في محاولة لاستقطاب عددا كبيرا من المقاتلين الشيعة بين صفوفها للحرب في سوريا، أصدر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي تعليمات بمنح الجنسية الإيرانية للأفغان المقاتلين في صفوف "لواء فاطميون"، التابع للحرس الثوري الإيراني الذي يقاتل في سوريا دفاعًا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتأتى تلك الخطوة من جانب إيران لاستقطاب عدد كبير من المقاتلين الأفغان الشيعة بين صفوفها لاستخدامهم في حروبها التوسعية. وأكد الدكتور محمد محسن أبو النور، الخبير في الشأن الإيراني "أن هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى قبائل الأفغان الشيعة التي كانت تعيش في منطقة هلمند على الحدود الجنوبية لأفغانستان"، مضيفا أن هؤلاء المقاتلين أنضموا إلى الحرس الثوري لولائهم للمذهب الشيعي، كما أنهم مقاتلين "أقوياء البنيان"، ويحظون بمكانة هامة لدى إيران، لأن الآخيرة تهدف إلى تعميق أنها الدولة الوحيدة المدافعة عن الشيعة في العالم، ومنح الجنسية للمقاتلين الأفغان يمثل حماية لهم، لأنه بعد انتهاء الحرب بالتزامن مع التسوية في سوريا سيعود هؤلاء المقاتلين إلى ايران لاستخدامهم في مهمات مستقبلية للتوسع الإيراني، ومنحهم الجنسية يمثل كمكافأة لهم. وأستطرد "أبو النور" في تصريحات خاصة ل"بوابة العرب" قائلا: "ايران ما زالت مصرة على دعم وتمويل كل الحركات المسلحة الشيعية والسنة، ولها علاقات وطيدة مع حركة طالبان والقاعدة في الحرب الروسية، وحتى الآن تأوي أسرة "بن لادن" و" اختر منصور" زعيم حركة طالبان السابق و" الإسلامبولى" وتتعامل مع الجماعات التكفيرية من أجل تحقيق مصالحها". في السياق ذاته قال الدكتور محمد السعيد إدريس أن موقف إيران لمنح الجنسية طبيعي لدعم الأفغان الشيعة المقاتلين في صفوفها، والذين كانوا يمثلون 20% من كتلة الشيعة الموجودة في أفغانستان بها 20% شيعة، وهذه الكتلة تحاول إيران استقطابها للانضمام لصفوفها لتعرضهم لعمليات إبادة وقتل بشعة من قبل طالبان والقاعدة، جعلتهم يتطوعون ضمن فيلق القدس، ليكونوا ذراع الجمهورية للدفاع عن الثورة، وهى محاولة من جانب إيران للإيهام أنها تدعم المستضعفين في العالم. الجدير بالذكر أن معهد الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات قد نقل عن مسؤول إيراني أن عدد المقاتلين الأفغان الموالين لإيران في سوريا يبلغ 18 ألفا. واستند التقرير إلى فيديو تم تداوله على مواقع الأخبار الفارسية، تناول تصريحًا لأحد المسؤولين الإيرانيين يقول فيه، إن حوالي 18 ألف مقاتل أفغاني يُقاتلون حاليًا للدفاع عن نظام الأسد في سوريا.