الحديث عن كشف الحساب لمجلس النواب فى 2016 يؤكد أن هناك نجاحات تشريعية فى إصدار أكثر من مائة قانون، وأيضا هناك إخفاقات رقابية باستثناء قضية فساد القمح وتعرض المجلس خلال هذا العام للعديد من المواقف الصعبة والأزمات، إلى جانب ظاهرة الغياب البرلمانى للأعضاء والشكوى الدائمة للدكتور على عبدالعال وأيضا وعود برلمانية صدرت من فوق المنصة لم تنفذ. ولعل فى مقدمة وعود المنصة التى لم تر النور الوعد الخاص بإعلان ونشر أسماء النواب الغائبين عن حضور الجلسات ولم تنشر الأسماء حتى الآن، وأيضا الوعد الخاص بعقد جلسة سرية لمحاسبة بعض النواب الذين استعدوا منظمات خارجية على مجلس النواب وأيضا عدم صدور قرارات لجنة القيم بشأن تجاوزات بعض النواب داخل المجلس وخارجه.. وكشف الحساب البرلمانى يتضمن استقالة وحيدة تم قبولها وهى للنائب المعين المستشار سرى صيام ومازال مقعدة شاغرًا وإسقاط عضوية وحيدة للنائب توفيق عكاشة بسبب لقائه مع السفير الإسرائيلى، كما ودع المجلس ثلاثة نواب من الرجال ونائبة وحيدة، وشهدت بعض اللجان تغييرا فى رؤسائها وأبرزها حقوق الإنسان والإسكان والعلاقات الخارجية والشئون الإفريقية والاتصالات وقيادة جديدة تولت ائتلاف دعم مصر. الحكم للرأى العام وكما يقول الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس فإن كشف حساب عام 2016 نطرحه لدى الرأى العام وهو الوحيد الذى نقبل حكمه على ما قدمه المجلس من أعمال برلمانية وما أصدره من تشريعات، ولعل أبرز ما فى كشف الحساب لهذا العام هو التزام المجلس باحترام الدستور فى كل أعماله خلال عام 2016 والدليل أن جميع التشريعات التى أرسلت لمجلس الدولة أكد دستوريتها ولم يقدم أى طعن دستورى ضد القوانين التى صدرت عن المجلس. وذكر رئيس مجلس النواب أن كشف حساب عام 2016 يظهر بشكل كبير انحياز المجلس للطبقات الفقيرة، وإلى خطط الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، حيث أصدرنا قوانين الخدمة المدنية والقيمة المضافة وقانون الجمعيات الأهلية وبناء وترميم الكنائس والتنظيم المؤسسى للصحافة والإعلام وسلامة الغذاء كما مارس النواب حقهم الدستورى فى تقديم العديد من مشروعات القوانين. قانون الشباب ويرى النائب محمود حسين وكيل لجنة الشباب والرياضة، أن كشف حساب مجلس النواب فى عام 2016 بالتأكيد لن يحظى بقبول جميع المصريين ولكن الغالبية من المصريين لديهم قناعة ورضاء بما تم تحقيقه فى هذا العام، خاصة أن المجلس واجه تحديات عديدة وكان فى سباق مع الوقت لإنجاز العديد من الاستحقاقات الدستورية. وذكر محمود حسين أن كشف الحساب البرلمانى يحسب لأعضاء المجلس جميعا أغلبية ومعارضة، ونحن نستعد للعام الجديد فلدينا مشروعات قوانين هامة فى مقدمتها قانون الشباب الذى أوشكت اللجنة على إعداده للصدور فى أوائل عام2017 حتى يمكن تصحيح مسار مجال الشباب والرياضة وأن تعود الجماهير لمدرجات الملاعب فى العام الجديد. روح التوافق البرلمانية ويؤكد الدكتور أيمن أبوالعلا عضو الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، أن العام الأول فى عمر مجلس النواب من أصعب الأعوام ويكفى أن روح التوافق البرلمانية كانت سائدة فى هذا العام، وقد حرصنا داخل الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار صاحب أكبر عدد من النواب بين الأحزاب على هذا التوافق حرصًا على استمرار مسيرة الدولة المصرية ومساندة الرئيس. وذكر أنه فى مقدمة كشف حساب عام 2016 تولى نائب فى المعارضة وليس الأغلبية رئاسة لجنة حقوق الإنسان لتصحيح مسار هذه اللجنة وصدور قانون ترميم الكنائس والجمعيات الأهلية، وأيضا الزيارات البرلمانية الخارجية للتصدى لحملات الهجوم على مصر من جانب جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها. غياب الحزبية ويرى النائب عبدالسلام الخضراوى نائب شبرا الخيمة، أن كشف حساب مجلس النواب فى عام 2016 كمًّا وكيفًا حقق تطلعات غالبية المصريين خاصة ممارسة أعمال الرقابة على الحكومة وتشكيل لجان تقصى حقائق فى قضايا هامة منها فساد صوامع القمح وموضوع السيول، وطرح قضايا رفع الأسعار ومشاكل البيئة وأصحاب المعاشات على بساط البحث البرلمانى. وذكر أن أهم ظاهرة فى عام 2016 هى غياب الحزبية والتعصب الحزبى تحت القبة، وأن جميع النواب كانوا يعملون تحت راية مصر وعلم مصر لأن النواب أدركوا خطورة المرحلة التى تمر بها مصر والتحديات الداخلية والخارجية، ويكفى أن مقر المجلس قبلة العديد من قادة ورؤساء العالم خلال زياراتهم لمصر تقديرًا منهم لدور ومكانة البرلمان المصرى. إسقاط حرب الشائعات ويشير عصام فاروق نائب المنيل المستقل وعضو ائتلاف دعم مصر، إلى أن المجلس عبر عام 2016 بسلام وتخطى الأزمات التى تعرض لها وأبطل مفعول العديد من الألغام السياسية، وتم استقرار الوضع تحت القبة بعد التشكيل القانونى والسياسى لائتلاف دعم مصر الذى يقود الأغلبية تحت قبة المجلس ونجح فى تحقيق التوافق مع جميع الكتل البرلمانية الأخرى. وذكر عصام فاروق أن البعض يحاول التربص بالمجلس أو بنوابه ونشر الشائعات ومنها ما حدث معى بشأن اقتراحى تدريس مادة للتربية الدينية تضم الطلاب المسلمين والمسيحيين معا دون إلغاء مادة تدريس الدين الإسلامى، كما أشاع البعض ذلك ولعل حرب الشائعات التى تعرض لها المجلس هى أخطر ما حدث فى عام 2016، وإسقاط حرب الشائعات من العلامات البارزة فى كشف حساب 2016.