تلاوي: المرأة الليبية شامخة وفاعلة ومصرة على بناء المجتمع

انطلقت فعاليات الصالون الثقافي الذي نظمته منظمة المرأة العربية بالتعاون مع مندوبية ليبيا لدى جامعة الدول العربية تحت عنوان "المرأة الليبية... تبني دولة وتحي أمة"، بحضور كوكبة من المثقفين والباحثين الليبيين والعرب ودبلوماسيين وإعلاميين من مصر والعالم العربي مقيمين بالقاهرة.
افتتح الصالون بكلمة للسفير صالح الشماخي مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية ثمن فيها دور منظمة المرأة العربية في التعريف بقضايا المرأة العربية وسبل النهوض بواقعها، خاصة ما تمر به المنطقة العربية من تعقيدات جراء الحروب والنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي.
وأشار إلى نضال المرأة الليبية التاريخي والذي توجته بحصولها على العديد من الحقوق، من بينها حق التصويت الذي حصلت عليه منذ خمسينيات القرن الماضي، موجها لها تحية تقدير وإجلال لكل الجهود التي تبذلها في تنمية المجتمع رغم الظروف الصعبة.
من جانبها، ألقت السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة للمنظمة كلمة أكدت فيها أهمية وقيمة المرأة العربية في ظل دولة تعتريها حروب ونزاعات شديدة الوطأة، ورغم كل ذلك تجد المرأة الليبية شامخة وفاعلة ومصرة على بناء المجتمع ومواجهة الإرهاب في ظل الأدوار الجديدة للمرأة العربية.
كما أعربت عن أمنياتها في أن يحل السلام والاستقرار لليبيا، وأن تنعم المرأة الليبية بحياة آمنة تدفعها نحو الإبداع بمساعدة مصر والدول العربية.
وتضمن برنامج الصالون عرض فيلم تسجيلي عن منظمة المرأة العربية، ثم قدمت فاطمة غندور بالمنظمة في ورقتها البحثية بعنوان (رائدات النهضة الليبية وبناء الدولة الحديثة) قصص كفاح لنساء ليبيات صنعن التغيير في واقع المرأة الليبية، واجهن وقاومن العادات والتقاليد من أجل التعليم والعمل والإبداع والمساهمة في التنمية المجتمعية والمشاركة الفاعلة بالتعليم والتمريض والعديد من المجالات للمساهمة مع الرجل في بناء الدولة، لافتة إلى أن هناك نساء مهاجرات رجعن إلى ليبيا وساهمن في الحراك النسوي ومسيرة النضال والتغيير المجتمعي.
وحول ( دور المرأة في مجال الطب) قدمت الدكتورة سعاد عبد الجواد بالمنظمة مسيرة وتجارب نساء ليبيات في المجال الطبي بأنواعه، وقدمت الدكتورة نسرين جيلاني شهادة عن سيرتها الذاتية، فرغم تخصصها في طب الأسنان إلا أنها اهتمت بتصميم الأزياء وأبدعت فيها، وقدمت عروضا متنوعة عن تصاميمها للأزياء، وحصلت مؤخرا على جائزة أفضل مصممة أزياء في القاهرة لعام 2016-2017.
ثم قدمت الدكتورة أريج خطاب ورقة عن ( دور المرأة الليبية في الأدب والكتابة ) حيث عرضت دراسة عن رواية نساء الريح للكاتبة رزان المغربي، والتي تدور أحداثها عن الهجرة غير الشرعية وكل بطلاتها من النساء، وعرضت الدكتورة جازية شعيتير في ورقتها بعنوان ( دور المرأة الليبية في أجهزة القضاء)، بعض الإحصاءات التي تسلط الضوء على المرأة الليبية وأدوارها النوعية والمتنوعة في أجهزة القضاء، مشيرة إلى أن هذا المجال شهد تذبذبا في انضمام المرأة جراء عدم الاستقرار السياسي، ودعت إلى ضرورة الحفاظ على المكاسب التي حققتها المرأة الليبية.
واختتم الصالون بتكريم العديد من الرائدات الليبيات في مختلف المجالات تقديرا لجهودهن ومسارهن الحافل في رحلة الإنجاز، من بينهم المعلمة زهرة بيزان، والسفيرة فريدة العلاقي، والقاضية رفيعة العبيدي والتي تعتبر أول قاضية، والدكتورة آية خليل عالمة في التكنولوجيا الحيوية، الدكتورة سكينة بن عامر أستاذة في الإعلام البيئي، الفنانة التشكيلية سعاد اللبة والإعلامية سليمة بن نزهة، الفنانة كريمان جبر، عائشة الأصفر أول سيدة ليبية "كابتن طيار" والفنانة والمسرحية خدوجة صبري، كما تم تكريم السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة للمنظمة نظير جهودها الرائدة في قضايا المرأة، كما كرمت منظمة المرأة العربية السفير صالح الشماخي، وأقيم على هامش الصالون معرض لعدد من الإصدارات النسائية الليبية.
يذكر أن هذا الصالون الثقافي يدخل ضمن سلسلة الصالونات الثقافية التي تنظمها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع سفارات الدول العربية لدى جمهورية مصر العربية، ويدعو إلى تعزيز الأدوار الجديدة للمرأة العربية وتحقيق التضامن العربي في مواجهة التحديات وإبراز الإنجازات التي حققتها المرأة العربية في مختلف المجالات.