أكد السفير نذير العرباوي، سفير الجزائر بمصر ومندوبها لدى الجامعة العربية، ضرورة إجراء إصلاحات عميقة على منظومة العمل العربي المشترك وتطوير آليات الجامعة وأجهزتها ومؤسساتها وأساليب عملها لتتمكن من تأدية دورها القومي كأداة رئيسية للعمل العربي المشترك ومواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم إقليميا ودوليا. جاء ذلك في كلمة العرباوي أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في دورته 147 بعد تسلمه رئاسة الاجتماع الذي سيتم خلاله التحضير لاجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر بعد غد الثلاثاء. وقال العرباوي إنه يجب التصدي للتحديات التي تواجه الأمة بإرادة سياسية قوية ومن منظور توافقي لتعزيز التضامن العربي وتوحيد المواقف وإضفاء قدر من الفاعلية على العمل العربي المشترك حتى نتمكن من تجاوز الواقع الراهن وتفادي التسليم لحسابات القوى الإقليمية والدولية في إدارة هذه الأزمات، مضيفا" إن التحدي الإصلاحي أصبح أشد حاجة وإلحاحا إذ يتطلب معالجة تتسم بالمصداقية والمسئولية". واستعرض مندوب الجزائر رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، التحديات التي تواجه المنطقة العربية..لاسيما الدول التي تواجه أزمات داخلية مثل سوريا واليمن وليبيا، مشيرا إلى أن بلاده طالبت منذ بداية هذه الأزمات بالوصول لحلول سلمية توافقية تمكن شعوب هذه الدول من ضمان مستقبلها وتحقيق تطلعاتها في الاستقرار والحريّة والديمقراطية، وكما أشار إلى مساعيها لحل هذه النزاعات لاسيما في ليبيا من خلال مشاركة الفرقاء كافة باستثناء الجماعات المصنفة إرهابيا من قبل منظمة الأممالمتحدة. ونوه في هذا الإطار بالاجتماع الثلاثي الذي عقد بين وزراء خارجية مصر والجزائروتونس بشأن ليبيا في تونس مؤخرا. كما تطرق العرباوي إلى جهود الجزائر للتوصل لاتفاق دول الأوبك والدول خارجها لمعالجة تراجع أسعار النفط في القمة الاستثنائية التي عقدت في شهر سبتمبر 2016 بالجزائر. وشدد على خطورة ظواهر الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود المرتبطة باستمرار الفوضى في المنطقة لأن الاٍرهاب يتغذى من الفوضى السائدة، ويسعى للنيل من كيان الدول، والعمل على تقويضها..داعيا إلى تضافر الجهود لاستئصال هذه الظاهرة وفقا لمقاربة جماعية شاملة. وقال إنه رغم جسامة هذه التحديات التي تواجه الأمة العربية ستظل القضية الفلسطينية على رأس الأولويات خاصة في ظل انسداد الأفق نتيجة، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاته للمقدسات الدينية والاستمرار في سياساته الاستيطانية والتنكر للعملية السلمية والشرعية الدولية. وأضاف إنه أمام هذه الممارسات وانسداد الأفق يجب حث المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن على تحمل مسئولياته التاريخية والقانونية وإرغام الاحتلال الإسرائيلي للانصياع للشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وكان السفير نجيب المنيف سفير تونس في مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية رئيس الدورة السابقة 146 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين قد سلم رئاسة الجلسة لمندوب الجزائر. وقال السفير نجيب المنيف في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية" إن بلاده تسلمت أعمال الدورة الماضية للمجلس في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية بالغة الدقة". واستعرض الجهود التي بذلت خلال رئاسة بلاده لمجلس الجامعة من خلال التنسيق مع الأمين العام والدول العربية الأعضاء لإضفاء ديناميكية وحركية على العمل العربي المشترك، وتفعيل دور الجامعة للتوصل لحل الأزمات بالمنطقة، مشيرا في هذا الصدد إلى الجهود التي بذلت لدعم القضية الفلسطينية وقرار مجلس الأمن بشأن الاستيطان. وقال المنيف إن ظاهرة الإرهاب تفاقمت حتى بلغت مستويات خطيرة أصبحت تهدد أمن المنطقة ما يستدعي مواصلة الجهود للتنسيق والتصدي لها من خلال تبني استراتيجية مشتركة مختلفة الأبعاد. وأشار إلى دور بلاده في دفع المبادرة العربية بشأن ليبيا واختيار الدبلوماسي تونسي صلاح الدين جمالي مبعوثا للجامعة العربية هناك وكذلك تفعيل آلية دول الجوار وجهود تونس ومصر والجزائر في دفع الحل الشامل. ونوه بمبادرة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي لحل الأزمة وتمثلت في اجتماع وزراء خارجية مصر وتونسوالجزائر في شهر فبراير الماضي حيث أصبحت محصلته مرجعا أساسيا في المشاورات السياسية بشأن ليبيا. وأشار إلى أن الدورة الماضية شهدت انعقاد عدد من الاجتماعات المهمة في إطار الجامعة العربية منها الاجتماع المشترك الوزاري العربي الأوروبي والحوار الاستراتيجي بين الجانبين وعقد القمة العربية في موريتانيا..مؤكدا ضرورة التصدي لتفاقم ظاهرة الإرهاب واجتثاثها بما يجنب الدول العربية تداعياتها الكارثية. وقال إن الرئاسة التونسية لمجلس الجامعة شهدت جهودا لمواصلة الإصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك تنفيذا لقرار القمة العربية في نواكشوط فعقدت اللجنة المعنية بتطوير الجامعة اجتماعا لها اليوم. وأعرب عن تطلع بلاده لأن تكون القمة المقبلة التي تستضيفها المملكة الأردنية محطة مهمة لتعزيز العمل العربي المشترك.