قالت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إنه بعد 12 عامأ من المباحثات بين منظمة التجارة العالمية، وقرب فشل هذه المباحثات، قدمت الهند تنازلات في اللحظة الأخيرة لتحيي هذه المحادثات مرة أخرى، وتضيف الصحيفة أن الهند كانت تسعى لحماية مزارعيها الفقراء من الشركات الأمريكية، بعدم موافقتها على الاتفاقية، وتقول الصحيفة أيضاً: "عدم اعتراض أيّة دولة على الاتفاقية الجديدة سوف يزيد من نجاحها، وهي الاتفاقية التي تهدف إلى الحد من الروتين في الجمارك، وإعطاء تحسين لشروط التجارة للدول الأكثر فقرًا، وتقدم البلدان النامية مجالا لتجاوز القواعد العادية على الدعم الزراعي لإطعام الفقراء". وتقول الصحيفة أيضاً: "من شأن الصفقة إحياء الثقة في قدرة منظمة التجارة العالمية على التفاوض على صفقات التجارة العالمية، بعد سلسلة من المحادثات الثنائية بين الكتل التجارية الكبرى"، وقال المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية - في اجتماع في جزيرة بالي الإندونيسية: "نحن قريبون للغاية، وكما تبدو الأمور الآن فإن لها آفاقاً واعدة". وتضيف الصحيفة: "كانت في الأسابيع الأخيرة مفاوضات مريرة بين الدول النامية التي تحاول حماية قطاعاتها الزراعية والصناعية الوليدة للوصول إلى الأسواق الغربية الغنية، ولكن الدول الغربية اعترضت على هذه المفاوضات بحجة أنها تنتهك قوانين منظمة التجارة العالمية ، وتضيف الصحيفة أن الهند - التي تتحدث باسم 46 دولة نامية - تريد توفير السلع الغذائية الأساسية للفقراء في كل من آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، وأن الهند تعرضت لضغوط من أجل أن تخفف من موقفها، وقال وزير التجارة الهندي "أناند شارما" - وهو يدخل اليوم الأخير من الاجتماع - اليوم السبت: "نحن نحاول الحصول على العدالة للفقراء"، وإن الهند تعتمد على تنفيذ برنامج الرعاية الاجتماعية في العام المقبل لتوفير الغذاء الرخيص إلى 800 مليون شخص، ينظر إليه على أنه يخالف قواعد منظمة التجارة العالمية، وإن البرنامج الذي يعتمد على تخزين واسع النطاق والعرض لدفع المزارعين الحد الأدنى للسعر، هو عنصر أساسي في سعي الحكومة للفوز بفترة ولاية ثالثة. وتضيف الصحيفة، أن أنصار صفقة منظمة التجارة العالمية يجادلون بأنها ستضيف مئات المليارات من الدولارات إلى الاقتصاد العالمي، ولكن المعارضين يعترضون على الصفقة ويقولون إنها سوف تضر بالفقراء، وإن هذه الاتفاقية تصب في مصلحة الشركات العالمية وليس في مصلحة فقراء العالم.