أمريكا تجري اتصالات سرية مع سوريا لمحاولة تحرير أحد مواطنيها

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب في الأيام الأولى بعد تنصيبه بدأت في اكتشاف طرق لتحرير أستن تايس الصحفي الأمريكي وجندي مشاة البحرية الأمريكية المارينز السابق الذي يعتقد أنه محتجزا من قبل الحكومة السورية .
وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- إن قضية تايس أحبطت المحققين والدبلوماسيين منذ اختفائه عندما كان في تكليف منذ نحو 5 سنوات.
وأضافت الصحيفة ، أن مسئولي البيت الأبيض قرروا نظرا لحساسية الموقف أن يقيموا قناة اتصال سرية، وكانت خيارتهم محدودة بسبب العلاقات المتدهورة بين الولايات المتحدة والنظام السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أول فبراير تحدث رئيس جهاز المخابرات المركزية (سي آي إيه) مايك بومبيو هاتفيا مع علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، وهو رجل اتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية وتلقى عقوبات من قبل الولايات المتحدة..لافتة إلى أن المحادثة كانت أعلى مستوى اتصال بين الحكومتين خلال سنوات .
ورغم أن مناقشة بومبيو ومملوك دفعت إلى المزيد من الاتصالات التي جددت الأمل في تحرير تايس، إلا أن العملية تلاشت بعد الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام السوري على بلدة خان شيخون، والضربة الصاروخية الأمريكية التي ردت بها الولايات المتحدة، حسب ما نقلته الصحيفة عن مسئولين أمريكيين سابقين تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم .
وقالت الصحيفة إن أزمة الأمريكيين الرهائن لدى حكومات أجنبية معزولة لقيت الاهتمام مجددا منذ مقتل الطالب الجامعي أوتو وارمبير (22 عاما)، الإثنين الماضي، الذي اعتقل في كوريا الشمالية في يناير 2016.
ونوهت الصحيفة بأن العديد من قضايا الرهائن الصعبة تتضمن دولا مثل سوريا ليس لديها أي علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، مما يعطي المسئولين الأمريكيين قدرة قليلة على التفاوض معهم..مشيرة إلى أن محاولة إدارة ترامب التواصل مع سوريا يظهر إلى أي مدى تستعد أن تذهب لضمان إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين بالخارج.
ولفتت الصحيفة ، إلى أنه بينما تلقى وارمبير محاكمة في كوريا الشمالية وكانت عائلته على علم باحتجازه هناك، فإن قضية تايس تعد لغزا حيث تعتقد الولايات المتحدة أن الحكومة السورية تحتجزه لكن ليس لديها دليل يدعم ذلك، وفي المقابل يصر النظام السوري على أنه لا يعلم ما حل بالصحفي الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن تايس الذي كان جنديا سابقا بقوات المارينز في تكساس، غادر إلى سوريا قبل عامه الأخير في مدرسة جورج تاون للقانون، حيث سافر إلى الشرق الأوسط وكان يعمل صحفيا حرا لوسائل الإعلام، قبل أن يتم اختطافه في أغسطس 2012.
وبعدها بشهر، ظهر تايس معصوب العينين في مقطع فيديو ظهر فيه رجال ملثمون يحملون أسلحة، وتحدث تايس كلمات قليلة بالعربية بينما كان يظهر عليه الخوف.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين أمريكيين سابقين يعتقدون أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي اختطف تايس ونشر هذا الفيديو كان خدعة واضحة لإلقاء اللوم على المسلحين.