أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن الأردن يتحدث باسم لبنان كما يتحدث باسمه في المحافل الدولية، دعما للأشقاء اللبنانيين في مواجهة التحديات، داعيا إلى تمتين جسور التعاون بين الأردنولبنان.. جاء ذلك خلال لقاء القمة الذي عقده الملك عبدالله الثاني والرئيس اللبناني العماد ميشال عون، اليوم الثلاثاء بعمان، والذي ركز على توطيد العلاقات الأخوية بين الأردنولبنان، وتطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصا الأزمة السورية وتداعياتها على البلدين. ووفقا لبيان صادر اليوم الثلاثاء، عن الديوان الملكي الهاشمي، فقد رحب الملك عبدالله الثاني، خلال جلسة مباحثات موسعة، سبقتها ثنائية، جرت في قصر بسمان الزاهر، وحضرها عدد من كبار المسؤولين في البلدين، بالرئيس اللبناني، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين. واتفق الزعيمان، خلال المباحثات، على عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة الأردنيةاللبنانية بأسرع وقت، لوضع خطة عمل لتعزيز التعاون الثنائي، وكذلك التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين البلدين. كما تم الاتفاق على عقد منتدى استثماري أردني لبناني، وتفعيل الخط البحري بين الموانىء اللبنانية وميناء العقبة، إضافة إلى البناء على مجالات التكامل الاقتصادي بين البلدين في القطاعات المالية والتكنولوجيا والصناعة والسياحة والزراعة. وبحث الجانبان إمكانية استخدام ميناء العقبة كمنطقة لانطلاق البضائع اللبنانية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، والعمل المشترك لتطوير إمكانية الاستفادة من الأسواق الإفريقية. وتم بحث تعزيز التعاون الأمني، وكذلك في مجال الدفاع المدني، وسبل تعزيز قدرات الجيش اللبناني، مشددا، في هذا السياق، على دعم الأردن لاستقرار لبنان ووقوفه الدائم إلى جانبه. كما ركزت المباحثات، على أبرز القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما الأزمة السورية، والتطورات على صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط، والحرب على الإرهاب، حيث جرى التأكيد على ضرورة معالجة الأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، وبما يضمن استعادة الاستقرار فيها. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، جرى التأكيد على ضرورة البناء على الجهود الدولية الأخيرة ضمن اجتماعات استانا، لتثبيت وقف إطلاق النار، تمهيدا لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف. وركزت المباحثات أيضا على أعباء أزمة اللجوء السوري على الأردنولبنان، حيث أكد الزعيمان ضرورة تنسيق وتوحيد المواقف حيال هذه الأزمة، لما لها من تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية على البلدين. وعلى صعيد التصدي للإرهاب، جرى التأكيد على أهمية تكثيف الجهود إقليميا ودوليا لمحاربته ضمن استراتيجية شمولية، كون خطره يستهدف أمن واستقرار العالم أجمع. وتناولت المباحثات أهمية انعقاد القمة العربية في المملكة، حيث شدد الزعيمان على أن وحدة الصف العربي ومأسسة العمل العربي المشترك هي الضمانة لتجاوز جميع التحديات التي تواجه الأمة العربية، مؤكدين ضرورة تنسيق المواقف إزاء المحاور والقضايا التي ستتناولها القمة، وبما يخدم قضايا الأمة العربية. من جانبه، أعرب الرئيس عون، خلال المباحثات، عن تقدير بلاده الكبير لمواقف الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، تجاه لبنان، والداعمة لوحدته الوطنية وأمنه واستقراره، مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين وأهمية تطويرها في شتى الميادين. وأشاد الرئيس اللبناني بمواقف المملكة، والدور المهم الذي يقوم به جلالة الملك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والحرب على الإرهاب. ولفت الرئيس عون إلى أن الأعباء التي يتحملها الأردنولبنان جراء استضافتهما للاجئين السوريين، تتطلب من المجتمع الدولي تنفيذ التزاماته لمساعدة البلدين، لتمكينهما من مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم. وأقام الملك عبدالله الثاني، مأدبة غداء تكريما للرئيس العماد ميشال عون والوفد المرافق، حضرها عدد من كبار المسؤولين.