تظاهر المئات من اليهود المتدينين "الحريديم"، في القدس أمس الخميس، رفضا للتجنيد الإجباري في صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث أشعل المتظاهرون النار في حاويات النفايات ورشقوا عناصر الشرطة الإسرائيلية - الذين حاولوا فض المظاهرة بالقوة - بالحجارة ، وقامت الشرطة باعتقال ثلاثة من المتظاهرين. وأوضحت صحيفة "يديعوت آحرونوت" أن الاشتباكات التي وصفتها بالعنيفة التي اندلعت أسفرت عن إصابة شرطي إسرائيلي بجراح طفيفة في رأسه إثر تعرضه لإلقاء الحجارة، وتمكنت الشرطة من تفريق المتظاهرين الذين تجمعوا بعد ذلك في الشوارع الفرعية والأزقة ويواصلون حتى الآن إلقاء الحجارة. وأشارت الصحيفة إلى إلى أن قضية "تجنيد الحريديم" تتصاعد خلال هذه الفترة مع اقتراب المصادقة في الكنيست على قانون يجبر طلاب المعاهد الدينية على الالتحاق بالخدمة العسكرية، وهو ما ترفضه شريحة عريضة من اليهود "الحريديم" وتعتبره انقلابا على مبادئ قيام الكيان، حيث منحهم "ديفيد بن جوريون" مع قيام الدولة ميزة الإعفاء من الخدمة في الجيش مقابل استمرار الدراسة في المعاهد الدينية، ليصبحوا الفئة الوحيدة في المجتمع الإسرائيلي التي تنعم بتلك الميزة. وأضافت الصحيفة أن المظاهرات اندلعت عقب اعتقال شاب من "الحريديم" بعد هروبه من المثول في قاعدة التجنيد التابعة للجيش، حيث تتواصل أعمال الشغب حتى الآن، وقامت الشرطة بتفريق التظاهرات مستخدمة خراطيم المياه، وأعادت فتح الطرق المؤدية إلى الميدان الرئيسي في القدس بعد إغلاقه من قبل المتظاهرين.