يحزنني ذكرى أنني بنت بلا ضفائر وبلا مراهقة وبلا ولد يثقب نافذتي بالزهور أنا دمية العشرين أرملة أبي أفرد البنكيك على قلبي كل صباح لأطمئن العصافير فى ديوانها الأول “,” على كرسى هزاز“,” الحاصل على جائزة ملتقى القاهرة الثاني لقصيدة النثر عن أفضل ثلاثة دواوين عربية، أطلت الشاعرة الشابة عزة حسين على العالم بتوتراته وتناقضاته، دون أن تسعى لتغييره بأية طريقة، مكتفية بالفرجة على ذاتها وتاريخها المفعم بالخسارة والفقد والخيبات المتكررة، جالسة تتأمل كل شيء من فوق كرسيها الهزاز الذي يقطن في ركنه القصي، وتستعيد خيباتها عن تجربتها الشعرية تقول عزة: تجربتي الشعرية بدأت قبل أن أعرف القراءة والكتابة من خلال ارتباطي بسماع الشعر عبر أغنيات الجدات، والجارات المسنات، وبالطبع في أغنيات برامج الأطفال التي لم يفلت أي منها مني، وأغنيات الأعراس، كل هذا كان بالنسبة لي الشعر في تجلياته الأولى، وحين التحقت بالكتاب الملاصق لبيتنا في القرية لأحفظ القرآن، كان ذلك تجلياً أكبر وأكثر روعة لمفهوم اللغة والموسيقى والأدب وحتى الايديولوجيا، الى أن ذهبت الى المكتبات وقرأت، فكان ذلك بداية انفصالي عن عالم الطفولة الى البحث الغائر في التاريخ الحكائي الخيالي للكون، فعشقت الأدب عموماً والشعر خصوصاً وكتبت قصائد لحفلات المدرسة ولمناسبات الأسرة وللقضايا الكبرى، كل هذا كان ما قبل مرحلة الجامعة، ثم تلا ذلك مرحلة التقائي بشعراء أكبر مني ومفهومهم عن الشعر أحدث، حدثوني عن قصيدة النثر، وعن شعريتها المراوغة ومبناها الذي هو أقرب للشعر من القصائد العمودية، لكنني رفضت ذلك. ولكن كيف تحولت قراءة الشعر لديك الى كتابة وابداع.. سؤال أجابت عنه عزة حسين قائلة بعد هذه القراءات وغيرها حاولت أن أكتب قصيدة نثر، وكتبت ومحوت قصائد كثيرةٍ لأنها كان ينقصها الشعر، الى أن فجعت بموت أبي المفاجئ وأنا في السنة الثانية بالجامعة، وكان علي الاختيار بين الكتابة والجنون والانتحار، واختار لي الله الأولى، فكتبت قصيدةً بعنوان “,”تفاصيل الحنين“,” هي عصر الفقد المر، وبعدها والى الآن تقريباً امتدت التجربة وزادت القصائد قليلاً لكن ظلت تيمة الفقد هي المركز، فنصحني أصدقائي بأن تخرج هذه التجربة الوجدانية في ديوان يخلصني من كل ما بها من أوجاع وذكريات وقد كان..