يبدو أن حفل توزيع الجوائز ال86، لتكريم أفضل الأفلام وصانعيها لسنة 2013 كان حاملاً معه العديد من الحكايات والمواقف ولمسات الجمال الخاصة والجنون أيضا، حيث ظهر فيريل ويليامز بسروال قصير ومهلهل، مما جعل الكثيرين يتداولون صورته على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»، وربما أنساهم هذا أغنيته الشهيرة «هابي» ضمن استعراضات الحفل.. وفاجأت الين ديجينيرز الجميع عندما قالت إنها جائعة أثناء تقديمها الحفل وطلبت بيتزا، وسألت النجوم من يريد بيتزا.. فشجعها براد بيت وميريل ستريب.. فطلب البيتزا وقامت بتوزيعها على الحاضرين.. أما جينيفر لورانس فرغم أناقتها بفستانها الرائع سقطت أمام الكاميرات، كما حدث في حفل الأوسكار العام الماضى.. ومن المعروف أنه تم تغيير اسم المسرح الذي يقام عليه الحفل ليصبح تحت اسم «مسرح دولبي»، بدلا من «مسرح كوداك»، بعدما استحوذت عليه شركة «دولبي» عملاق الصوت في العالم, ورغم وصول مخرجة فيلم «الميدان» جيهان نجيم إلى مسرح «دولبي» بصحبة منتج الفيلم كريم عامر إلا أنهما لم يفوزا بشيء.. واحتفلت لوبيتا نيونجو بعامها الحادي والثلاثين والفوز بالأوسكار وتألقت بثوب أزرق اللون من مجوهرات من Fred Leighton، أما النجمة الشقراء كريستين بيل فقد ازدادت جمالاً مع ثوب «روبرتوا كافيللى»، أما إيمي آدامز التي تعد نجمة عام 2014 بدون منازع، فقد اختارت ثوباً كحلي اللون ضيّقاً وبقصّة الكتف العارية من «جوشى»، أما الممثلة والمغنية كريستين شينويث، فكان الذهبي ثوبها اللافت للنظر، كما ظهرت علي النجمة الأنيقة والناعمة أوليفيا وايلد آثار الحمل، فقد تألقّت بسيّد الألوان الأسود من «فالنتينو»، ونعومي واتس ارتدت الأبيض، من «كلفين كلين»، أما أزياء «كيستان ديور» فكانت من نصيب تشارليز ثيرون وجينيفر لورنس، مرّة بالأسود ومرّة بالأحمر. نجحت الأسترالية كيت بلانشيت التي تعد من أهم الممثلات - في الفوز بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي عن دورها في فيلم «Blue Jasmine»... عن قصة امرأة تخلت عن زوجها وثروته لتبدأ حياة مختلفة بالقرب من اختها في سان فرانسيسكو، ولكنها تحاول بكل قوتها المحافظة عن أحاسيسها كإمرأة ثرية، بل تبذل الكثير للعودة لتلك الطبقة المخملية وهذا ما يجعلها تقترب من الجنون والحزن الكبير.. وكيت بلانشيت التى شدت الانتباه إليها دائما بداية من دورها «الملكة إليزابيث الأولى» في فيلم «إليزابيث» «1998»، حيث ربحت جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون» وجائزة الغولدن غلوب وأول ترشيح لها، ل «أوسكار» كأفضل ممثلة. جسدت كيت دور آلف «جلادريل» في ثلاثية «سيد الخواتم» من 2001 الى 2003. جسدت كيت بلانشيت في 2004 دور كاثرين هيبورن» في «الطيار» للمخرج «مارتن سكورسيزي»، والذي جلب لها عدة جوائز، منها جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ثانوية، أعمال كيت الأخرى المشهورة تشمل بابل «2006» وإنديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستالية «2008 وفيلم حالة بنجامين بوتون الغريبة «2008»، وأخيراً «ياسمين أزرق». مذكرات بطل الفيلم الحقيقي واستحق النجم ماثيو ماكونهي إعجاب الكثيرين بأدائه اللافت للنظر في فيلم Dallas Buyers Club، الأمر الذي منحه الأوسكار.. يقول ماكونهي إنه حصل على مذكرات بطل الفيلم الحقيقي رود وودروف؛ التي كتبها قبل إصابته بالإيدز بعامين، وأنه درسها بمنتهى الدقة، ومنها تعرف على أدق تفاصيل الرجل. لذلك استمر فى الحمية دون أن يعرف متى يتوقف، ولم يكن يدري ما الوزن المطلوب فقده، لينتهي به الأمر لفقد 47 رطلًا.. وقال ان ابنته قالت له يوماً «بابا لقد أصبحت تشبه الزرافة». ومن أهم أفلامه Two for the Money مع العالمي ال باتشينو.. كان ماثيو مرشحاً بقوة ليلعب دور ليوناردو دي كابريو في أيقونة جيمس كاميرون Titanic. سبع جوئز لجرافيتى وكما توقعنا فاز فيلم FROZEN بجائزة أوسكار أفضل فيلم أينميشن ...و فاز فيلم Gravity لساندرا بولوك وجورج كلوني بجائزة أوسكار أفضل مؤثرات بصرية.. وبجائزة أفضل موسيقى تصويرية للموسيقى ستيفن برايس، وفاز المخرج ألفونسو كوارون بجائزة أفضل مخرج في أوسكار 2014 عن فيلمه Gravity، ليهزم سكورسيزي وديفيد أو راسل وستيف ماكوين، واستحق ألفونسو كوارون الجائزة لأنه لم يقدم عملاً فلسفياً مثل «سولاريس»، نسخة أندريه تاركوفسكي أساساً أو «2001: أوديسا الفضاء» لستانلي كوبريك، وقدم عملاً ترفيهياً مصنوعاً بكثير من الحرفية المبهرة مثيرا فى معالجته، لكنه به قد كبير من الانسانية، بعيد عن مانراه فى أفلام الخيال العلمي فلا وجود لوحش فضائي كما هو المعتاد ولكن مشاعر وإبهار.. وهو الفيلم الوحيد من بين أكثر 10 أفلام تحقيقا للإيرادات في 2013، الذي يترشح لجوائز الأوسكار. وبذلك يكون فيلم جرافيتى صاحب نصيب الأسد هذا العام.. وهو من بطولة جورج كلوني وساندرا بولوك ويحكي قصة الاثنين حين يجدان نفسيهما عالقين وضائعين في الفضاء، هي طبيبة «بولوك» وهو رائد فضاء «كلوني»، ويحصل ذلك حين تتعرض مركبتهما الفضائية الى وابل من الحجارة الفضائية فيعطلها بالكامل ويضطران الى الخروج لتصليحها وتبدأ المغامرة. الفيلم يركز على شخصية المرأة الطبيبة، وتدعى راين ستون بحيث تصبح مهمة رائد الفضاء الذي يرافقها ان يجعلها تعيش التجربة تقول ساندرا بولوك: «في مهنتنا تعلمنا أن الخيال هو أداة مهمة جدا، كان هناك الصوت المرافق للمشاهد والتي صورناها بدون أي تسلسل.. في البداية كانت هناك شظايا تكاد أن تخترق صدرك ويجب عليك المحافظة على جسمك في وضع معين ثم بعد خمس ثوان فقط سيكون جسمك في وضعية مختلفة ويجب أن نفعل كل ذلك بدقة متناهية حتى تكون المشاهد النهائية طبيعية».. وفاز بجائزة أحسن فيلم فيلم 12عاما من العبودية 21 Years a Slav هو فيلم دراما تم إنتاجه في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة سنة 2013.. قصة الفيلم مأخوذة من قصة حقيقية لسليمان نورثوب وهو شخص أسود حر من نيويورك يتم اختطافه من قبل البيض وبيعه إلى العبودية.. بلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالي 20 مليون دولار، تدور أحداث هذا الفيلم في منتصف القرن الثامن عشر تقريباً، و سليمان نورثوب وهو شخص يتمتع ببشرة سمراء، كان يعيش باستقلال وحرية إلى أن تم اختطافه ومن ثم بيعه لقاء مبلغ من النقود كعبد لصاحب مزرعة كبيرة. خلال الفيلم تظهر معاناة سليمان بعد تحوله من رجل حر طليق إلى عبد مأمور. أبرز الممثلين الذين شاركوا في الفيلم: براد بيت، مايكل فاسبندر، وبنديكتوست كومبرباتش، بالإضافة إلى: بول جياماتي، سارة بولسن، وجاريت ديلاهانت.. ونال الفيلم إشادة هائلة من النقاد وحصل على جائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم دراما، والبافتا وتلقى 9 ترشيحات لجائزة الأوسكار من ضمنها جائزة أفضل فيلم وجائزة الأوسكار لأفضل مخرج لماكوين وجائزة الأوسكار أفضل ممثل لإيجيوفور وجائزة الأوسكار «أفضل ممثل مساعد» لفاسبندر وجائزة الأوسكار أفضل ممثلة مساعدة لنيونج.. وفازت بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة لوبيتا نيونجو عن دورها في الفيلم، واقتنصت الجائزة من جينيفر لورانس وجوليا روبرتس في أول دور تمثيلي في حياتها... قالت لوبيتا عن دورها في فيلم 12 Years A slave: «لقد حزنت جداً من أجل تلك لشخصية وشعرت بالأسف لها، ثم أدركت أن على الكثير من العمل لأصل لنقطة أتقمص الشخصية عندها، لقد كانت بسيطة وكان كل طموحها هو توفير الاحتياجات الأساسية اليومية»... جاريد ليتو أفضل ممثل مساعد ومع المنافسة الشديدة مع الصومالي باركاد باركاد عابدي فاز جاريد ليتو بجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد في دور مساعد عن فيلم Dallas Byers Club.. هذا الممثل لفت الانظار له مع فيلم العبقري «دارين أرنوفسكي» Requiem for a Dream, وشارك فى American Psycho مع النجم «كريستيان بيل» عام 2000، وLord of War عام 2005 مع «نيكولاس كيدج»، وكان مميزا فى غريب الأطوار Mr. Nobody.. حصل السيناريست سبايك جونز علي جائزة أفضل كاتب سيناريو عن الفيلم الرومانسي Her وبذلك يكون جونز قد تفوق علي وودي ألن الذي كان مرشحا للجائزة عن فيلم Blue jasmine وكريج بورتن وميليسا والك عن فيلم Dallas Buyers Club وديفيد أوراسيل وإريك وارن سنغر عن فيلم American Hustle و بوب نيلسون عن فيلم Nebraska.. ومن يعرف سينما سبايك جونز Spike Jonze لا يتعجب من فوز فيلمه هي Her بأوسكار أحسن سيناريو وهو فيلم خيال علمي ورومانسية 2013 من تأليف وإخراج «سبايك جونز الفيلم يركز على كاتب يطور علاقة مع صوت أنثى يصدره حاسوب ذو نظام تشغيل. والميزة في اسلوب سبايك جونز, توظيف الغرابة والافكار العبقرية الفذة في افلامه المائلة إلى تيار الحداثة ما جعله يحتل مكانة رفيعة بين السينمائيين المعاصرين. وفي فيلمه Her يمزج بين الخيال العلمي والرومانسية مليئة بالأحاسيس في عصر التقنيات الحديثة طارحا موضوعاً مدهشاً من فكرته, حول مايمكن تسميته بالذكاء الاصطناعي العاطفي فيحاكي سلوك ومشاعر إنسان وهذا النظام لا يتمثل في هيئة رجل آلي بل مجرد جهاز شبيه بالهاتف المحمول. وقامت بدور الانثى الصناعية «سكارليت يوهانسون», لنعيش حالة من التواصل بين الانسان والآلى يجعلك تصدقها. وأثناء استلامه للجائزة أهداها سبايك جونز لعائلته وأصدقائه وقال إنهم من ألهموه لكتابة هذا الفيلم عندما طبلوا منه أن يكتب فيلما عن العلاقات العاطفية. الجمال العظيم وفاز الفيلم الإيطالي «The great beauty»، أو الجمال العظيم، بجائزة أحسن فيلم أجنبي، وهو من إخراج بالو سورينتينو. ويدور الفيلم حول تأملات كاتب مسن في الحياة وبحثه عن المعنى بين المجتمع الراقي الخامل في روما.. يقدّم الفيلم لوحةً بصرية متوهجة لمدينة روما المعاصرة، من خلال قصة الصحفي جب جامباردلا جسّد شخصيته النجم الإيطالي توني سيرفيلو ويحكي الفيلم عن حياة كاتب إيطالي كبير تجاوز الخمسين أو الستين من عمره، وهو أعزب ويعيش بمفرده وفي صحبة خادمة فقط. يعيش في شقة كبيرة على سطح إحدى البنايات العالية التي تطل على «الكولوزيوم» وهو أثر جميل من تلك الآثار الأركيولوجية التاريخية الرائعة التي يتدفَّق السياح على مشاهدتها في العاصمة الإيطالية روما، والجميل أن أحد السياح اليابانيين يموت فجأة في بداية الفيلم وهو يشاهد ذلك الأثر، يموت بالسكتة القلبية من فرط جمال ذلك الأثر، ومن فرط ذلك الجمال والسحر اللذين ينسكبان في الفيلم مع حركة الكاميرا التي تدور وتتأمل في جمال الأثر، وكأن المخرج الإيطالي يريد أن يقول لنا إن «من الجمال ما قتل»، ويجعلنا ذلك الكاتب في الفيلم نصطحبه في ترحاله وتجواله في شوارع مدينة روما وملاهيها ومراقصها وقصورها وحفلات الطبقات الأرستقراطية وسهراتها التي تمتدّ إلى الصباح الباكر، وتضم أجناساً وأنماطاً عجيبة غريبة من البشر،ويتيح لنا هكذا فرصة الالتقاء بهم والتعرَّف إلى عوالمهم وجنونهم وأفكارهم، بل وحتى اطفالهم، وبقدر ما يبدو لنا الفيلم تشريحاً للبرجوازية الإيطالية، فهو أيضاً كما لو كان تشريحا لمدينة روما.. الفيلم من أهم الاعمال التى عرضت فى مهرجان كان وفاز أيضا بالجولدن جلوب.