد دائمًا في إحدى الجهات الخالية الموحشة أو الغابات المخيفة أو في المغارات أو شواطئ البحار أو الصحارى المقفرة وغيرها من الأمكنة التي يخشى فيها المرء العادى على نفسه في وضح النهار.
وهنا تأتى مرحلة تشير إليها «الموسوعة» بعنوان «دمغة العهد»، وفيها يقوم مندوب إبليس في اختبار قوة الساحر وصدق عزيمته ويأمره بسب الأديان كلها، والركوع أمامه، ويأمره الشيطان بالتوقيع على العقد بدمائه، فيفعل ويسلم العقد الذي يستلمه الشيطان، ويبصق على الساحر بصقة تلتصق بجسده، وتكون علامة ظاهرة بحجم قطع النقود المعدنية، ويقال إن القضاة عند تعذيب السحرة كانوا يغرسون الدبابيس الكبيرة الملتهبة في تلك العلامات فلا تسيل منها الدماء ولا يشعر الساحر بأى ألم، وإن كانت المعمدة أنثى بصق الشيطان على أحد أجزاء جسمها، فتتكون نفس العلامة كالتي عثروا عليها في ظهر الساحرة الشهيرة «أنابولين» زوجة الملك هنرى الثامن بعد إعدامها، فقد كانت أشهر ساحرات ذلك العصر، واستطاعت أن تقتل كل من عارض زوجها واحدا تلو الآخر، وكانت هذه الساحرة بارعة الجمال من أكثر الساحرات اللواتى تحدث عنهن التاريخ البريطاني، فقد كانت تقتل كل من يعارضها ولا ينفذ أوامرها، وكانت غالبًا ما تقوم بقتل ضحاياها بواسطة سموم لا تظهر لها أعراض، لذلك كان يقال إن هذه السموم تصنع بواسطة الشياطين، وهم من يقومون بدسها للضحية، ويقول المؤرخون: إنها في ليلة واحدة قامت بقتل 12 ساحرا وكاهنًا وقسيسًا.
وبعدما ينتهى مندوب الشيطان من تعميد جميع السحرة والساحرات ويدمغهم بهذه الدمغة الإبليسية وغالبًا ما تكون على شكل قرص بارز مستدير، هذه الدمغة عند القبض على السحرة ومحاكمتهم دليلًا كافيًا لحرقهم وإعدامهم مهما أنكروا وكابروا، وبعد التعميد يطلق مندوب الشيطان على كل منهم اسمًا جديدًا يعرف به وسط زملائه، ويقيد في سجل السحرة، وبعد التسمية يحضر أحد أعوان الشيطان على شكل حمار كبير أو دب أو ثور، فيبول على الساحر الذي يدهن كل جسده بهذه القاذورات، وكل هذا يحدث وسط تصفيق وسرور الجميع الذين يقبلون على زميلهم الجديد مهنئين.
من صباح اليوم التالى لهذا الحفل، يكون كل ساحر أو ساحرة مستعدًا للعمل تمامًا، فيتخذ الإجراءات اللازمة من تفصيل ملابس معينة، مرسومة عليها رموز وطلاسم خاصة، وإحضار معدات وأدوات السحر كما تفرضها القوانين واللوائح الشيطانية، وكلها مذكورة في كتب السحر والسحرة، ويحتفظ الساحر أو الساحرة بصورة من العقد المبرم بينهما وبين الشيطان وعليه توقيعه في حرز أمين لا يطلع عليه أحد بتاتًا، ويحافظ عليه محافظته على حياته.
وعن العقد المبرم بين الساحر والشيطان هو عقد حقيقى وليس ضربا من الخيال، وهو يعقد بين طرفين لإثبات بيع الساحر للشيطان روحه ونفسه ومتاعه نظير ما يمنحه الشيطان له من القوة والمقدرة لإتيان السحر، وقد ذكر المحامى الكبير «موريس جارسون»، وهو أحد كبار المحامين في فرنسا، ويعتبر مرجعا موثوقا به في عالم السحر والسحرة: إن كل الالتزامات الواردة في العقد من الطرف الأول وهو الساحر يقوم بها دون أي التزام نحو الطرف الثانى وهو الشيطان حتى لا يرجع الطرف الأول في حالة إخلال الشيطان بمساعدته، وأضاف المحامى قائلًا: «إن لدى أحد هذه العقود».
أشهر العقود المبرمة بين «سحرة» و«شياطين»
أولى جماعات «الصفقات الشيطانية» أكلوا 80 طفلًا وتمت مطاردتهم ثلاثة قرون
وقعت حوادث إعدام لعدد من السحرة على مدى التاريخ بعد اكتشاف عقودهم المبرمة مع «شيطان المفارق»، حيث أعدمت الساحرة الكبيرة «ستيفون أوديرت» في عام 1619، وأظهرت للقاضى صورة عقد أبرمته مع الشيطان، وهذا العقد عبارة عن قطعة قذرة من جلد القط أو الكلب ملوثة ومحررة بدماء الحيض، وغيرها من القاذورات التي يستحيل على الإنسان أن يتحمل رؤيتها أو رائحتها الكريهة، وكانت المرة الأولى التي يرى فيها قاض عقدا مبرما بين ساحر وشيطان، وأمر بإعدامها حرقًا وحرق العقد.
أما في عام 1934 تم إعدام الساحر أوربان جواندييه، وقدم للمحكمة أقذر وأخبث عقد بينه وبين الشيطان، وما زالت صورة هذا العقد محفوظة بالمكتبة العمومية بباريس، كما يوجد بمكتبة «أوبسالا» صورة العقد المبرم بين الشيطان والساحر «دانيال سالثنوس» أستاذ اللغة العبرية الذي باع روحه ونفسه فلقي حتفه سريعًا.
وبدفتر خانة كاتدرائية «سالتا» في إسبانيا، عقد عجيب يقول الباحثون: إنه موقع من الشيطان الكبير نفسه، وقد حرره أحد القساوسة مع «إبليس» بالذات، وبلغة معقدة جدًا عجز عن حلها أساتذة اللغات أو ترجمتها أو معرفة أي نص من نصوصه، وهو مكتوب بسطور منحدرة هائلة، ولم يفهم من العقد إلا اسم القس الذي وقع عليه، وقد شغل هذا العقد الكثيرين من رجال الدين والقضاء، وما ورد فيه من شروط ونصوص والتزامات كما جاء في كتاب الأسقف فرنسيسكو ماريا جوتش، وعنوانه «ميثاق الساحر مع الشيطان»، وقد ترجم هذا المؤلف إلى الإنجليزية ونشر بإنجلترا عام 1929.
يقول المحامى موريس جارسون: إن أقدم الوثائق التي تم عقدها مع الشيطان والموجودة حتى الآن ترجع لعام 1022 الميلادي، في مدينة أورلنس في فرنسا، حيث تم القبض على عدد من الأفراد أثناء ممارستهم طقوسا شيطانية، وتم اتهامهم من قبل المحكمة بعبادة الشيطان، وذبح أكثر من 80 طفلا وأكل لحومهم، وتمت مطاردتهم ما يزيد على ال 300 عام.
ويروى قصة وقعت في عام 1935 الميلادى، حيث كان هناك شاب يدعى مارك قد خطب فتاة ولم يجد المال للسكن والزواج، أشار عليه أحد الأصدقاء بتوقيع عقد مع الشيطان، وفعلا جرح هذا الشاب إصبعه، وكتب بدمه تعهدًا للشيطان ببيع روحه، ثم ذهب للنوم، ولكن لم يغمض له جفن، وبدأ يشعر برعشة في جسده، ورأى عينين حمراوين تنظران إليه، فهب مفزوعًا من فراشه، أضاء النور فوجد المبلغ الذي طلبه، واختفى العقد الذي وقع عليه بدمه، ووجد ورقة جديدة مكتوبا عليها «انتظرنى غدا في منتصف الليل في مدخل القرية»، وعندما اقترب الميعاد وجد الشاب نفسه مساقا إلى هذا اللقاء، وكان من خوفه قد أخذ معه سلاحًا ناريًا، وعندما وصل إلى مدخل القرية وجد كائنا نصفه حيوان ونصفه الآخر إنسان، فارتعب وأطلق الرصاص وعاد يركض، ولكن حياته امتلأت بالقلق والرعب والاضطراب ورفض الكلام مع الجميع، وعندما بلغ الثالثة والأربعين علت التجاعيد وجهه مثل إنسان عجوز له من العمر خمسة وسبعون عامًا، واختفى ولم يعرف أحدا حتى الآن ما حدث له.
«ساحر مصري» فسخ عقده مع «إبليس»
دفعت ثمن «التمرد» شللا رباعيا.. وصراخ «الشيطان» في أذنى طوال اليوم
وكما يبدو أن شروط التعاقد مع الشيطان واحدة في جميع الأزمنة والديانات، فحسب مجلة أخبار الحوادث عام 2005 نشرت تحقيقًا مع «عم سيد» وهو رجل يعيش سجينًا على كرسى متحرك نتيجة تمرده على عقد أبرمه مع الشيطان، فأصيب بالشلل الرباعي. يقول عم سيد دجال -رفض ذكر معلومات عنه غير اسمه: بعد وفاة زوجتى ورحيل ابنتى لزواجها، تعرفت على بائع يسمى عبد البديع، وكان دائمًا ما يأتى إلى منزلى للجلوس معي، وبدأت ملاحظة أنه لا يستخدم المنظفات ولا الماء ولا يصلى ولا يذكر الله.
حاولت التهرب منه وظل يطارنى وطلب منى المبيت في بيتى ووجدته يمارس طقوسا عجيبة، وخفت من مصارحته بمراقبتى له، وانصرف وقررت الزواج حتى لا يأتيني، ورغم ذلك قام بزيارتى، وفوجئت بعد الزيارة أننى لا أستطيع معاشرة زوجتي، ساءت حالتى النفسية، وطلبت مساعدته، فأمسك بيدى وتمتم بكلمات غير مفهومة عدت بعدها كما كنت.
طالبته بشرح ما حدث، أخبرنى أنه أبرم عقدًا مع الشيطان، وينفذ له ما يريد، وأنه تعلم منه الكثير، وفى لحظات ضعف منى وضيق مالي طلبت منه تعليمى كيفيه الاتصال بالجن والشياطين، فأعطانى عددا من كتب السحر، وطلب منى قراءتها، ثم راح يعلمنى كيفية تحضيرها داخل إحدى الغرف المظلمة،، وطلب منى تدنيس جميع الكتب السماوية وسب الخالق والأنبياء وبيع نفسى وكل ما أملك وروحى، وأن أتعهد بتنفيذ أوامره، بعدها فوجئت به يقدم إلى عقدًا لم أستطع التعرف على اللغة التي كتب بها، وكلماته كتبت بسطور منحدرة قرأها على مسامعى، وتضمنت الشروط أن أوافق على أن أبيع نفسى في حياتى ومماتى إلى الشيطان، وأن أطيع أوامره لى دون تفكير أو تذمر، وأن أتخلى تمامًا عن عواطفى البشرية وضميري، وأن أعتقد في قوته ولا يتسلل الشك إلى نفسى، وأن أكون مستعدًا لفعل كل المحرمات ولو حتى القيام بالقتل، وعدم استخدام المياه أو أي نوع من المنظفات في الاغتسال، وأن يحبب إلى نفسى البقاء جنبًا وحمل النجاسات، وعدم النوم في أماكن مضيئة، والبقاء قدر المستطاع وحيدًا بعيدًا عن الناس ولو كانوا أهل بيتي.
ويتابع عم سيد: بالفعل وقعت بالدماء كما طلب منى بعد جرح إصبعى وبعد تحضير الشيطان كثر الناس الذين راحوا يتوافدون على منزلى طلبًا للشفاء من السحر والربط والمس وخلافه، وذلك مقابل مبالغ مالية طائلة ضاعت كلها فيما بعد على شراء المخدرات التي أدمنتها بشراهة، لقد كان الناس يتوافدون، ومنهم من كان يطلب أعمالا سفلية قذرة للغير أو سحرهم، وكنت ألبى طلباتهم، بل وتماديت في إقامة علاقات محرمة مع بعض النسوة، مقابل تنفيذ رغباتهن لأذى الغير بدلًا من الحصول منهن على أموال.
حرضت الناس على ذبح الحيوانات وتقديمها كقربان للشيطان، لقد أقدمت على فعل كل هذا إلى جانب المصيبة الأكبر، وهى ترك الصلاة والصوم وعدم التطهر على الإطلاق طوال 4 سنوات، أو يزيد قليلًا، رجعت بعدها لأفكر بجدية في الخلاص من هذا الأسر‍‍‍‍‍‍‍‍‍، ويوم أن اغتسلت وصليت، وقررت الابتعاد عن ذلك، وفسخ العقد، أصبت بشلل رباعى جعلنى حبيس الكرسى المتحرك طوال 7 سنوات بلا سبب مفهوم، وصراخ بالتهديد والويل في أذنى طوال اليوم.
هبطا إلى الأرض نتيجة تمرد «الملائكة»
قصة ملكين اشتهيا «امرأة» فأصبحا «شياطين السحر».. الطبرى: ملكة «فارس» تحولت إلى «كوكب»
«هاروت وماروت» ملكان من السماء هبطا إلى الأرض لكى يعلما الناس السحر، ولم يعرف حتى الآن هل هما بالفعل ملكان أم شيطانان، حيث اختلف العلماء في التفسير، خاصة من اعتقد منهم في عصمة «الملائكة»، ولكن في المعظم فإن بعض المسلمين قالوا إنهما هبطا من السماء بعد غضبة الله على الملائكة واحتجاجهم على خلق الإنسان، فأراد الله أن يعلمهم أنهم أشد فسادًا وأن عصمتهم ترجع إلى حمايتهم في السماء، فانزل هذين الملكين ليظهرا للناسِ الفرق بين السحر المطلوب تجنبه، وفى المقابل يعتقد بعض المفسرين أن «هاروت وماروت» رجلان وشيطانان من شياطين الإنس، انتحلا صفة الملكين واتخذا من الشعوذة حرفة لهما وأضلا بهما أهل حضارة «بابل».
الإمام «الطبري» فسر قصة «هاروت وماروت»، قائلًا إن الملائكة لما رأوا ما يصعد إلى السماء من أعمال بنى آدم الخبيثة في زمن النبى «إدريس»، لاموا على «الله سبحانه وتعالى»، قائلين: «إن هؤلاء الذين جعلتهم خلفاء في الأرض واخترتهم يعصونك»، فقال لهم الله: «لو أنزلتكم إلى الأرض وركبت فيكم ما ركبت فيهم لفعلتم مثل ما يفعلون»، فأجابوا المولى عز وجل قائلين: «سبحانك ربنا ما كان ينبغى أن نعصيك». ويستطرد «الطبري» مشيرًا إلى أن الله أمر الملائكة باختيار ملكين يهبطهما إلى الأرض ليثبت لهم ما يقول، فوقع الاختيار على «هاروت» و«ماروت»، ويقال إنهما كانا من أصلح الملائكة وأكثرهم عبادة، الإمام الطبرى يتابع في تفسيره: «فركب الله فيهما الشهوة التي ركبها في بنى آدم وأَهبطهما إلى الأرض، وأمرهما أن يحكما بين الناس بالحق، ونهاهما عن الشرك والقتل بغير الحق والزنا وشرب الخمر».
وثبت الملكان على إيمانهما لمدة شهر، حتى افتتنا، حيث جاءت إليهما ذات يوم امرأة تسمى «الزهرة»، كما ذكرها الطبري، وكانت ملكة قوم فارس وأكثرهم جمالًا وفتنة، فحاول الملكان مراودتها عن نفسها، فأبت دون تنفيذ شرطها والذي تمثل في تعليمها كيف تصعد للسماء كما كانا يفعلان في أيامهما الأولى، فقالا لها إنهما يصعدان «باسم الله الأعظم»، فطلبت أن يجعلاها تصعد، فخافا في الأول من غضبة ربهما، ولكنهما ضعفا وعلماها فسخطت وأصبحت كوكب «الزهراء»، ومنذ هذه اللحظة أخرج الله الملكين من رحمته وأصبحا منبوذين في الأرض، ويعلمان الناس السحر لكى يفسدوا في الأرض، ويؤكد عدد من العلماء أن «هاروت» و«ماروت» هما المسئولان عن عقد الصفقات مع السحرة لكى يتمكنوا من ممارسة الأعمال السفلية.
النسخة الورقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.