سخرت الممثلة الأمريكية «ساندرا بولوك» من مسابقات ملكات الجمال فى فيلمها «ملكة الدماثة» الذى أنتج فى مطلع الألفية، وجرت أحداثه أثناء إقامة إحدى مسابقات الجمال فى أمريكا، وبعد أن عاشت التجربة، غيرت رأيها بعد معرفتها أن مسابقات ملكات الجمال ليست كاملة السطحية كما يظنها البعض، فالمتسابقات ليست مجرد جميلات ينتظرن التتويج، المسابقة فى الأساس لخلق سفيرة للنوايا الحسنة، تعطف على الفقراء، وتتبنى المشروعات الصحية التى تحتاج لوجهها ليتم ترويجها. الأسترالية «جنيفر هوكينز» ملكة جمال الكون عام 2004، تقول «حياتى منذ مسابقة ملكة جمال الكون تغيرت كثيرًا، نضجت نتيجة لكثرة الأسفار، وعملى على برنامجى الموجه لصالح مرضى نقص المناعة المكتسبة «إيدز» أنا ممنونة بشدة للتجارب التى مررت بها». تسلمت «ساندرا سعيد» تاج ملكة جمال مصر لعام 2017 من ملكة عام 2016 «هاجر أحمد» بعد أن أيدتها لجنة الحكام المكونة من السيناريست تامر حبيب، والفنانة بشرى، والدكتورة أمل رزق منظمة المسابقة، ومصمم الأزياء هانى البحيرى. ترى ساندرا سعيد صاحبة ال19 عاما، أن مقاييس الجمال تتلخص فى مقولة «الحلاوة حلاوة الروح» فبالنسبة لها ما بداخل الإنسان يظهر على مظهره الخارجي، فالجمال فى الثقافة وطريقة التعامل. «الجمال فى ماذا أصنعه بحياتي، وليس فيما أرتديه من ملابس، أو شكل (ماكياجي) أو تسريحة شعري، الجمال أن أكون حقيقة فى التعامل، دون ارتداء أقنعة مزيفة تجعل الفتيات يبدين كعرائس بلاستيكية، الجمال أن أكون أنا فى لقاء تليفزيونى تماما كما أعامل أهل بيتى وأصدقائى وأساتذتى فى الكونسرفاتوار حيث أدرس»، فلا توجد مقاييس للجمال، فلكل أنثى طلة خاصة، ولم يخلق الله أنثى قبيحة». أكدت ساندرا أن الأهم فى مسابقة ملكة جمال مصر لم يكن فقط الطول والوزن المتناسقين بل الأهم كان انطباع لجنة التحكيم بعد الحديث مع المتسابقات حول أفكارهن، وأهدافهم بعد المسابقة، ولقب ملكة جمال بالنسبة لملكة جمال 2017 يعنى أن تكون لها سلطة وتملك حكمة وتعرف كيف تتحدث إلى الجمهور، مضيفة أن ملكات الجمال فى مصر يقدرن على تغيير الواقع لو أردن، ولكن أهم شيء ألا يغيرهن اللقب ويتمتعن بالتواضع. لساندرا جانب نسوي، يكافح من أجل قضايا المرأة فهى ترى أن النساء إن حكمن العالم لن يكون هناك فارق كبير، لأنهن يملكن نفس حكمة الرجال، وأظن أنه لن تكون هناك فتيات تخاف من السير فى شوارع المحروسة، لأنه لا يوجد من يهين النساء فى بلد تحكمه امرأة، وستؤكد فكرة أن الأنثى كيان كامل. احتفلت ساندرا بنجاحها بامتياز بالذهاب إلى السينما برفقة صديقتها لمشاهدة الفيلم الأمريكى «لا لا لاند»، تشاهد الخيال برغم أنها ترى أن السينما الهادفة التى تحمل رسالة حقيقية أفضل من الأفلام الخيالية التى تعمل فقط على توسيع الخيال، ولكن الأفلام ذات خلفية واقعية تبرز مشاكل الواقع وبهذا تساعد على حلها. درست ساندرا فى معهد البالية آلة الفاجوت لثلاث سنوات، ثم انتقلت إلى الكونسرفاتوار وبعده درست الغناء الأوبرالي، وتعلمت اللعب على ثلاث آلات بيانو، وهيرمونيكا، وساكسفون، فالموسيقى فى واقع «ساندرا سعيد» ليست شيئا تملأ به أوقات فراغها بل مجال دراستها التى أثرت على أسلوب حياتها، سألتها ما الذى تمثله لها الموسيقى فاعتدلت فى جلستها ورفعت ذراعها وأشارت إلى وشم عبارة عن «مفتاح صول» وهو مفتاح الموسيقى ولمعت عينيها وهى تقول «المزيكا أكبر شيء فى حياتى». لم يكن ظهور ساندرا كملكة جمال أمر حدث بين ليلة وضحاها، بل احتاج للكثير من التحضير، فقد تعلمت الإتيكيت على يد «إيمان عفيفي» وواجهت خوفها من الظهور على المسرح عندما ظهرت فى أول مواسم عرض «فاشون كلاش» وهو مشروع مسرحى على طريقة «برودواى» دخل لمصر لأول مرة على يد فريق يقوده المهندس «محمود عبدربه».