بمناسبة اليوم العالمي للإيدز أول ديسمبر تقدم "البوابة نيوز" معلومات مهمة عن الفيروس من أسبابه والوقاية منه وطرق الإصابة والتخفيف من آثاره الضارة والتعايش معه. فكلمة "إيدز" هي اختصار لمجموعة أعراض مرضية نتيجة لنقص المناعة المكتسب لدى الإنسان، ويسببه فيروس "إتش أي في". وهناك أعراض للإصابة بالمرض؛ حيث إن الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسب، قد يستمر لفترة من الزمن دون ظهور أي أعراض تدل عليه، كما أن الإصابة بالفيروس لا تظهر نتيجة تحليلها مخبريا إلا بعد مرور عدة أسابيع، يكون المصاب خلالها حاملا للفيروس ومعديا للطرف الآخر، وهنا تكمن خطورة هذا المرض، ومع مرور الزمن يبدأ الفيروس بمهاجمة أجسام المناعة في الجسم بطريقة مختلفة عن بقية الفيروسات الأخرى التي تصيب الإنسان، ويدمر بالتالي جهاز المناعة في الجسم ليصبح المصاب عرضة للإصابة بالأمراض الانتهازية، مثل الالتهابات الرئوية والأورام والالتهابات الأخرى التي تعجز المضادات الحيوية عن علاجها حتى يتوفى المصاب. ومن أهم أعراضه، ارتفاع في درجة الحرارة مع عرق ليلي غزير يستمر لعدة أسابيع دون معرفة سبب واضح، وتضخم في الغدد الليمفاوية وخاصة تلك الموجودة في العنق والإبط وثنية الفخذ، وسعال جاف يستمر لعدة أسابيع دون معرفة سبب واضح، وإسهال مستمر لعدة أسابيع دون معرفة السبب، وفقدان في الوزن، واعتلال عام في الصحة، وإنهاك وشعور بالتعب، وتدهور في الصحة العقلية. وكانت بداية اكتشاف الفيروس وتفشي المرض في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وتوجد طرق عديدة للإصابة بالمرض هي العلاقات الجنسية بين المصاب والسليم سواء علاقات مع نفس الجنس أو الجنس الآخر، ونقل الدم أو الأعضاء الملوثة بفيروس المرض من إنسان مصاب إلى آخر سليم، ومن الأم الحامل المصابة إلى طفلها أثناء فترة الحمل أو الولادة أو الرضاعة، والمشاركة في استخدام الأدوات والإبر والمحاقن الثاقبة مثل المشاركة في تعاطي المخدرات عن طريق الحقن بين مدمني المخدرات أو استخدام أدوات الحجامة أو الوشم. وهناك تساؤلا مهما هو: هل ينتقل المرض من المصاب إلى السليم أثناء المعايشة اليومية الاعتيادية؟ والإجابة هي أن المرض لا ينتقل بواسطة الاختلاط مع المصابين مثل المصافحة والمشاركة في المأكل والملبس ودورات المياه أو السباحة، ولا ينتقل بالمشاركة في أماكن العمل أو فصول الدراسة أو الحشرات. ولم تظهر الدراسات أي مؤشرات تدل على انتقال المرض عن طريق اللعاب، وتقدر منظمة الصحة العالمية العدد الإجمالي للإصابات على مستوى العالم منذ بداية الوباء في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي حتى نهاية عام 2003 م بأكثر من 60 مليون مصاب، توفي منهم ما يزيد على 20 مليون وبقي حوالي 40 مليونا متعايشين مع المرض. كما تقدر المنظمة عدد الإصابات المسجلة في عام 2003 فقط على مستوى العالم بخمسة ملايين إصابة، أي ما يقرب من عشر إصابات كل دقيقة، وتوفي في العام الماضي حوالي ثلاثة ملايين مصاب أي بمعدل ست وفيات كل دقيقة. وأصبح وباء الإيدز أكبر مشكلة صحية واجتماعية واقتصادية في بعض الدول الإفريقية، ففي بلد مثل زامبيا فإن 30% من مواطنيها مصابون بفيروس الإيدز، أما عن منطقة إقليم شرق المتوسط "من ضمنها الدول العربية" فتقدر المنظمة عدد المصابين فيها بحوالي 750 ألف مصاب منها 83 ألف حالة سجلت عام 2003 فقط. أما طرق منع انتقال المرض فإنه في ظل عدم وجود أي لقاح ناجح أو علاج قاطع لفيروس الإيدز يبقى تجنب الإصابة بالمرض بالابتعاد عن طرق انتقاله هي الوسيلة الوحيدة لتجنب الإصابة بالإيدز، بتجنب الاتصال الجنسي بالبغايا والشواذ، والالتزام بالسلوك السوي في العلاقات الجنسية وفق ما حددته الشريعة السمحة، والابتعاد عن أماكن أو مخالطة متعاطي المخدرات، ومراجعة الطبيب في حالة اشتباه وجود أعراض تدل على المرض، واستخدام العوازل الطبية "الواقي الذكري" إذا كان أحد الزوجين مصاباً بالمرض لمنع انتقال العدوى للطرف الآخر. ورغم ارتفاع تكاليف الأدوية المتوفرة إلا أنها تساعد على تحسين صحة المصاب، وتحد من نشاط الفيروس لزمن غير أنها لا تقضي على الفيروس، وبالتالي فلا يوجد علاج شاف لهذا المرض، ولا يوجد أي لقاح واق من المرض حتى الآن، غير أن أحدث الدراسات أظهرت إمكانية وجود لقاح فعال خلال الخمس سنوات القادمة، وهذا يعطي أملاً كبيرا للمجتمعات التي تعاني من هذا الوباء خاصة الدول الإفريقية جنوب الصحراء لأن 70% من مصابي العالم يتواجدون في هذا الإقليم رغم أنه لا يضم سوى 10% فقط من سكان العالم.