وزير الأوقاف يشهد ختام فعاليات اليوم التثقيفي للأئمة والواعظات بجامعة القاهرة    كامل الوزير: لم أشعر بالحزن بسبب انتقال زيزو من الزمالك إلى الأهلي    وزيرة البيئة: مصر تقترب من منطقة نشاط زلزالي وعلينا الاستعداد المبكر    «إير كايرو» تُدشّن أولى رحلاتها بين الغردقة وعمّان لتعزيز حركة السياحة    السفير الهندي ل«بوابة أخبار اليوم»: مصر «بيتي الثاني».. وعُدت لها بعد 30 عامًا    فصيل يسمي نفسه كتائب الشهيد محمد الضيف يتبنى هجوما صاروخيا على إسرائيل من سوريا    كومان: مونديال الأندية "سخيف" ويدمّر اللاعبين    ريبييرو: أعرف ثقافة الأهلي.. ولم أكن مجرد مدرب في أورلاندو    فيليبي ميلو: صلاح ويامال يستحقان الكرة الذهبية 2025    دون إصابات.. السيطرة على حريق توك توك داخل محطه بنزين بالفيوم    المهن التمثيلية تتهم صفحة "فيس بوك" بالنصب على شباب الفنانين مستغلة مسلسل "المداح"    الانتهاء من إقامة 3 منتجعات سياحية ورفع كفاءة كورنيش ومداخل وميادين جمصه    هبة الأباصيري تنعي سميحة أيوب : «ألف رحمة و نور عليها» |فيديو    هل تكبيرات العيد واجبة أم سنة؟.. أمين الفتوى يُجيب    قبل عيد الأضحى 2025.. هل يمكن ذبح الأضحية خلال خطبة العيد؟    محافظ الدقهلية: 1161 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية    الرعاية الصحية بأسوان تتابع سير الخدمات الطبية بمستشفى المسلة    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع أداء إيجابي    أول تعليق من رئيس الأوبرا على تعيين مدير مهرجان الموسيقى العربية    حزب المؤتمر يقدم ورقة عمل لمجلس حقوق الانسان المصري حول تضمين المبادئ في برنامجه    فرص عمل للمصريين بالأردن براتب يصل إلى 350 دينار.. اعرف التفاصيل    الشيخ خالد الجندي: من يأكل أموال الناس بالباطل لا حج له    الأزهر للفتوى: الأضحية من الشاة تجزئ عن الشخص الواحد وعن أهل بيته مهما كثروا    «القاصد» يرأس لجنة اختيار عميد كلية التربية الرياضية بجامعة المنوفية    بعد هجومه على داعمي إسرائيل.. اعتقال زوجة وأطفال محمد سليمان في أمريكا    بالصور.. رئيس جامعة سوهاج يجري جراحة معقدة استغرقت 5 ساعات    وزير الثقافة: تعليق تنفيذ قرار زيادة رسوم المصنفات الفنية والتعامل بالرسوم السابقة    أيام التشريق.. موعدها وحكم صيامها وأفضل العبادات بها    وزير العمل يلتقي مسؤولة ب"العمل الدولية" ويؤكد التزام مصر بمعاييرها    تشغيل عيادات التأمين الصحي بالدقهلية خلال عيد الأضحى المبارك.. تعرف على الأماكن والمواعيد    البورصة المصرية تقيد زيادة رأسمال شركة "يو للتمويل الاستهلاكي"    محافظ بني سويف يكرم الأمهات المثاليات بمسابقتي التنمية المحلية والتضامن    الخلود يقطع إعارة أليو ديانج ويعيده للأهلي قبل المونديال    وافدان جديدان يستعدان لتمثيل إنتر في كأس العالم للأندية    الجباس: الحديث عن تواجدي في بيراميدز بسبب علاقتي مع ممدوح عيد "عبث"    استشاري: الاتحاد الأوروبي بدأ التلويح للمعاملة بالمثل بعدما ضاعف ترامب الرسوم الجمركية    بيطري القليوبية: ضبط 25.5 طن لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك خلال شهر    منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولى    المشدد 10 سنوات لعاطل لاتجاره في المخدرات بشبرا الخيمة    رئيس الهيئة الدولية للمسرح ينعى وفاة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب    توجيهات مهمة من رئيس الوزراء بشأن التحركات الدبلوماسية    الاتحاد السكندري: عبدالعاطي استقال على «الفيسبوك».. والمغادرة غير مقبولة    تشيلسي يفشل في الإبقاء على سانشو    أول أيام عيد الأضحى المبارك.. بدء تطبيق المحاور المرورية الجديدة بمدينة الفيوم تجريبيًا    تطهير وتعقيم ونظافة الأماكن المعدة لصلاة عيد الأضحي المبارك بالقاهرة    محافظ المنوفية يتفقد منظومة العمل بمركز الدراسات الوطنية    وزير المالية: 50% من مستحقات الشركات في برنامج دعم الصادرات سيتم تسويتها من الضرائب أو الكهرباء    وزير الخارجية اللبناني ونظيره الإيراني يبحثان السبيل الأمثل لتطوير العلاقات الثنائية    رسالة دكتوراه تناقش تقييم جدوى تقنية الحقن الأسمنتي كعلاج فعال لكسور هشاشة العظام    موعد ومكان جنازة الفنانة سميحة أيوب    قبل نهائي الكأس.. أرقام الحكم محمود بسيوني مع الزمالك وبيراميدز هذا الموسم؟    ضبط أصحاب شركة المقاولات المتورطة في التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ رئيس الجمهورية وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى    "المطاعم السياحية": بحث ضرائب الملاهي الليلة وإطلاق شعار موحد للمنشأت    درجات الحرارة اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 فى القاهرة والمحافظات    من الصفائح التكتونية إلى الكوارث.. كيف تحدث الزلازل ؟    مدرسة وذاكرة.. سميحة أيوب امرأة جعلت من الخشبة بيتا ومن الفن وطنا.. عشقت الفن فى عمر ال 15عاما وتلقت الدروس الأولى على يد زكى طليمات.. أعمالها المسرحية بلغت 170 عملا وانقطعت عن السينما 30 سنة    مستشار الرئيس للشئون الصحية: مصر تشهد معدلات مرتفعة في استهلاك الأدوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سحرة وشياطين "1"
نشر في البوابة يوم 10 - 06 - 2015

كان يا ما كان في سابق العصر و«كمان» الآن، «حواديت» من كل زمان، كل شىء عنها ها نحكيه وها نقوله، ومش هايسعنا الليل بطوله، ممكن نخلص بكره.. بس الله أعلم «الصبح» مين يطوله، تيجوا نتكلم عن زمان من غير خوف، وكمان نلف الدنيا ونشوف، تيجوا نتعرف على الجديد، وكمان نحكى عن العالم من قبل ما يكتشفوا «الحديد». في «الحواديت» مافيش تصريحات سياسية، هتلاقى بس قصص إنسانية، وممكن جدًا تلاقى حدوتة اكتشاف الملوخية، وهانفتح كتير قضايا منسية، بطريقة جديدة وتناول كله حرية.
لهذا اقترن «السحر» و«الكفر»
علاقة «السحرة» مع أوليائهم «الشياطين»... و«بصقة إبليس» دمغة العهد بين الطرفين
السحر يكفّر صاحبه.. فالأديان السماوية الثلاثة حرمته، ربما لأن ما لا نعرفه أن السحر الحقيقى لا يتم إلا بمساعدة شيطانية، ومن المنطقى ألا تُقدم تلك المساعدات على هيئة خدمات مجانية، وأيضًا لا يمكن أن تكون الهدف منها عمل الخير، فدائمًا ما يكون السحر الأسود، أو السفلى يسعى للإيذاء فقط ولا يستطيع ساحر تنفيذه إلا بمساعدة الشياطين، لذا فقد حُرم في الأديان كل.
حيث تعد أولى الخطوات التي يخطوها الشخص الذي يسعى إلى ممارسة السحر، اختيار شيطان يصبح معاونا له في أفعاله، وهذا ما جاء على لسان العديد من السحرة في اعترافاتهم قبل تنفيذ حكم الإعدام فيهم، وتم نشرها في كتاب تحت عنوان «الموسوعة العالمية للسحر»، والتي استفاضت في شرح وتوضيح عن طرق لقائهم بأوليائهم الشياطين.
«الموسوعة» توضح أن أولى طرق عقد صفقات الساحر مع «مولاه» تحدث عند خروج الساحر في منتصف ليلة قمرية في منطقة غير عمرانية، حيث عليه اختيار أحد البيوت المهجورة أو الأماكن الموحشة، ويقوم بخلع ملابسه كاملة، ورسم دائرة كبيرة منقوشة داخلها أشكال وطلاسم، وعدد من أسماء الشياطين التي قرأ عنها، وغالبًا ما تشير هذه الطلاسم إلى التعاويذ اليهودية التي كتبت في العهد الأول لممارسة السحر، كما يرسم داخل الدائرة نجمة «داوود»، ثم يقوم بإشعال شمعتين، ويأتى بإناء معدني ويضعه وسط الدائرة، وبه حبوب نباتات معينة، فينحنى وهو قابض على الشمعتين، وينشد أناشيد التصوف الشيطاني، ثم يأخذ في تلاوة التعاويذ كما قرأها حتى يبلغ غاية التعب، فيجلس القرفصاء داخل الدائرة، ويلوح للشيطان في الفضاء بالعقد، ويقرأ نصوصه.
كما تؤكد الموسوعة أن أحد الشياطين يكون مراقبًا للشخص في ذلك الوقت للتأكد أن الساحر جاد حقيقة في اتباع الشيطان، فيظهر له على شكل أو صورة ما، ويستلم منه العقد ويأمره بالحضور إلى حفلة تعميده، ويسمى هذا الشيطان ب«شيطان المفارق».
أما عن الطريقة الثانية التي أشارت إليها «الموسوعة العالمية للسحر»، تحدث من خلال حضور الشخص إلى مكان مهجور ومعه حيوانات معينة، غالبًا ما تكون «ديك» أو «قط» أو «ماعز أسود»، ويجلس عاريًا، ويقوم بذبح تلك الحيوانات بترتيبها المذكورة في الكتاب، وهو يتلو التعاويذ أثناء الذبح ويجمع دماءها في زجاجة قذرة، ثم يلقى بجدى ذبحه معها في الخلاء بالقرب منه كقربان للشيطان، ثم يستعطف ويلح في طلب عبادة الشيطان حتى يظهر له أخيرًا ويسلمه العقد مكررًا إخلاصه، فيستلمه منه وينبه عليه بمقابلة «عمدة السحرة» في منطقته لتحديد ليلة التعميد.
كما تشير الطريقة الثالثة إلى قيام الساحر قبل شروق الشمس بالتواجد في إحدى الغابات أو الحدائق، ويختار شجرة عقيمة لا تثمر نباتًا، ويقطع منها غصنًا بأداة جديدة لم يسبق استعمالها من قبل، وفى اليوم التالى يقصد غرفة خاصة له في منزله ومعه هذا الغصن وزجاجة من الدماء ويخلع ملابسه جميعها، ويرسم مثلثا متساوى الساقين، ويضع شمعة سوداء على زاوية قاعدة المثلث، ويكمل هذه الطريقة حتى يسمع صوت الشيطان ولكنه لا يراه، حيث يأمره بإعادة كتابة العقد بمادة نتنة، ويكرر ما فعله في هذا اليوم حتى إذا انتصف ليل اليوم الثالث حضر واستلم العقد وأمره بمقابلة عمدة السحرة.
وفى صباح اليوم التالى لاستلام الشيطان العقد من الساحر، يتوجه هذا الأخير لمقابلة «عمدة السحرة» والساحرات كما أمره الشيطان، فيجد الأخير في انتظاره فيحدد له ليلة، ومكان الاحتفال بتعميده، ويلقى إليه ببعض النصائح والتعليمات الواجب مراعاتها حرفيًا ليلة التعميد، وفى الليلة المحددة يحضر جميع السحرة المراد تعميدهم من رجال ونساء، وعلى هؤلاء النسوة أن يتزين استعدادا لهذه الحفلة، خصوصًا أن هذه ستكون آخر مرة تبتل أجسادهن بالماء أو يمسهن الصابون وغيره من أدوات النظافة، وتقام ليلة التعميد دائمًا في إحدى الجهات الخالية الموحشة أو الغابات المخيفة أو في المغارات أو شواطئ البحار أو الصحارى المقفرة وغيرها من الأمكنة التي يخشى فيها المرء العادى على نفسه في وضح النهار.
وهنا تأتى مرحلة تشير إليها «الموسوعة» بعنوان «دمغة العهد»، وفيها يقوم مندوب إبليس في اختبار قوة الساحر وصدق عزيمته ويأمره بسب الأديان كلها، والركوع أمامه، ويأمره الشيطان بالتوقيع على العقد بدمائه، فيفعل ويسلم العقد الذي يستلمه الشيطان، ويبصق على الساحر بصقة تلتصق بجسده، وتكون علامة ظاهرة بحجم قطع النقود المعدنية، ويقال إن القضاة عند تعذيب السحرة كانوا يغرسون الدبابيس الكبيرة الملتهبة في تلك العلامات فلا تسيل منها الدماء ولا يشعر الساحر بأى ألم، وإن كانت المعمدة أنثى بصق الشيطان على أحد أجزاء جسمها، فتتكون نفس العلامة كالتي عثروا عليها في ظهر الساحرة الشهيرة «أنابولين» زوجة الملك هنرى الثامن بعد إعدامها، فقد كانت أشهر ساحرات ذلك العصر، واستطاعت أن تقتل كل من عارض زوجها واحدا تلو الآخر، وكانت هذه الساحرة بارعة الجمال من أكثر الساحرات اللواتى تحدث عنهن التاريخ البريطاني، فقد كانت تقتل كل من يعارضها ولا ينفذ أوامرها، وكانت غالبًا ما تقوم بقتل ضحاياها بواسطة سموم لا تظهر لها أعراض، لذلك كان يقال إن هذه السموم تصنع بواسطة الشياطين، وهم من يقومون بدسها للضحية، ويقول المؤرخون: إنها في ليلة واحدة قامت بقتل 12 ساحرا وكاهنًا وقسيسًا.
وبعدما ينتهى مندوب الشيطان من تعميد جميع السحرة والساحرات ويدمغهم بهذه الدمغة الإبليسية وغالبًا ما تكون على شكل قرص بارز مستدير، هذه الدمغة عند القبض على السحرة ومحاكمتهم دليلًا كافيًا لحرقهم وإعدامهم مهما أنكروا وكابروا، وبعد التعميد يطلق مندوب الشيطان على كل منهم اسمًا جديدًا يعرف به وسط زملائه، ويقيد في سجل السحرة، وبعد التسمية يحضر أحد أعوان الشيطان على شكل حمار كبير أو دب أو ثور، فيبول على الساحر الذي يدهن كل جسده بهذه القاذورات، وكل هذا يحدث وسط تصفيق وسرور الجميع الذين يقبلون على زميلهم الجديد مهنئين.
من صباح اليوم التالى لهذا الحفل، يكون كل ساحر أو ساحرة مستعدًا للعمل تمامًا، فيتخذ الإجراءات اللازمة من تفصيل ملابس معينة، مرسومة عليها رموز وطلاسم خاصة، وإحضار معدات وأدوات السحر كما تفرضها القوانين واللوائح الشيطانية، وكلها مذكورة في كتب السحر والسحرة، ويحتفظ الساحر أو الساحرة بصورة من العقد المبرم بينهما وبين الشيطان وعليه توقيعه في حرز أمين لا يطلع عليه أحد بتاتًا، ويحافظ عليه محافظته على حياته.
وعن العقد المبرم بين الساحر والشيطان هو عقد حقيقى وليس ضربا من الخيال، وهو يعقد بين طرفين لإثبات بيع الساحر للشيطان روحه ونفسه ومتاعه نظير ما يمنحه الشيطان له من القوة والمقدرة لإتيان السحر، وقد ذكر المحامى الكبير «موريس جارسون»، وهو أحد كبار المحامين في فرنسا، ويعتبر مرجعا موثوقا به في عالم السحر والسحرة: إن كل الالتزامات الواردة في العقد من الطرف الأول وهو الساحر يقوم بها دون أي التزام نحو الطرف الثانى وهو الشيطان حتى لا يرجع الطرف الأول في حالة إخلال الشيطان بمساعدته، وأضاف المحامى قائلًا: «إن لدى أحد هذه العقود».
أشهر العقود المبرمة بين «سحرة» و«شياطين»
أولى جماعات «الصفقات الشيطانية» أكلوا 80 طفلًا وتمت مطاردتهم ثلاثة قرون
وقعت حوادث إعدام لعدد من السحرة على مدى التاريخ بعد اكتشاف عقودهم المبرمة مع «شيطان المفارق»، حيث أعدمت الساحرة الكبيرة «ستيفون أوديرت» في عام 1619، وأظهرت للقاضى صورة عقد أبرمته مع الشيطان، وهذا العقد عبارة عن قطعة قذرة من جلد القط أو الكلب ملوثة ومحررة بدماء الحيض، وغيرها من القاذورات التي يستحيل على الإنسان أن يتحمل رؤيتها أو رائحتها الكريهة، وكانت المرة الأولى التي يرى فيها قاض عقدا مبرما بين ساحر وشيطان، وأمر بإعدامها حرقًا وحرق العقد.
أما في عام 1934 تم إعدام الساحر أوربان جواندييه، وقدم للمحكمة أقذر وأخبث عقد بينه وبين الشيطان، وما زالت صورة هذا العقد محفوظة بالمكتبة العمومية بباريس، كما يوجد بمكتبة «أوبسالا» صورة العقد المبرم بين الشيطان والساحر «دانيال سالثنوس» أستاذ اللغة العبرية الذي باع روحه ونفسه فلقي حتفه سريعًا.
وبدفتر خانة كاتدرائية «سالتا» في إسبانيا، عقد عجيب يقول الباحثون: إنه موقع من الشيطان الكبير نفسه، وقد حرره أحد القساوسة مع «إبليس» بالذات، وبلغة معقدة جدًا عجز عن حلها أساتذة اللغات أو ترجمتها أو معرفة أي نص من نصوصه، وهو مكتوب بسطور منحدرة هائلة، ولم يفهم من العقد إلا اسم القس الذي وقع عليه، وقد شغل هذا العقد الكثيرين من رجال الدين والقضاء، وما ورد فيه من شروط ونصوص والتزامات كما جاء في كتاب الأسقف فرنسيسكو ماريا جوتش، وعنوانه «ميثاق الساحر مع الشيطان»، وقد ترجم هذا المؤلف إلى الإنجليزية ونشر بإنجلترا عام 1929.
يقول المحامى موريس جارسون: إن أقدم الوثائق التي تم عقدها مع الشيطان والموجودة حتى الآن ترجع لعام 1022 الميلادي، في مدينة أورلنس في فرنسا، حيث تم القبض على عدد من الأفراد أثناء ممارستهم طقوسا شيطانية، وتم اتهامهم من قبل المحكمة بعبادة الشيطان، وذبح أكثر من 80 طفلا وأكل لحومهم، وتمت مطاردتهم ما يزيد على ال 300 عام.
ويروى قصة وقعت في عام 1935 الميلادى، حيث كان هناك شاب يدعى مارك قد خطب فتاة ولم يجد المال للسكن والزواج، أشار عليه أحد الأصدقاء بتوقيع عقد مع الشيطان، وفعلا جرح هذا الشاب إصبعه، وكتب بدمه تعهدًا للشيطان ببيع روحه، ثم ذهب للنوم، ولكن لم يغمض له جفن، وبدأ يشعر برعشة في جسده، ورأى عينين حمراوين تنظران إليه، فهب مفزوعًا من فراشه، أضاء النور فوجد المبلغ الذي طلبه، واختفى العقد الذي وقع عليه بدمه، ووجد ورقة جديدة مكتوبا عليها «انتظرنى غدا في منتصف الليل في مدخل القرية»، وعندما اقترب الميعاد وجد الشاب نفسه مساقا إلى هذا اللقاء، وكان من خوفه قد أخذ معه سلاحًا ناريًا، وعندما وصل إلى مدخل القرية وجد كائنا نصفه حيوان ونصفه الآخر إنسان، فارتعب وأطلق الرصاص وعاد يركض، ولكن حياته امتلأت بالقلق والرعب والاضطراب ورفض الكلام مع الجميع، وعندما بلغ الثالثة والأربعين علت التجاعيد وجهه مثل إنسان عجوز له من العمر خمسة وسبعون عامًا، واختفى ولم يعرف أحدا حتى الآن ما حدث له.
«ساحر مصري» فسخ عقده مع «إبليس»
دفعت ثمن «التمرد» شللا رباعيا.. وصراخ «الشيطان» في أذنى طوال اليوم
وكما يبدو أن شروط التعاقد مع الشيطان واحدة في جميع الأزمنة والديانات، فحسب مجلة أخبار الحوادث عام 2005 نشرت تحقيقًا مع «عم سيد» وهو رجل يعيش سجينًا على كرسى متحرك نتيجة تمرده على عقد أبرمه مع الشيطان، فأصيب بالشلل الرباعي. يقول عم سيد دجال -رفض ذكر معلومات عنه غير اسمه: بعد وفاة زوجتى ورحيل ابنتى لزواجها، تعرفت على بائع يسمى عبد البديع، وكان دائمًا ما يأتى إلى منزلى للجلوس معي، وبدأت ملاحظة أنه لا يستخدم المنظفات ولا الماء ولا يصلى ولا يذكر الله.
حاولت التهرب منه وظل يطارنى وطلب منى المبيت في بيتى ووجدته يمارس طقوسا عجيبة، وخفت من مصارحته بمراقبتى له، وانصرف وقررت الزواج حتى لا يأتيني، ورغم ذلك قام بزيارتى، وفوجئت بعد الزيارة أننى لا أستطيع معاشرة زوجتي، ساءت حالتى النفسية، وطلبت مساعدته، فأمسك بيدى وتمتم بكلمات غير مفهومة عدت بعدها كما كنت.
طالبته بشرح ما حدث، أخبرنى أنه أبرم عقدًا مع الشيطان، وينفذ له ما يريد، وأنه تعلم منه الكثير، وفى لحظات ضعف منى وضيق مالي طلبت منه تعليمى كيفيه الاتصال بالجن والشياطين، فأعطانى عددا من كتب السحر، وطلب منى قراءتها، ثم راح يعلمنى كيفية تحضيرها داخل إحدى الغرف المظلمة،، وطلب منى تدنيس جميع الكتب السماوية وسب الخالق والأنبياء وبيع نفسى وكل ما أملك وروحى، وأن أتعهد بتنفيذ أوامره، بعدها فوجئت به يقدم إلى عقدًا لم أستطع التعرف على اللغة التي كتب بها، وكلماته كتبت بسطور منحدرة قرأها على مسامعى، وتضمنت الشروط أن أوافق على أن أبيع نفسى في حياتى ومماتى إلى الشيطان، وأن أطيع أوامره لى دون تفكير أو تذمر، وأن أتخلى تمامًا عن عواطفى البشرية وضميري، وأن أعتقد في قوته ولا يتسلل الشك إلى نفسى، وأن أكون مستعدًا لفعل كل المحرمات ولو حتى القيام بالقتل، وعدم استخدام المياه أو أي نوع من المنظفات في الاغتسال، وأن يحبب إلى نفسى البقاء جنبًا وحمل النجاسات، وعدم النوم في أماكن مضيئة، والبقاء قدر المستطاع وحيدًا بعيدًا عن الناس ولو كانوا أهل بيتي.
ويتابع عم سيد: بالفعل وقعت بالدماء كما طلب منى بعد جرح إصبعى وبعد تحضير الشيطان كثر الناس الذين راحوا يتوافدون على منزلى طلبًا للشفاء من السحر والربط والمس وخلافه، وذلك مقابل مبالغ مالية طائلة ضاعت كلها فيما بعد على شراء المخدرات التي أدمنتها بشراهة، لقد كان الناس يتوافدون، ومنهم من كان يطلب أعمالا سفلية قذرة للغير أو سحرهم، وكنت ألبى طلباتهم، بل وتماديت في إقامة علاقات محرمة مع بعض النسوة، مقابل تنفيذ رغباتهن لأذى الغير بدلًا من الحصول منهن على أموال.
حرضت الناس على ذبح الحيوانات وتقديمها كقربان للشيطان، لقد أقدمت على فعل كل هذا إلى جانب المصيبة الأكبر، وهى ترك الصلاة والصوم وعدم التطهر على الإطلاق طوال 4 سنوات، أو يزيد قليلًا، رجعت بعدها لأفكر بجدية في الخلاص من هذا الأسر‍‍‍‍‍‍‍‍‍، ويوم أن اغتسلت وصليت، وقررت الابتعاد عن ذلك، وفسخ العقد، أصبت بشلل رباعى جعلنى حبيس الكرسى المتحرك طوال 7 سنوات بلا سبب مفهوم، وصراخ بالتهديد والويل في أذنى طوال اليوم.
هبطا إلى الأرض نتيجة تمرد «الملائكة»
قصة ملكين اشتهيا «امرأة» فأصبحا «شياطين السحر».. الطبرى: ملكة «فارس» تحولت إلى «كوكب»
«هاروت وماروت» ملكان من السماء هبطا إلى الأرض لكى يعلما الناس السحر، ولم يعرف حتى الآن هل هما بالفعل ملكان أم شيطانان، حيث اختلف العلماء في التفسير، خاصة من اعتقد منهم في عصمة «الملائكة»، ولكن في المعظم فإن بعض المسلمين قالوا إنهما هبطا من السماء بعد غضبة الله على الملائكة واحتجاجهم على خلق الإنسان، فأراد الله أن يعلمهم أنهم أشد فسادًا وأن عصمتهم ترجع إلى حمايتهم في السماء، فانزل هذين الملكين ليظهرا للناسِ الفرق بين السحر المطلوب تجنبه، وفى المقابل يعتقد بعض المفسرين أن «هاروت وماروت» رجلان وشيطانان من شياطين الإنس، انتحلا صفة الملكين واتخذا من الشعوذة حرفة لهما وأضلا بهما أهل حضارة «بابل».
الإمام «الطبري» فسر قصة «هاروت وماروت»، قائلًا إن الملائكة لما رأوا ما يصعد إلى السماء من أعمال بنى آدم الخبيثة في زمن النبى «إدريس»، لاموا على «الله سبحانه وتعالى»، قائلين: «إن هؤلاء الذين جعلتهم خلفاء في الأرض واخترتهم يعصونك»، فقال لهم الله: «لو أنزلتكم إلى الأرض وركبت فيكم ما ركبت فيهم لفعلتم مثل ما يفعلون»، فأجابوا المولى عز وجل قائلين: «سبحانك ربنا ما كان ينبغى أن نعصيك». ويستطرد «الطبري» مشيرًا إلى أن الله أمر الملائكة باختيار ملكين يهبطهما إلى الأرض ليثبت لهم ما يقول، فوقع الاختيار على «هاروت» و«ماروت»، ويقال إنهما كانا من أصلح الملائكة وأكثرهم عبادة، الإمام الطبرى يتابع في تفسيره: «فركب الله فيهما الشهوة التي ركبها في بنى آدم وأَهبطهما إلى الأرض، وأمرهما أن يحكما بين الناس بالحق، ونهاهما عن الشرك والقتل بغير الحق والزنا وشرب الخمر».
وثبت الملكان على إيمانهما لمدة شهر، حتى افتتنا، حيث جاءت إليهما ذات يوم امرأة تسمى «الزهرة»، كما ذكرها الطبري، وكانت ملكة قوم فارس وأكثرهم جمالًا وفتنة، فحاول الملكان مراودتها عن نفسها، فأبت دون تنفيذ شرطها والذي تمثل في تعليمها كيف تصعد للسماء كما كانا يفعلان في أيامهما الأولى، فقالا لها إنهما يصعدان «باسم الله الأعظم»، فطلبت أن يجعلاها تصعد، فخافا في الأول من غضبة ربهما، ولكنهما ضعفا وعلماها فسخطت وأصبحت كوكب «الزهراء»، ومنذ هذه اللحظة أخرج الله الملكين من رحمته وأصبحا منبوذين في الأرض، ويعلمان الناس السحر لكى يفسدوا في الأرض، ويؤكد عدد من العلماء أن «هاروت» و«ماروت» هما المسئولان عن عقد الصفقات مع السحرة لكى يتمكنوا من ممارسة الأعمال السفلية.
النسخة الورقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.