سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"أستانة".. مزيد من الانقسام بين الفرقاء السوريين.. الواقع يؤكد المفاوضات "حبر علي ورق".. الدول الضامنة تؤكد: أتت بثمارها كمقدمة لجنيف.. والمعارضة تعبر عن استيائها
بالرغم من مرور أيام على محادثات "أستانة" بين طرفي الصراع في سوريا من الجيش والمعارضة المسلحة، إلا أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت المحادثات بمثابة إضافة لسير المفاوضات وخطوة حقيقية نحو مباحثات جنيف أم أنها أتت بمزيد من الانقسام بين الفرقاء. ففي حين استمرت قوات الجيش السوري والميليشيات المتحالفة معه في شن الهجمات المتواصلة علي وادي بري، ولا تزال المعارضة تبدي استياءها وتحفظها سواء من البيان الختامي لأستانة الذي لم يحظ بقبولها الكامل أو من الوساطة الروسية. وترى المعارضة أن موسكو تحاول استقطاب الفصائل المسلحة ودفعها إلى لعب دور سياسي لتهميش باقي الفصائل. في حين قامت موسكو بالتمهيد لمحادثات جنيف من خلال دعوة بعض الأطياف المعارضة التي لم توجه لها الدعوة للمشاركة في أستانة لإطلاعها على النتائج والتباحث معها قبل بدء المفاوضات النهائية التي تعول عليها لإنهاء الصراع السوري في جنيف. وفي وقت لم تحقق أستانة مكاسب ملموسة على أرض الواقع في سوريا ولم تلتف جميع أطياف المعارضة حول البيان الختامي لها، في حين تعتقد الدول الضامنة أن المحادثات كانت بمثابة خطوة هامة علي الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة ومؤكدين أنها قدمت ما يمكن البناء عليه ضمن مسار الحل السياسي من جهة والحرب على الإرهاب من جهة أخرى. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن المحادثات نقلت جهود التسوية إلى مستوى جديد، مبرزا أن أهمية اللقاء تمثلت في اجتماع ممثلي الحكومة والمعارضة المسلحة السورية الذين يخوضون صراعًا مسلحًا على الأرض وجهًا لوجه. وأضاف لافروف أن مسئولين من وزارتي الدفاع والخارجية الروسية عقدوا سلسلة من اللقاءات على هامش المحادثات مع ممثلي المعارضة المسلحة، وتم نقاش حشد جميع القوى لمحاربة الإرهاب، مؤكدا علي أهمية إقرار جميع الأطراف التي شاركت في المحادثات بعدم وجود حل عسكري للنزاع. فيما ثمن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجهود المشتركة التي جعلت العملية السياسية تتطور على أساس إنجاز وقف العمليات القتالية، معربًا عن أمله في أن تشكل المباحثات أساسًا جيدًا لمواصلة العملية السياسية في جنيف. وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني ورئيس وفد بلاده إلى محادثات أستانة، حسين جابري أنصاري أن بلاده لن تنظر في مطالبات وفد المعارضة السورية بسحب وحدات القوات الإيرانية من سوريا. وأضاف في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، أن قوى المعارضة "منحازة وتفسر حلول الأزمة بشكل غير واقعي"، مشيرا إلى أن طهران تسعى بالتعاون مع روسيا وتركيا إلى وضع حد لهذه المأساة وإطلاق مرحلة جديدة في حياة سوريا، التي يحق لشعبها أن يقرر مصيره ومصير بلاده مباشرةً. كما أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، من موزمبيق، إلي استحداث "مركز ثالث" في طهران، لمراقبة وقف إطلاق النار، قائلا إن "وجود فصائل مختلفة تحظى بتأييد إيران... قد تكون هي المتورطة في خرق الهدنة، يسوّغ أهمية دور طهران في تعزيز وقف إطلاق النار". فيما استمر وفد المعارضة برئاسة محمد علوش في استمرار التعبير عن عدم رضائه بشكل كامل عن نتائج المؤتمر، قائلا إنه تم "وعدنا بأن يُنفّذ وقف إطلاق النار، وسلّمنا ورقة تتضمن إجراءات وآليات ذلك الأمر، ووعد الجانب الروسي أنه خلال عشرة أيام سيتم التوصل لاتفاقية يتم تطبيقها"، نافيا أن تكون المعارضة قد تعرضت لأي ضغوطات من أي طرف إقليمي أو دولي لمقاتلة (فتح الشام).