مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    غير مستقر.. سعر الدولار الآن بالبنوك بعد ارتفاعه المفاجئ    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وأحياء شرق وغرب شبرا الخيمة    خبير اقتصادي: الدولة نفذت 994 مشروعا تنمويا في سيناء بنحو التريليون جنيه    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    تحصين 434 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع في الشرقية    بعد مغادرة قادتها لتركيا.. حقيقة غلق مكتب حماس في قطر    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    تطرح مرحلتها الأولى اليوم للمستفيدين... مدينة رفح الجديدة" درة تاج التنمية" على حدود مصر الشرقية بشمال سيناء ( صور)    إمام عاشور وديانج بقائمة الأهلي أمام مازيمبي بفرمان كولر    أنطوي: أطمح للفوز على الزمالك والتتويج بالكونفدرالية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    «الجيزة» تزيل تعديات وإشغالات الطريق العام بشوارع ربيع الجيزي والمحطة والميدان (صور)    السيطرة على حريق نشب أمام ديوان عام محافظة بني سويف    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    نقابة الموسيقيين تنعي مسعد رضوان وتشييع جثمانه من بلبيس    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    محافظ شمال سيناء: كل المرافق في رفح الجديدة مجانًا وغير مضافة على تكلفة الوحدة السكنية    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    هشام الحلبي: إرادة المصريين لم تنكسر بعد حرب 67    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    آخرهم وائل فرج ومروة الأزلي.. نجوم انفصلوا قبل أيام من الزفاف    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضعف المناعة يغتال أجساد المصريين
نشر في الأهرام اليومي يوم 26 - 10 - 2013

"الدواء فيه سم قاتل" مقولة شهيرة ترددت في احد الأفلام القديمة يحفظها المصريون عن ظهر قلب ويرددونها حتي وقتنا هذا, والغريب أنه رغم اختلاف الحدث.
إلا أن العلم الحديث أثبت أن تكرار تناول الأدوية خاصة المضادات الحيوية تصيب بالفعل جهاز المناعة بالضعف, وهو ما يظهر جليا من زيادة معدل التردد علي العيادات والمستشفيات بصورة مخيفة, حتي بات هو السيناريو المعتاد للآباء مع فلذات الأكباد, إلا أن الخطر الأكبر يكمن في تعاطي الغالبية الأدوية دون استشارة طبية
بالطبع ليست الأدوية فقط هي التي تؤثر سلبا علي صحة المصريين, بل والحالة النفسية والتوتر العصبي والبيئة غير الصالحة, وأيضا العادات الغذائية الخاطئة كلها تسهم في ظهور الكثير من الأمراض التي تصيب جهاز المناعة والذي يعتبر مرض الايدز هو أشهرها وأخطرها, ويرفض المجتمع التعامل مع المريض نتيجة معتقدات سائدة خاطئة, والكارثة أن الأطباء أنفسهم يرفضون التعامل معه وحرمانه من حقه في الرحمة الطبية, قضية الأسبوع تناقش من خلال السطور التالية أسباب الزيادة الهائلة في أعداد المصابين بنقص في المناعة وكيفية الوقاية ومقاومة هذا الداء الذي يصيب أبناء هذا الوطن ويجعلهم عرضه للإصابة بصورة متكررة وأحيانا بمرض يفترسهم ويصعب علي أجسادهم مقاومته.
يهز اركان الاسرة ......
في بيتنا مريض إيدز
لا دواء "يشفي".. ولا مصل "يقي".. والأدوية
تحد من نشاط الفيروس.. وأضرارها أكبر!
تحقيق: بسمة خليل ومي الخولي
جهاز المناعة هو الجهاز المسئول عن حماية جسم الإنسان ضد الميكروبات المسببة للأمراض التي تهاجمه, فإذا تم تدميره أصبح الإنسان عرضة لكثير من الأمراض المعدية.
والجهاز عبارة عن أنواع خاصة من الخلايا, أهمها خلايا الدم البيضاء المنتشرة في جميع أجزاء الجسم, الخلايا النائية هي أحد أهم خلايا الجهاز المناعي, والتي تعمل جميع الخلايا بالجهاز المناعي تحت إشرافها. و عندما يهاجمها فيروس الإيدز, فإنه يدمرها خلال فترة قد تطول أو تقصر وفقا لعدة عوامل, وبتدميرها يصبح الإنسان المصاب غير قادر علي حماية نفسه من الميكروبات المختلفة, لتحاصره أمراض لا حصر لها تفتك به في النهاية.
يشير الدكتور إيهاب عبدالرحمن, رئيس برنامج مكافحة الإيدز بوزارة الصحة إلي أنه تم اكتشاف فيروس الإيدز لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1981, ويقدر عدد المتعايشين في العالم مع هذا المرض في أواخر عام 2008 بأكثر من 33 مليونا, ونصيب الدول النامية منهم يزيد علي 90%, كما أن أكثر من 50% من المصابين علي مستوي العالم من النساء. وأن هناك خطأ شائعا بأن الإيدز لا ينتقل إلا عن طريق العلاقات الجنسية المحرمة, ورغم أنها تعد من أخطر طرق العدوي, فإن فيروس الإيدز يمكن أيضا انتقاله عن طريق المشاركة في استعمال السرنجات, حيث إن الحقن الملوثة بالدم من شخص مصاب أو مريض بالإيدز يمكنها نقل الفيروس إلي شخص اخر. وكما أن الإيدز يمكنه المرور من خلال الدم الملوث والكلام للدكتور إيهاب فإنه أيضا يمر من خلال الرضاعة الطبيعية من الأم المصابة بالفيروس إلي وليدها, بل إنه بمجرد الولادة الطبيعية تجعل الطفل عرضة للإصابة بالفيروس. ويوضح أن الأعراض التي تصاحب مرضي الإيدز عديدة ومتنوعة ومركبة, وتشمل ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من شهر علي التوالي, وتضخم الغدد الليمفاوية, ونقصا شديدا بالوزن, وتعبا من أقل مجهود, وطفحا جلديا وسعالا وإسهالا مستمرا, وفقدا للشهية, مؤكدا أن كل هذه الأعراض لا يمكنها وحدها الجزم بالإصابة بالفيروس دون الفحص المعملي بحثا عن الأجسام المضادة أو عن الفيروس نفسه, خاصة أنه بعد وقت قصير من الإصابة بالعدوي يبدأ جهاز المناعة في الجسم في رد الفعل بصنع أجسام مضادة للفيروس.وهذا يستغرق عادة ما بين4 و21 أسبوعا لذا يجب عمل اختبارات الأجسام المضادة للفيروس بعد مرور شهر علي الأقل من تاريخ آخر تعرض لإحدي طرق العدوي, ويعد أكثر اختبارات الأجسام المضادة شيوعا هو اختبار الاليزا أو البقعة المناعية.
' المخدرات والعدوي'
ويؤكد دكتور إيهاب وجود علاقة مباشرة بين تعاطي المخدرات والعدوي بالإيدز تكمن في استعمال المحقن الواحد المليء بالمخدر بين أكثر من شخص, فعند حقن شخص مصاب بالفيروس تتلوث مادة المخدر التي تتوزع علي بقية المتعاطين, مما يجعلهم عرضة للإصابة بالإيدز أكثر من غيرهم, بالإضافة لذلك فهناك علاقة غير مباشرة بين الإيدز والمخدرات تكمن في تأثير المخدرات علي السلوكيات, مما يفقد المدمن وعيه, ويجعله عرضة للدخول في علاقات محرمة, وهذا يعني انه مع كل جرعة يتعاطاها يقترب من الإيدز خطوتين.
ويؤكد ان الإيدز كمرض لم يكتشف له دواء شاف حتي الآن, ولا مصل واق, كل ما هنالك وجود بعض الأدوية التي تحد من نشاط الفيروس داخل الجسم, ولها أيضا اثار جانبية شديدة. وأن مصاب الإيدز يمكنه التعايش مع المرض داخل المجتمع بصورة طبيعية, ففيروس الايدز لا ينتقل عن طريق الطعام أو الشراب أو المجاورة أو المصافحة أو المعانقة.
أما الطفل فقد يولد مصابا بفيروس الإيدز من خلال الأم إذا كانت الأم مصابة, فهي التي تنقل العدوي لوليدها أثناء الحمل أو أثناء الولادة, خاصة ان الأبحاث تفترض ان نحو 20% إلي 40% من الأطفال المولودين لأمهات مصابين سوف يكتسبون العدوي بالفيروس, والبعض منهم يتعرض للعدوي اثناء السنة الأولي من العمر, ومعظم الأطفال المصابين قد يموتون قبل العام الخامس.
ويشير دكتور إيهاب إلي ان هناك محاولات كثيرة تمت في مجال العلاج والوقاية من الإيدز, فقد تم تجربة لقاح ضد فيروس الايدز علي غرار اللقاح المستخدم في الوقاية من العدوي بفيروس شلل الأطفال, ولكن لم تتأكد نتائج هذا اللقاح بعد, خاصة أنه يجب اعطاؤه بعد التعرض لفيروس الايدز مباشرة.
ويوضح أنه هناك محاولات أخري لاستخدام خلايا المناعة الليمفاوية بعد الحصول عليها من شخص غير مصاب, ولكن كل هذه المحاولات واجهت صعوبات لعدم التوافق بين الخلايا للطرفين.
أما في مجال العقاقير المضادة للفيروسات, فقد قطعت الأبحاث شوطا كبيرا, واخر ما تم التوصل إليه في هذا المجال هو استخدام ثلاثة عقاقير معا, حيث ثبت انها تنجح في تقليل حجم الفيروسات بالدم إلي أقل من 2%, وذلك بعد الاستعمال المستمر لمدة ستة أشهر متصلة, إلا أنه مازال لا يوجد علاج شاف أو واق من الإصابة بالإيدز.و ان فيروس الايدز لا يسبب وفاة المصاب بدليل مرور سنوات طويلة قبل ظهور الأعراض وبداية المرحلة النهائية التي تنتهي بالوفاة, ولكن مريض الايدز تحدث له عدة أمراض معدية تسمي الأمراض الانتهازية, وتسببها ميكروبات ضعيفة جدا لا تسبب أمراضا للشخص السليم, ولكنها تنتهز فرصة ضعف الجهاز المناعي لدي المصابين بفيروس الايدز لإحداث أمراض قاتلة لا علاج لها بجانب الأورام السرطانية التي تودي بحياة المريض في النهاية.
ويقدر دكتور إيهاب اجمالي نفقات علاج مرضي الايدز بمصر بنحو 8 ملايين دولار تتحمل الدولة نحو 50% منها تقريبا, وتسهم منظمات المجتمع المدني بالإضافة إلي المنح الأجنبية تقريبا بالنسبة المتبقية.
وتشير التقديرات الرسمية لوزارة الصحة في الفترة من 1986, وهو تاريخ اكتشاف أول حالة في مصر, وحتي الثالث من أغسطس لعام2102 إلي أن اجمالي مرضي الايدز بمصر يصل عددهم إلي 5176 متعايشا, منهم3014 مصريين, و 1073 أجنبيا.. توفي منهم 1301 في حين تعايش مع المرضي منذ ذلك الحين 2802 مصاب بالايدز.
بينما تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية إلي أن اعداد المتعايشين مع المرض يصلون إلي 9500 متعايش, وبذلك فإن نسبة كبيرة من مرضي الايدز لا يتلقون علاجات, ولا تعرف وزارة الصحة عنهم أي بيانا, فمريض الايدز يخشي البوح بمرضه, حتي لا يصاب بالوصم الاجتماعي.
'عزلة المريض'
ويؤكد الدكتور علي ليلة أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس, أن مريض الايدز يعيش دائما في عزلة بسبب تخوف الناس من التعامل معه, مما يزيد من تفاقم الحالة عنده, لذلك يجب علي جميع وسائل الإعلام من مساجد وكنائس وصحافة وتليفزيون أن تبذل الكثير من الجهد, وتعلم الناس بأن هذا المرض غير معد إلا بشروط وظروف معينة, لتنهي حالة العزلة التي صنعتها ثقافة غير سليمة بأساليب مختلفة.وأن مريض الإيدز كلما يشعر بالعزلة تسوء حالته الصحية, فالشعور النفسي السلبي ينعكس علي جسمه بيولوجيا وقدرته علي المقاومة تقل, خاصة أن قرب الناس منه يشكل له حضنا دافئا يشعره بالأمان.
' النواحي النفسية'
ويؤكد الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن جهاز المناعة عند الإنسان يرتبط بالنواحي النفسية, لذلك نجد أن حالة الاكتئاب والتوتر تزيد من هرمون الكريتزون في الدم مما يضعف جهاز المناعة ويعرض الشخص لأي عدوي ميكروبية ويجعل حالته الصحية متدهورة, كما أن العادات الخاطئة في الطعام والشراب عند المصريين تؤثر بالسلب علي المناعة0 وان البيئة غير الصحية تقهر مناعة الشخص, خاصة ان الجسم معد لمقاومة ميكروبات وملوثات في حدود معينة ولكن هجومها وانتشارها في كل مكان قد يفوق قدرته علي تحملها, أما بالنسبة لمريض الايدز فإن صاحبه يشعر بالعزلة حيث عدم الرغبة في التعامل معه لمعتقدات خاطئة خاصة في الدول العربية, فليس كل مريض بالايدز منحرفا وليس كل تعامل معه ينقل الفيروس.
بعد تعرضهم لحالات مرضية متكررة
مقاومة أطفالنا في خطر
التدخين السلبي الذي يصيب 70% من أطفال مصر يقلل المناعة!
تحقيق: نيرمين قطب
إنفلونزا نزلات معويةارتفاع في الحرارة وزيارات متكررة إلي الأطباء, أصبح هذا هو السيناريو الذي أعتاد أن يعيشه معظم الآباء والأمهات في مصر.
فلا يكاد يمر أسبوع أو أكثر قليلا دون تعرض فلذات أكبادنا لحالات مرضية مختلفة أو متكررة وتناول العقاقير والمضادات الحيوية بما لها من أضرار مستقبلية
ويفسر الكثير من الآباء هذا الوضع بنقص في مناعة أبنائهم, ويرون انها في تراجع مستمر
إلا أن ألأطباء يرون أن مناعة الطفل المصري بخير وان زياراتهم المتكررة للأطباء طبيعية, بل إن اكتساب الجسم لها يكون من خلال تعرضه للإصابة بالمرض أولا.
مناعة الجسم هي قدرته علي مواجهة كل ما هو غريب عنه' هكذا توضح الدكتورة عائشة المرصفي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة, موضحه ان أمراض نقص المناعة قد تكون أولية أو ثانوية.
أما الأولية فتحدث بسبب جيني وكثيرا ما يكون المرض متكررا في الأشقاء والشقيقات, وقد يؤدي للوفاة في سن مبكر. وتتعدي أنواع أمراض نقص المناعة أكثر من 200 نوع تختلف إعراضها أو تتشابه مع إمراض أخري وتحتاج الي معامل متخصصة لتحديدها ولا يمكن ان نعتبر الإصابة بها قليله او نادرة, ولكن الأسرة لا تكتشفها بسهولة, ويحتاج الأمر الي توعية الأسرة وأيضا أطباء الأطفال.
وغالبا ما تظهر أعراض نقص المناعة في سن مبكرة من العمر وفي حالات نادرة لا يتم اكتشافها إلا في سن متأخرة, وغالبا ما يتأثر نمو الطفل بنقص المناعة, ولكن العكس غير صحيح, فإصابة الطفل بسوء تغذية لا تعني إصابته بنقص المناعة. أما نقص المناعة الثانوية فيحدث نتيجة الإصابة بأمراض كثيرة مثل مرض الإيدز او الإصابة بالأورام أو تناول علاج لها او التعرض لبعض العقاقير أو سوء التغذية,, كما يحدث النقص نتيجة للكثير من أمراض الجهاز الهضمي وبعد العمليات الجراحية وكذلك التعرض لحروق بالجسم. وتشير الدكتورة عائشة ألي ان تكرار زيارة الأطفال للأطباء في سن مبكرة شيء طبيعي جدا فاكتساب الطفل المناعة يتم من خلال إصابته بالامراض وتكوين مناعة ضدها وذلك من بداية الولادة وحتي عمر ثلاث سنوات.أما في حالة نقص المناعة فتكون الإصابات متكررة وشديدة الحدة
' خلل مناعي'
وأغلب الأمراض التي تصيب الإنسان ترتبط بخلل مناعي, هكذا يوضح الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة استشاري الأطفال بجامعة عين شمس,مؤكدا أن الجهاز المناعي مهمته حماية الجسم من العدوي والحساسيات والسرطانات.
وأن هناك أسبابا مكتسبة لنقص المناعة منها سوء التغذية أونتيجة الإكثار من بعض الأدوية كالمضادات الحيوية والمسكنات اوالإصابةبعدوي بالفيروساتأو أمراض التمثيل الغذائي,وكذلك بعد الحوادث والعمليات الجراحية الكبري و الإصابة بأمراض فقد البروتين والطفيليات المعوية والتوتر والكبت والحرمان العاطفي, وليس من الضروري أن كل طفل يصاب بالعدوي المتكررة يعتبر مصابا بخلل وظيفي في جهاز المناعة هكذا يؤكد الدكتور بدران, فمناعة الطفل المصري لا بأس بها حيث ان الطفل السليم الطبيعي يصاب بست إلي ثماني نوبات من الرشح العادي أو التهابات الممرات التنفسية العلوية كل سنة إضافة إلي نوبة أو نوبتين من حالات الإسهال الحاد وتقل هذه المعدلات من عمر ثلاث سنوات مع نضج الجهاز المناعي للطفل والذي لابد أن ينمو ويتطور ويصل للنضج والاكتمال, وذلك من خلال العدوي في عالم الطفولة والمدرسة التي تعتبر تدريب للجهاز المناعي علي التعايش في عالم يعج بالتلوث والميكروبات.
أما أعراض نقص المناعة الأولي' الخلقي' لدي الأطفال فتتمثل في تأخر سقوط السرة في الوليدوحدوث تفاعلات مع التطعيموتكرار الإصابة بتسمم جرثومي بالدم أو التهاب سحائي أو التهاب بالعظام, أو التهابات بكتيرية شديدة أو الالتهابات الرئويةأو ظهور خراريج متكررة في الجلدوالفطرياتوطول مدة الالتهابات الميكروبية مقارنة بالأطفال العاديين.. أما نقص المناعة الوراثي لدي الأطفال فمرض نادر الحدوث ينشأ لخلل في العديد من الجينات الخاصة بالجهاز المناعي وقد تبدأ الأعراض منذ لحظة الولادة, ولكن تظهر أعراض أغلبها في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة, وربما تمر دون أن تكتشف الا في سن متأخرة, اما الأشد خطورة فهو نقص المناعة المختلط الشديد ونسبة حدوثه من 1 لكل خمسين ألفطفل وتزداد معدلات الحدوث مع زواج الأقارب لعائلات بها تاريخ مرضي شبيه.
' الخلايا الجذعية'
ويشير الدكتور بدران إلي أن الاكتشاف والعلاج المبكر في غاية الأهمية والهدف من العلاج رفع المناعة, وعلاج الأعراض, والحد من المضاعفات, ويأمل انه في المستقبل القريب يتم العلاج بالخلايا الجذعية والعلاج بالجينات, وأن هناك أخطاء تقع فيها الأسرة أو آلام يمكن ان تقلل من مناعة الطفل منها زواج الأقارب وحرمان الطفل من الرضاعة الطبيعيةاو الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية وتكرارها دون مشورة طبية, و ان سوء التغذية من العادات السيئة التي قد تؤدي إلي ضعف في المناعة فالكثير من الأطفال المصريين لا يتناولون السلاطة أو الخضراوات الورقية الخضراء أو الفواكه الطازجة يومياأو عسل النحل و المشروبات الطبيعية و مشروبات الأعشاب الطبيعية بل واللجوء لتناول الأغذية السريعة و قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة,وقلة النوم
وينصح الدكتور بدران بالاهتمام بتهوية المنازل و الفصول الدراسية وأتوبيسات المدارس, وكذلك الحرص علي النظافة التي اعتبرها منظومة تبدأ بنظافة اليدين والجلد والملابس والبيئة وتنتهي بنظافة المجتمع, كما ينصحبالتخلي عن عادة تقبيل الطفل وضرورة ارتداء القناع الواقي لتغطية الأنف والفم عند الوجود في أماكن مزدحمة, أو الاختلاط بمرضيوضرورة نشر ثقافة غسل الأيدي لدي الطفل المصاب والمخالطين له بالماء و الصابون وأشار إلي ان التدخين السلبي الذي يصيب 70% من أطفال مصر يقلل المناعة!
ليس بالانحراف وحده ينتقل لهدم الفيروس
محرومون من رحمة الطب
تحقيق: محمد القزاز
يظل مريض الإيدز في مصر محصورا بين أطباء يرفضون علاجه.. ومجتمع قلق ورافض التعامل معه, خشية الإصابة بالفيروس, مع أن طرق انتقال الفيروس من شخص مصاب إلي آخر سليم معروفة!!
وتظل المرأة أيضا متهمة بنقل الفيروس في رأي ونظر المجتمع لانحرافات سلوكية, علي حين أن الدراسات العلمية تؤكد أن 80% منهن أصبن عن طريق أزواجهن!!
فهذه ملك سيدة في منتصف العقد الرابع من العمر, اكتشفت أنها أصيبت بمرض نقص المناعة البشري (الإيدز) منذ أكثر من عشر سنوات, وهي الآن متعايشة مع الفيروس وحالتها مستقرة ولم تأخذ علاجا مضادا للفيروسات حتي الآن. وعن قصة إصابتها بهذا المرض تروي ملك: لم أكن أعلم أن زوجي مصاب بهذا المرض برغم علمه به, فعندما كنت اسأله عن سبب تعبه الدائم يقول لي إنه مصاب بفيروس (سي) ولما اشتدت حالته سوءا وظهرت عليه أعراض الإصابة بالفيروس ذهب إلي أحد المستشفيات وهناك اكتشفوا المرض, وطلبوا خضوعي للتحاليل لمعرفة ما إذا كنت أصبت أم لا, وقتها عرفت الحقيقة المرة. والحقيقة أن ذلك سبب لي صدمة ثم سرعان ما استعدت توازني, ووقفت بجانب زوجي الذي أصيب بسرطان الدم ثم مات. وقد تعاطف معي الأهل وتعاملوا معي بشكل عادي, ولم يعكر الصفو إلا بنت خالتي حيث طلبت من أهلي ألا أتقابل معها وأن يكون الكلام عبر الهاتف فقط.
لكن أهم مشكلة تواجه ملك حاليا هي ذهابها إلي أي طبيب أو مستشفي وتقول: بمجرد مصارحتي للطبيب بأنني مصابة بفيروس الإيدز ينتابه القلق, وفي كثير من الأحيان يرفض توقيع الكشف الطبي علي
' أسرة مصابة'
أن يصاب شاب بفيروس الإيدز نتيجة علاقات جنسية, فهذا أمر قد يتقبله, بل قد يكون ذلك دافعا له ليعود إلي الله طالبا التوبة والهداية, وفي الغالب ينقل هذا المرض الي زوجته, لكن ان يثمر هذا الزواج عن طفلة تصاب بالفيروس, فتلك كارثة لايشعر بها ولا يكابدها إلا أبواها, فيزيد من آلامهما النفسية إضافة الي الألم البدني. فلم تكن شيرين ذات ال22 ربيعا وقت إصابتها تعلم أن مستقبلها سيكون بهذا الشكل, فكأي فتاة حلمت بفتي أحلامها, التقيا واعترف لها بأن له علاقات نسائية, لم تبل علي أساس أنه سوف ينهيها بعد الزواج, ولم تكن تعلم أن علاقاته هذه قادتهما معا الي هذا الفيروس, وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل أثمرت العلاقة الزوجية عن طفلة صغيرة عمرها الآن 6 سنوات. يصرف لها علاج ثلاثي لعدم تكاثر الفيروس. فالحزن لا يفارق شيرين والقلق يسكن بداخلها لوعة علي هذه المسكينة الصغيرة, أسئلة كثيرة تتعلق بفلذة كبدها لاتفارق مخيلتها ليلا أو نهارا.
' المرأة ضحية'
الحالتان السابقتان هما مثالان لحالات كثيرة أصيبت وليس لها يد في إصابتها, فالمرأة ليست معرضة فقط لمخاطر الإصابة بعدوي فيروس نقص المناعة, بل إنها تصاب بالفيروس دون أن تدري ذلك, فقد تجهل إصابتها إلي أن تفاجأ بمرض زوجها ثم وفاته كما في الحالة الأولي, أو اكتشاف الفيروس كما في الحالة الثانية, ولعدم قدرة المرأة دائما علي حماية نفسها من الإصابة فإنها تصبح ضحية لانتقال العدوي, إما من الزوج المصاب من خلال تورطه في سلوكيات خطرة( ممارسات جنسية خارج إطار الزواج أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن أو نتيجة تعرضها هي نتيجة ممارسات طبية غير آمنة أثناء مراحل الإنجاب أو العمليات الجراحية الأخري, فهناك إحصائية تقول إن 80% من المصابات بفيروس نقص المناعة انتقل إليهن عن طريق أزواجهن,
وعن ذلك يقول الدكتور إيهاب عبدالرحمن مسئول البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة: إن هذه النسبة كلها لنساء فضليات صالحات ليس لهن يد في إصابتهن بهذا الفيروس, وهذا دفاع عن المرأة المصرية, فنحن في مجتمع يلتمس العذر فيه للرجل عن سلوكياته, فهذا المرض ارتبط في الأذهان بممارسة الجنس, وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن, وبسبب هذه الحالة يفضل الناس تجاهل حالتهم الحقيقية أوالمحتملة فيما يتعلق بهذا الفيروس, ويحول دون تقدمهم للحصول علي الخدمات الصحية المتوافرة الذي من الممكن أن يؤدي الي خطر تطور المرض لديهم, وكذلك نقله الي الآخرين دون علمهم.
' الوعي الطبي'
المشكلة الحقيقية التي تواجه المتعايشين مع الفيروس هي التعامل مع الأطباء, ولذلك يسعون إلي عدم الكشف عن طبيعة إصابتهم حتي لا يقابلوا بالرفض أو الطرد في بعض الأحيان, وهذا ما يشير إليه د.إيهاب بقوله: إن هذه هي المعركة الحقيقية لدي الوزارة الآن, فقد قامت بتدريب آلاف الأطباء, وفي العامين الآخرين تم تدريب 2000 طبيب, وفي أكثر من تخصص, ليكون لديهم القدرة في التعامل مع المتعايش مع المرض, و ينصح د. إيهاب المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) بأن يصرحوا للطبيب بحقيقة حالتهم, وذلك لأسباب كثيرة, حتي يراعي الأدوية المناسبة, وذلك حتي لا تتعارض مع أدوية الإيدز, خاصة في حالة إذا كان مقبلا علي جراحة أو فحوصات طبية
' نظرة غير عادلة'
وتتساءل د.جومانة هرمز بمنظمة الصحة العالمية .. لماذا هذه النظرة غير العادلة لمريض الإيدز؟ لماذا دائما نوصم أن هذا المرض جاء نتيجة سلوك غير أخلاقي ؟ وإذا كان هذا الشيء قد يقبل من الشخص الذي لم تقدم له التوعية اللازمة لهذا المرض, فإنه لا يقبل والحال كذلك بالنسبة للطبيب والعاملين في الحقل الطبي عموما, فمع أن البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز يقوم بتوعية هذا القطاع, فإن هناك وقتا وجهدا مازالا أمامه, ولابد من الاستمرار في هذا الموضوع وتدريب العاملين لإزالة الخوف منهم وتوعيتهم,.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.