أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن الجامعة العربية ليس لديها قوة عسكرية ولا طائرات أو دبابات، ولكن في حوزتها سلطانٌ معنوي كبير وثقلٌ أخلاقي لا يُستهان به. وقال أبوالغيط، في كلمة في احتفالية يوم الجامعة العربية التي نظمتها جامعة الإسكندرية اليوم السبت ووزعها مكتبه الإعلامي: "يسعدني أن أكون بينكم اليوم في رحاب جامعة الإسكندرية، هذا الصرح العلمي العتيد، ذي السُمعة المُشرفة والإنجاز الرائد في المجال التعليمي والأكاديمي.. والحقيقةُ أنني أرى أن هذا المكان، وذلك الحضور الشبابي المُبشر بالأمل، هما المجال الأنسب لاحتفالنا بيوم الجامعة العربية.. وأتوجه بالشُكر لكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، وكل من ساهم في طرح فكرة هذه الاحتفالية وإخراجها إلى النور". وتابع قائلا: "فالجامعةُ العربية قطعة من تاريخنا المُعاصر، كانت أسبق في نشأتها من الأممالمتحدة ذاتها.. ولكنها أيضاً واقع حيٌ ومتُجدد.. وحياتها في المستقبل لن تكون إلا بإيمان جيل الشباب بدورها وقيمتها". وأشار إلى أن "الجامعة هي الحامية للهوية العربية الجماعية.. الحافظة لكل ما يجمع العرب.. والحاضنة لكل همومنا وطموحاتنا في المستقبل"، مضيفا أن الجامعة ليست كياناً مثالياً مُنفصلاً عن دولنا وشعوبنا.. جامعتنا هي انعكاس في المرآة لواقعنا العربي، في السياسة والاقتصاد.. في العلم ومقومات الحضارة وأسباب التقدم الشامل.. متى كان هذا الواقع مُزدهراً وفتياً، تعززت مكانة الجامعة ودورها، وإذا اعترى هذا الواقع عوامل التفكك والتشرذم، كانت الجامعة أيضاً صورة صادقة لهذا التفكك وذلك التشرذُم. كما شدد على أن الجامعة في كل الأحوال، وفي أوقات الشدة والرخاء، تظلُ قيمة لا غِنى عنها، ورمزاً لا ينبغي أبداً التفريط فيه، مضيفا "ليس بخافٍ عليكم جميعاً أن بلادنا العربية تمر في هذه الآونة بواحدة من أوقات الشدة، والكثير من شعوبنا يُجابه أزمات غير مسبوقة. ويكفي أن نعرِف أن 50% من لاجئي العالم اليوم هم من العرب، أي أن واحداً من كل اثنين لاجئين هو لاجئٌ عربي، وأن واحداً من بين كل ثلاثة سوريين هو إما لاجئٌ أو مشردٌ عن بيته أو نازحٌ داخلياً". وتابع "ليس في نيتي أن أستعرض أمامكم مظاهر المأساة التي يعيشها عالمنا العربي، فيقيني أنكم تتابعونها بحزن وقلق، ولكني أُريد أن أنقل لكم، من مكاني كأمين عام للجامعة العربية، أهمية وخطورة هذه المؤسسة العريقة بالنسبة لمُستقبلنا المُشترك، ومستقبل كل دولة عربية على حدة". وقال أبو الغيط "سأبدأ من قمة عمّان الأخيرة التي عُقدت قبل أسابيع بالبحر الميت.. ولعل بعضكم قد تابع وقائعها والتغطيات الإعلامية التي صاحبتها، بل وربما تشعرون -ولكم الحق- بأن القمة، التي تمثل ذروة العمل العربي المُشترك بحضور القادة والزعماء، لا تنعكس بصورة ملموسة على واقعكم كما تعيشونه، ولا تحمل جديداً يُمكن الارتكان إليه والانطلاق منه لتغيير هذا الواقع".