بينما يهيل «حزب الله» اللبنانى التراب على ملف مصطفى بدر الدين، قائده العسكرى المخضرم، رغبة فى إغلاق الباب إلى الأبد أمام المشككين فى رواية مقتله بقصف استهدف منزله فى سوريا يوم 12 مايو 2016، إذ ظهر اتجاه آخر يؤكد أنه تم اغتياله بدقة على يد الأمين العام الحالى للحزب، حسن نصر الله، وقائد الحرس الثورى الإيرانى، قاسم سليمانى، برغبة من طهران التى خشيت أن يتأثر رجالها فى لبنان بالاتهام الموجه له بالتورط فى تصفية رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريرى، وفقا لتحقيق أجرته قناة «العربية». «ذو الفقار» مصطفى بدر الدين، أحد أبرز مؤسسى الجهاز السرى لحزب الله اللبنانى، أو ما يدعى الأمن المضاد، جنده الحرس الثورى مع عماد مغنية عام 1982 قبل تأسيس حزب الله رسميًا، حيث شارك عام 1983 مع مغنية فى استهداف السفارة الأمريكية ومقرى المارينز والجنود الفرنسيين فى بيروت. اتهم «بدر الدين» بتفجيرات الكويت عام 1983، حيث قبض عليه وحُكم عليه بالإعدام، لكنه تمكن فى عام 1990، من الهروب من سجن الكويت بعد احتلالها من العراق إلى إيران ثُم لبنان، كما لبدر الدين علاقة بتفجير الخبر عبر ما يدعى حزب الله فى السعودية عام 1996. ويُعد ذو الفقار، المتهم الرئيسى فى اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريرى عام 2005. وعلى الرغم من تقبل الإعلام اللبنانى، رواية حزب الله لموت «ذو الفقار» عبر قذيفة «هاون» فى سوريا، إلا أن انتهاء حياة الرجل بهذا الشكل كانت محل تساؤل دائم. بدر الدين، خُطط لاغتياله بدقة، بحسب تحقيق جديد لقناة «العربية» يسلط الضوء على القائد العسكرى السابق لحزب الله، عبر صديق عمره الأمين العام الحالى لحزب الله، حسن نصر الله، بالتخطيط مع قاسم سليمانى، قائد الحرس الثورى الإيرانى. وكشف التحقيق أن قاسم سليمانى، كان دائم الصدام مع مصطفى بدر الدين، منذ أن التقيا فى سوريا كمبعوثين عن حزب الله والحرس الثورى، للوقوف بجانب بشار الأسد، إلا أن «بدر الدين» كان يرفض التبعية لسليمانى، الأمر الذى أزعج طهران فطالبت بالتخلص منه، فضلًا عن أنه كان مطلوبًا دوليًا فى مقتل «رفيق الحريرى»، وهو ما يجعل «نصر الله» متهمًا أيضًا، فظهرت الرغبة فى التخلص منه. يشير التقرير إلى أن ليلة 12 مايو 2016، كان موعد التخلص من بدر الدين بالقرب من مطار دمشق الدولى، حيث اجتمع القائد العسكرى لحزب الله مع ثلاثة آخرين هم حارسه الخاص، وسليمانى، وإبراهيم حسين جزينى، المقرب من بدر الدين، والذى نفذ عملية اغتياله بتفريغ مسدسه الخاص به. التحقيق يوضح أنه لم توجد أى قوى معارضة بالقرب من مطار دمشق فى ذلك التوقيت، وهو ما يعارض رواية حسن نصر الله بأن اغتيال «ذو الفقار» تم بواسطة قذيفة «هاون»، فضلًا عن أن الأشخاص الذين اجتمعوا معه لم يصابوا بأى أذى.