أجرت صحيفة الإندبندنت، مقابلة نادرة مع الزعيم الشيعي "مقتدي الصدر"، الذي تعتبر كلمته بمثابة القانون لملايين العراقيين الشيعة. وقالت الصحيفة إن مراسلها "إدوارد كوكبيرن"، أجرى هذه المقابلة في معقل الزعيم مدينة النجف جنوبالعراق، وتعود أهمية المقابلة لأن الصدر لم يجر أي مقابلة مع صحفي غربي منذ 10 أعوام. وحذر القيادي الشيعي، في المقابلة من مستقبل مظلم للعراق على المدى القريب، نتيجة ما أسماه "عداء طائفي متزايد بين السنة والشيعة"، مضيفًا أن الحكومة العراقية ستتحلل وتتفكك والشعب العراقي سيتحلل أيضًا، وسيصبح الأمر شديد السهولة بالنسبة لأي قوة خارجية للسيطرة على البلاد. وأعرب "الصدر" عن قلقه البالغ من الوضع في العراق خلال المقابلة، إذ حذر من تفشي الطائفية بين العراقيين على مستوى رجل الشارع، وهو الأمر الذي ستكون مواجهته بعد ذلك شديدة الصعوبة، وأنه يقف ضد الطائفية، مما أدى إلى أنه خسر العديد من أنصاره المتشددين، وتابع قائلًا: "إن الحل لإخماد نار الفتنة في العراق، هو اتخاذ مواقف انفتاحية معتدلة". وأكدت الصحيفة أنه في الأسبوع الماضي، تم مقتل نحو 200 شيعي، وتابعت "إن الصدر الذي تتمتع أسرته بتاريخ كبير في معارضة نظام صدام حسين ومقاومة القوات الأمريكية والبريطانية، قتل والده وعمه علي يد قوات مسلحة تابعة لصدام حسين في النجف"، كما أن "مقتدي الصدر" تعرض لعدة محاولات اغتيال لكنه نجا منها، مثلما نجت حركته أكثر من مرة، بعدما ظن البعض أنها ستنتهي، إذ عمل الصدر على إعادة بناء حركته، ونجح في الانتخابات العامة في عام 2012، وأصبحت حركته جزءًا من النظام بالإضافة لحصولهم علي ستة مقاعد في مجلس الوزراء". وأضافت الصحيفة أن الصدر يعتبر من أشد منتقدي رئيس الوزراء "نوري المالكي"، إذ يتهم إدارته بالطائفية والتطرف ويراها غير كفؤة ويحملها مسئولية ما يجري في البلاد، ويقول الصدر عن المالكي "ربما ليس المالكي وحده هو المسئول عما يجري في العراق لكنه الشخص الذي يتولى السلطة". وعندما سأله "كوكبيرن": "هل تعتقد أن المالكي سوف يرشح نفسه للمرة الثالثة لمنصب رئاسة الوزراء"؟، أجاب: "نعم أعتقد ذلك لكني لا أريده أن يفعل ذلك"، مؤكدًا على أنه حاول أكثر من مرة الإطاحة به من خارج السلطة، وأضاف الصدر: "أن المالكي مدعوم من إيران وأمريكا". وتابع قائلًا "إن العراقيين يعانون نفسيًا من توالي الصدمات عليهم، فهم يعيشون دورة مستمرة من العنف المفرط، كل الأحداث التي مرت عليهم من سياسة صدام الحديدية وحرب الخليج الأولي ثم حرب الخليج الثانية والحرب ضد الاحتلال (القوات الامريكية) ثم دخلنا في محاولات لطرد الاستعمار، كل ذلك من شأنه أن يلحق الأضرار النفسية البالغة للعراقيين". وردًا على سؤال لماذا نجحت حكومة إقليم كردستان "من حيث الأمن والتنمية الاقتصادية"، قال: "لأن هناك معدل سرقة أقل بكثير من حكومة المالكي، وربما لأنهم يحبون انتماءهم العرقي"، متهمًا الحكومة بشكل وصريح بالسرقة والفساد. وفي نهاية المقابلة فاجأ "مقتدي الصدر" محاور الاندبندنت، إذ سأله هل أنت خائف من مقابلتي، هل تري حكومتك أنني إرهابي أحاول أن أدمر بلادي".