شاركت وزارة البيئة، من خلال قطاع حماية الطبيعة، اتفاق (أكوبامس)، الاحتفال بيوم الحوتيات، وذلك من خلال تنظيم عدة أنشطة وفاعليات للتعريف بالحوتيات وأهميتها، وبجهود الوزارة في حماية هذه الأنواع لدورها في الحفاظ التنوع البيولوجى وفي إطار وفاء مصر بالالتزاماتها الدولية والاتفاقيات الخاصة بحماية هذه الأنواع. وصرح رئيس قطاع حماية الطبيعة المهندس أحمد سلامة بأن اتفاق (أكوبامس) يعتبر أحد الاتفاقات الإقليمية العاملة تحت مظلة اتفاقية الأنواع المهاجرة (##CMS##) والتي تهدف لحماية وإدارة الحوتيات في منطقة البحر الأسود والبحر المتوسط والمنطقة الأطلسية المتاخمة، وقد انضمت مصر للاتفاق عام 2010. وأوضح رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى الدكتور خالد علام أن اتفاق (أكوبامس) يعد أول اتفاق يربط بلدان المنطقة ليمكنهم من العمل سويا في سبيل تحقيق الهدف العام لصون الثدييات البحرية، من خلال تنفيذ خطط عمل مفصلة لحماية الحوتيات ودعم واحترام التشريعات التي تحظر الصيد المتعمد لها مع العمل على تقليل الصيد العرضي، بالإضافة إلى تقييم وإدارة التفاعلات والتداخلات بين الأنشطة البشرية والثدييات البحرية وإجراء البحوث وعمليات الرصد المستمرة لها علاوة على وضع تدابير الاستجابة في حالات الطوارئ وإعداد برامج للتوعية والتدريب على أساليب التعامل مع هذه الأنواع. وأكد علام أن وزارة البيئة تقوم بالعديد من الجهود لحماية أنواع الثدييات البحرية المتواجدة في بيئة مياه البحر المتوسط المصرية بالتنسيق مع مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة (###SPA/ RAC###) بتونس، ومن أهمها إعداد خطة العمل الوطنية لحماية الثدييات البحرية بمياه البحر المتوسط المصرية، وذلك من خلال تجميع المعلومات والتوسع في معرفة حالة مجتمعات الثدييات البحرية وبيئاتها في مياه البحر المتوسط المصرية، مع العمل على التعريف بأصحاب المنفعة ذات الصلة وتضمنهم في عملية حماية الثدييات البحرية في البحر المتوسط بمصر ورفع وبناء قدراتهم فى التعامل مع هذه الانواع بالاضافة إلى زيادة الوعي الوطني لحماية الثدييات البحرية في مياه البحر المتوسط المصرية بتطبيق حملات التوعية على كافة الفئات. وأضاف علام أن الوزارة قامت بتنفيذ الرحلة الحقلية الأولى لرصد الثدييات البحرية في مياه البحر المتوسط المصرية بمنطقة (رأس البر – عزبة البرج) بمحافظة دمياط وذلك بدعم من مركز الأنشطة الإقليمي للأنشطة المتمتعة بحماية خاصة (###RAC/ SPA###) بتونس، واتفاق حماية الحوتيات في البحر الأسود والبحر المتوسط والمنطقة الأطلسية المتاخمة (###ACCOBAMS###) ومشاركة ممثلين من كل من المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بهدف سد الفجوة في المعلومات الجغرافية والبيولوجية للثدييات البحرية، بالاضافة الى دراسة مدى تداخل نشاط المصايد السمكية مع أنواع الثدييات البحرية وبناء قدرات العاملين في مجال حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي على تصميم برامج رصد وتحليل نتائج المسوحات الحقلية للثدييات البحرية. وأكد علام أن أهمية هذا البرنامج تأتي في كونه الأول من نوعه يرصد الثدييات البحرية ويسجيل مجتمعاتها في ساحل البحر المتوسط والذى أسفر عن معلومات قيمة تسجل لأول مرة بصورة موثقة رسمية في هذا المجال على أن يتم استكمال تنفيذ هذا البرنامج على طول السواحل المصرية خلال الفترة القادمة لتوسيع الإدراك العام لحجم وتنوع مجتمعات الثدييات البحرية في البحر المتوسط ودراسة مدى تداخل وتأثر تلك الأنواع الهامة بالأنشطة البشرية كالصيد والتعدين وغيرها من الانشطة التى يعى مؤتمر الاطراف 14 لاتفاقية التنوع البيولوجى والذى تنظمة مصر العام القادم باثرها على الانواع. يذكر أن اتفاق (أكوبامس) يحتفل - في 8 يونيو من كل عام - بيوم الحوتيات، والذي يتوافق مع الاحتفال الدولي بالمحيطات، وتمثل الثدييات البحرية إحدى أهم المجموعات الحيوانية التي تعيش في المياه، وذلك لكونها على قمة الهرم الغذائي في البحار والمحيطات، ومع ذلك فإنها غير معروفة بالكامل من حيث مناطق تكاثرها وتغذيتها وسلوكها حيث أنه من الصعوبة التعرف عليها بسهولة لخجلها الشديد من الإنسان، بالإضافة إلى أنها لا تمكث سوى ثوان معدودة على السطح للتنفس ومن ثم تختفي سابحة إلى الأسفل.. وحديثا ومن خلال التقنيات الحديثة وبرامج الرصد تم التعرف على بعض هذه الحيوانات وتحديد أحجامها وأشكالها وألوان أجسامها وسلوكياتها، وتصنف الثدييات البحرية كمجموعة متميزة من الحيوانات، كما أن الثدييات تتضمن مجموعة متنوعة في الأحجام والأشكال والبيئات، ومنها أنواع الدلافين الأنيقة الإنسيابية إلى أنواع الحيتان الضخمة المهيبة، ومن البيئات الساحلية الدافئة إلى المياه العميقة في المناطق القطبية.