تناولت صحيفة الإندبندنت البريطانية نتائج الانتخابات العراقية التي تم الإعلان عنها جزئيا والاتهامات التي تملأ أجواء العراق من قبل قوى رئيسية حول تدخلات مزعومة في عمليات فرز وإحصاء الأصوات والخارطة السياسية المتوقعة والتحالفات التي يمكن أن تبرم على ضوء النتائج النهائية. فقد كتب كبير مراسلي الصحيفة باتريك كوكبيرن أن التنافس الحاد بين قائمة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وقائمة إياد علاوي سيرغم المالكي على البحث عن شركاء لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة. ولكي يحقق المالكي الفوز في الانتخابات، يتوقف على العاصمة بغداد ومدينة البصرة اللتين تعتبران مركز ثقل الناخبين. فبغداد التي أصبحت ذات غالبية شيعية بارزة اثر تفجر أعمال العنف الطائفي في العراق خلال عامي 2007 و2008 يتنافس فيها المالكي مع الكتلة الشيعية الأخرى، الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم المجلس الإسلامي العراقي بزعامة عمار الحكيم والموالين لرجل الدين مقتدى الصدر الذين يتمركزون في مدينة الصدر التي تضم ثلث سكان العاصمة البالغ عددهم ستة ملايين. وتقول الإندبندنت عن قادة من جماعة الصدر إنهم لن يقبلوا بتولي المالكي رئاسة الحكومة مرة أخرى لأنهم يتهمونه بالتخلي عنهم بعد الوصول إلى رئاسة الحكومة عام 2006. كما أن التحالف الكردستاني الذي سيكون دوره كبيرا في تشكيل الحكومة المقبلة، لا يشعر بالارتياح من عودة المالكي إلى رئاسة الحكومة مرة ثانية على ضوء التوتر بين الطرفين حول المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والعرب مثل كركوك وديالي والموصل. وأضاف المراسل أن التحالف الكردستاني يرغب باستبدال المالكي ما لم يقدم تنازلا كبيرا حول هذه القضية ومن شبه المستحيل إقامة ائتلاف حكومي متماسك ومستقر في العراق دون مشاركة الجانب الكردي فيه. شهد العراق منذ أيام ثاني وأهم انتخابات تشريعية ونيابية منذ سقوط نظام صدام حسين. كانت نسبة مشاركة العراقيين في الانتخابات ملحوظة رغم التفجيرات والقذائف التي انتشرت يومها. وتشير النتائج الأولية إلى تقدم كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي خاصة في المحافظات الشيعية العراقية على منافسه إياد علاوي وكتلة الأكراد.