أعلن الكاتب طارق إمام أمس الأول لقرائه بأنه أنهى مراجعة مخطوطة لكتابه الجديد «حكايات خرافية» وقال إنه قد بدأ كتابته من سنين وظل مستمرا معه كمشروع مفتوح يمده بمتعة غير محدودة، لدرجة أنه لم يكن يريد أن ينهيه بالنشر ككتاب؛ مؤكدا أن هذا الكتاب يعد أحب الأشياء لقلبه وأنه مرتبك بأنه خرج للنور بعد هذه السنوات. إلا أن عنوان «حكايات خرافية» قد أثار ذاكرة البعض لكتاب للأديب الألمانى «هيرمان هيسه» يحمل اسم «الحكايات الخرافية» الفرق بينه وبين عنوان طارق فى أداة التعريف «ال» فقط، إضافة إلى أن هناك تشابها آخر وهو أن «هيسه» يصنف كروائي، ومع ذلك لم يشر لكتابه السردى على أنه رواية أو مجموعة قصصية، بل أشار إلى أنه «كتاب» دون أن يضع له تصنيفا؛ وهو ذات الأمر الذى فعله «إمام» حيث قال عن «حكايات خرافية» أنه أيضًا «كتاب»، ولم يشر إلى أنه عمل روائي، رغم تصنيفه هو الآخر كروائى فى الأساس. ويتوقع البعض أن طارق إمام قد اطلع على عمل «هيسه» حيث افتتن جيل التسعينيات من الأدباء المصريين -والذى يعد واحدا من أبنائه- بالتماس مع عدد من كتاب الغرب، من بينهم قسطنطين كفافيس وهيسه وجان جينيه وغيرهم؛ وربما قد يحدث فى كتاب طارق المقبل تشابه فى بعض المناطق بين العملين «حكايات خرافية» و«الحكايات الخرافية». وتعد حكايات هيرمان هيسه الخرافية مجموعة قصص فائقة للعادة، مكتوبة بين 1900 و1930، وتعكس محاولاته لتجريب كتابة نوع من الحكايات الخرافية، وتحويل حياته كفنان إلى حكاية من هذه الحكايات، إذ تتناول جميع الموضوعات الشائعة فى روايات هيسه العظيمة «سيد هارتا، ذئب البطاح، ودميان» وتعكس أحداثًا تتعلق بحياته الشخصية، وتنطوى على الدوافع الصوفية والرومانسية؛ وفى هذا الكتاب حكايات تسلط الضوء على مأزق الفنان، الممزق بين الدافع إلى الكمال وإغراءات المتعة والنجاح الاجتماعي. بينما تماس طارق من قبل مع حياة شاعر يونانى عاش فى الإسكندرية وهو «قسطنطين كفافيس» إذ كتب عنه روايته الصادرة عن دار «العين» فى العام 2012 تحت عنوان «الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس» وهى رواية ترصد نحو 70 عامًا عاشها الشاعر، راسمةً فى الوقت نفسه صورة واسعة لمدينة الإسكندرية «الكوزموبوليتانية» بين أواسط القرن التاسع عشر إلى العقد الثالث من القرن العشرين، كما تقترب الرواية من كفافيس المتخيل بقدر ما تعيد استقراء ومراجعة سيرته الذاتية المعقدة والغامضة فى الكثير من جوانبها، طامحة إلى طرح قراءة مراوحة بين الواقع والخيال، وبين التأريخ ووهم التأريخ.