مر ما يقرب من عام على الانتهاء من تطوير مستشفى قصر العينى المكلف به إحدى شركات المقاولات بتكلفة 450 مليون جنيه، دون أن يشعر المريض بأى تطوير أو فرق يذكر فى مستوى الخدمة الصحية، بل زادت رحلة العذاب والمعاناة لمرضى قصر العينى، فلا إمكانيات ولا أطباء ولا علاج ولا أى شىء يمكن أن يقدمه للمرضى الفقراء الذين لا يجدون بديلًا. منذ إنشاء مبنى الطوارئ الجديد بقصر العينى، توقع المرضى تغييرًا جذريًا حقيقيًا حتى وإن استغرق وقتًا.. توقعوا حل المشاكل من جذورها وليس فقط ضخ أموال لبناء مبنى خاوٍ من أى خدمة طبية حقيقية للمرضى وترك العشرات من المرضى يتألمون ويموتون داخل أروقة المستشفى.. ويبقى التطوير الذى حدث مجرد مسميات أطلقوا عليها «طوارئ قصر العينى الجديد» وكأنه يختلف حالًا عن قصر العينى القديم، ليعبر مصطلحا الجديد والقديم عن حداثة المبنى فقط، وليس له صلة بأى خدمة طبية مقدمة للمريض، ليظل المريض يعانى حتى الموت داخل أروقة المستشفيات. بدأت أعمال التطوير فى يونيو عام 2015، ومنذ ذلك الوقت تم تشكيل لجنة لتطوير قصر العينى القديم، تلك اللجنة التى اهتمت بالشكل وليس المضمون، حيث اقتصرت أعمال التطوير على افتتاح مبنى جديد أطلقوا عليه «طوارئ قصر العينى الجديد»، مبنى فخم، لكنهم تناسوا أنه مبنى مخصص لاستقبال الحالات الطارئة، سيأتى المريض إليه منبهرًا بفخامته وآملًا فى الحصول على خدمة علاجية «فخمة».. لكنه لن يجد إمكانات طبية ولا أطباء ولا تمريض، حيث اكتفت اللجنة بتسهيل البيروقراطية التى عانى منها المستشفى منذ سنوات، ووفرت ميزانية من قبل وزارة التخطيط تكفى فقط لافتتاح مبنى شكله فخم.