سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوروبا في دائرة انتقام "داعش".. التنظيم يهدد بعمليات في نهاية العام.. باحث: "لواء الأجانب" ورقة لإعلان الحرب على منطقة اليورو.. أستاذ علوم سياسية: محاولة لخلق فزاعة جديدة
عندما تفقد منظمة إرهابية بحجم "داعش" الإرهابية سيطرتها على الأرض وزخم المعركة، خاصة بعد دحر التنظيم في معاقل نفوذه سواء في سرت بليبيا أو معركتها في الموصل وتتراجع بشكل واضح، فإن التنظيم يلجأ إلى توعد الغرب بتوجيه هجمات لضرب أوروبا خلال المرحلة القادمة خاصة مع احتفالات العام الجديد، على سبيل الانتقام من دول التحالف التي جعلت التنظيم يخسر الكثير من معاقله سواء في سوريا والعراق أو ليبيا، فبرغم القصف المكثف الذي يتلقاه التنظيم منذ عام 2014، إلا انه مازال قادر على الاستفادة من مجموعات فرعية صغيرة نسبيا تضم أكثر من 5000 أوروبي انضموا إلى القتال في سوريا، والتي تسهل على التنظيم مواصلة عملياته الإرهابية في أوروبا. فمع اتجاه التنظيم نحو الخلايا الفردية "الذاتية" على غرار "الذئاب المنفردة"، إذ يقوم الشخص باختيار الهدف والتوقيت وبتمويل ذاتي، فان "داعش" يسعى إلى تنفيذ عمليات واسعة بالتوازي مع هذا النمط الجديد من "الجهاد الاكتئابي" والخلايا الذاتية، لتبقى اوروبا في مرمى تنظيم داعش رغم ماتتخذه من عمليات امنية واستخباراتية وقائية، ويبقى هذا النوع من العمليات قابلا لأن يتكرر عدة مرات خلال هذه المرحلة، وهذا يعني ان مواجهة ومحاربة التنظيم تحتاج الى خيارات ومعالجات حقيقية تقوم على جهود مكافحة التطرف والارهاب جذريا إلى جانب الخيار العسكري والأمني. خسائر مثلث العمليات في البداية، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد عطا، إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وضع ما يعرف بالمسارات البديلة؛ لتعويض خسائره في مثلث مسح العمليات، وهو سرت الليبية والفلوجة والموصل العراقيتان والساحة السورية. وأضاف "عطا"، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم الإثنين، إن هذا المثلث دفع ب "أبوبكر البغدادي" إلى أن يجدد العمليات المسلحة من خلال نقاط الارتكاز التي تنتشر في منطقة اليورو وهي دول الاتحاد الأوروبي، وحسب ما اكدت مصادر خارجية واستخبراتيه وتقارير مختلفة، فإن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لدية نقاط إرتكاز في مدينة ميونخ في ألمانيا، ومولينبك في بلجيكا، وهي المدينة التي خرج منها مجموعة "نجم العشراوي"، وهي المجموعة التي قامت بتفجير مطار بلجيكا بعد تجنيد أحد موطفي المطار وهو "يوسف العجمي". وأوضح أن في باريس وتحديدًا جنوبفرنسا حيث تنتشر مجموعة السلفية الجهادية، كما جاء على لسان وزير الخارجية الفرنسي، وهم من الجزائر والمغرب وتونس، ويغلب عددهم عشرون ألفًا، الذين تم تجندهم لتنظيم "داعش" وتمويلهم وتدعيمهم، ومنهم مجموعة صلاح عبد السلام ومجموعة الفرنسي المغربي "عبد الإله حيمش" وهو مسؤول لواء الأجانب داخل أوروبا ويبلغ تعدادهم 300 مقتال سوف يعتمد عليهم "داعش" لإعلان الحرب على منطقة اليورو خلال المرحلة القادمة بداية من الكيرسماس القادم. لواء الأجانب ولفت الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن عبد الإله حيمش، هو مسؤول العمليات القتالية داخل أوروبا، وتحديدًا فرنسا، والذي خلف صلاح عبد السلام الذي تم القبض عليه بعد عملية مسرح باتكلا، مضيفًا أن كل هذه التنويعة ونقاط الإرتكاز من العناصر السلفية الجهادية التي انضمت إلى داعش، ويقوم "أبو بكر البغدادي" بتموليهم وتدعيمهم وتدريبهم ومعظهم قد شاركوا في جبهتي الشام والعراق كمقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وعادوا مرة أخرى، وبالتالي سيكون لهم دور هام في اتجاهات قتالية مختلفة عن أسلوب الذئاب المنفردة الذي استخدمه التنظيم خلال الفترة الماضية. وأشار أحمد عطا، إلى أن التنظيم الآن يعلن الحرب من خلال ما يعرف ب "لواء الأجانب" المقاتل وهو ورقة "داعش" لإعلان الحرب على منطقة اليورو، والذي يتزعمه عبد الإلة حيمش، متوقعًا أن التنظيم سيتحرك وفقًا لتكتيك مختلف معتمدًا على تكنولوجيا رفيعة المستوى ومعلومات استخبراتيه نظرًا لإنتشار عناصره في عدد من المؤسسات الأوروبية. تشتيت العالم وفي سياق متصل، رأى طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الخطاب السياسي والإعلامي الأخير لتنظيم "داعش"، يتجه إلى محاولة خلق فزاعة جديدة في أوروبا، وأن العمليات التي تتم في الموصل والرقة وتراجع التنظيم ستؤدي إلى انفجار التنظيم خارج الشرق الأوسط. وأوضاف فهمي، أن وضع التنظيم لهولندا وإسبانيا وفرنسا على القوائم المستهدفة الفترة القادمة، وذلك من خلال مجلة "دابق" التابعة للتنظيم، موضحًا أن التنظيم بذلك يوجه رسالة مباشرة للدول الأوروبية باستهدافها. ولفت إلى أن رغم الأزمات التي مر بها التنظيم والخسائر التي تكبدها، إلا انه لا يزال قادر على القيام بعمليات نوعية وتوجيه ضرباته للغرب، كما حدث من قبل في باريسوألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية. وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ان الهدف من اتجاه "داعش" إلى الغرب هو تشتيت الرؤية الأمنية والدولية والاستراتيجية والاستخباراتية، وجزء آخر مرتبط بمحاولة تأكيد وجوده في أوروبا، مشيرًا إلى أن سيبقى المخطط الأخير لتنظيم "داعش" في إقامة إمارة سلامية على الأرض في بعض المناطق في أوروبا، وفي حالة نجاح التنظيم في السيطرة على أي منطقة أوروبية خاصة في مناطق الحدود سيكون نجاح كبير له، مؤكدًا أن التنظيم لن ينتهي بالخروج من الموصل وخسارة المواجهه في الشرق الأوسط.