سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"داعش" الراعي الرسمي للدهس.. على طريقة "نيس" إرهابي يكرر نفس السيناريو ويقتل 12 شخصًا في "برلين".. "الشيخ": التنظيم ينتقم من أوروبا بعد تضييق الخناق عليه
لا تزال جولات الإرهاب المنتقلة بين دول العالم تفتك بأرواح الأبرياء، مستمرة، ولا يزال تنظيم "داعش" الإرهابي ينفذ تهديدات أمير التنظيم أبو بكر البغدادي، بشأن تحريض عناصره في التنظيم على شن هجمات إرهابية وعمليات طعن، موجهًا إلى العواصم الأوروبية المشارِكة في التحالف الدولي، كما شجّعهم على شن هجمات فردية في ألمانيا والنمسا عبر استهداف من سمّاهم كفارًا داخل منازلهم، حيث جاء هذا التهديد ليؤكد أن داعش ما زال يمتلك أنصارًا ومقاتلين في ألمانيا أو في دول قريبة لتنفيذ عمليات إرهابية في ألمانيا، وما حدث، أمس الإثنين، من حادث الدهس من خلال شاحنة استهدفت المارين في أسواق أعياد الميلاد ببرلين، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا و48 آخرين، والتي تبنَّاها تنظيم "داعش" الإرهابي، لم تكن هى أولى العمليات الإرهابية في ألمانيا، فمنذ خمسة أشهر ماضية تبنَّى تنظيم "داعش" هجومًا على ركاب قطار بألمانيا شنّه لاجئ أفغاني بساطور وسكين، ونتجت عنه إصابة 4 أشخاص. ففي الوقت التي كانت ترعى فيه الدول الأوروبية الإرهاب والإرهابيين وتفتح لهم أبوابها وتقدِّم لهم كل سبل الراحة، كانت أيضًا فرصة سانحة للجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، للعبث بأمن أوروبا وسفك دماء المواطنين والدخول إلى عقر دارها، حيث يسعى تنظيم "داعش" الإرهابي إلى تعويض خسائره في سوريا والعراق وليبيا، مما دفع التنظيم لتجديد العمليات المسلحة ووضع ما يُعرَف بالمسارات البديلة من خلال نقط ارتكاز داخل أوروبا، وبحسب ما أكدت مصادر خارجية واستخباراتية وتقارير مختلفة أن "داعش" لديه نقط ارتكاز في مدينة ميونخ بألمانيا، ومولينبك في بلجيكا. وقد أشار تقرير للمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية عن تفسير حرص تنظيم "داعش" على تركيز هجماته على كل من ألمانياوفرنسا في ضوء اعتبارات عديدة تتمثل استغلال تدفق اللاجئين إلى الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا، حيث تبنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سياسة مختلفة نسبيًّا عن تلك التي اتبعتها بعض الدول الأوروبية في التعامل مع اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط، ما أدى إلى وصول عدد اللاجئين والمهاجرين لألمانيا خلال عام 2015 إلى نحو مليون ومائة ألف شخص، بشكل يزيد، وفقًا لتقديرات عديدة، على عدد اللاجئين إلى ألمانيا خلال 2014 بمقدار خمسة أضعاف، إضافة إلى أن بدء تركيز التنظيم على أسلوب "الذئاب المنفردة" في تنفيذ عمليات إرهابية يصعب رصدها قبل وقوعها، وهو ما يبدو جليًّا في العمليتين الأخيرتين التي وقعتا فى ألمانيا، إضافة إلى تصاعد دور ألمانيا في الحرب ضد الإرهاب، ومشاركتها في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. في هذا الصدد قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن دخول ألمانيا دائرة الإرهاب المغلقة، وزيادة العنف الموجَّه إليها، ودول أوروبا بشكل عام، نتاج طبيعي لتضييق الخناق على تنظيم "داعش" الإرهابي في الموصل وحلب تحديدًا. وأوضحت الشيخ، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن ألمانيا كانت ولا تزال معقل المتطرفين، وما حدث في برلين، أمس، من دهس المواطنين على غرار ما حدث في فرنسا من قبل، هو محاولة انتقام تنظيم "داعش" من الدول الأوروبية المشارِكة في التحالف الدولى، والتي كانت ترعى الإرهاب من قبل، والآن تعد عاملًا مساعدًا لتضييق الخناق عليه في معاقل نفوذه. ورأت أستاذ العلوم السياسية أن توقيت الحادث يمثل عاملًا مهمًّا لدى التنظيمات التكفيرية في تنفيذ العمليات الإرهابية، ومن ثم كان اختيار "داعش" تنفيذ حادث الدهس في أوقات عيد الميلاد، متوقعًا؛ وذلك لما لها من نتائج مؤثرة على الدول، وهذا ما سعى إليه التنظيم. ولفتت إلى أن التنظيم أصبح يلجأ للأدوات التقليدية والبسيطة في تنفيذ العمليات الإرهابية، والابتعاد عن الأسلحة الثقيلة، ولا سيما أن ذلك ييسر على التنظيم تنفيذ العمليات الإرهابية ويكبد الدول الأوروبية خسائرة مستمرة، ويمثل خطورة بالغة.