لم يحلم أحد سوى بحياة كريمة، لكن الواقع يصدم الجميع ويحطم تلك الأحلام، هذا هو حال أهالى جزيرة "منيل شيحة" إحدى أكبر قرى مركز أبوالنمرس بالجيزة، ونظرا لموقعها الجغرافى المتميز بنى الأثرياء القصور فى مواجهة الاطلال المائية المواجهة لمنطقة المعادي، وأصبحت مكانا لأغلى القصور الحديثة فى مصر. ورصدت كاميرا "البوابة نيوز" الحالة المزرية بالمنطقة، حيث يعانى الأهالى من عدم وصول مجارى صرف صحى حتى الوقت الحالي، واعتمادهم على الطرنشات، وغرق الشوارع بسبب مياه الصرف التى تصل لأعلى درجاتها فى فصل الصيف. وقالت أم محمد: إن مياه الطرنشات التى تصل لمستويات عالية فى المنازل، أدت إلى ضرب كابل الكهرباء، قائلة: "فى لحظة ابنى كان هيموت.. وقايمين على ميه ونايمين على ميه". وتابعت أن حالتهم المادية لا تساعدهم على تأجير جرار لإخلاء الطرنش يوميا بتكلفة خمسين جنيها.. وأنا بربى ولدين أيتام ومش ملاحقة مصاريف.. البلد متأخرة ومفيش مجارى عندنا، مطالبة المسئولين بضرورة النظر إلى حالهم وإدخال المجارى للمنطقة. وأضاف عبدالله شحتة، أحد السكان: "إحنا تعبانين وبنموت فى الجزيرة ومحدش بيسأل فينا"، لافتا إلى أنه تقدموا بطلب لإدخال المجارى للمنطقة منذ 14 سنة وقاموا بدفع التكاليف، مؤكدا أن نسبة كبيرة من أهالى المنطقة يعانون من مرض الفشل الكلوى بسبب المياه السيئة والطرنشات، مشيرا إلى أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى لكن دون جدوى. وأكدت أم ياسمين، أن ابنتها البالغة من العمر 10 أعوام اصيبت بالتهاب الكبد الوبائى بسبب الطرنشات وغير قادرة على علاجها، متابعة: "البلد مبتتقدمش وقدمنا شكاوى وروحنا للمجلس المحلى ومحدش بيسأل فينا ولو متنا محدش هيسأل فينا"، مطالبة المسئولين بضرورة النظر إلى أحوالهم، قائلة: "ولادنا بيموتوا". من جانبه، قال محمد شديد مشرف مشروع الصرف الصحى بالجزيرة: إن "بيارة" الصرف الصحى المتواجدة فى المنطقة يصب فيها الصرف الصحى التابع لثلاث قرى هي: "منيل شيحة، العرب، طموه" ويتم توجيه البيارة إلى منطقة ترسا وهى المنطقة المركزية. وأكد أن البيارة متوقفة بسبب بعض الأهالى المتواجدين بالقرب منها بسبب الرائحة الكريهة، وخوفا على منازلهم من الانهيار، فضلا عن عدم وجود مرتبات من الشركة التى تم تسليم المشروع لها، لافتا إلى أن المشروع كان تابع لشركة عثمان أحمد عثمان، وبعدها تم انتقاله إلى شركة الفردوس عام 2008م. وأضاف عبدالرحمن أحد العاملين بشركة الفردوس: لا يوجد رواتب بالنسبة للعاملين فى المشروع، وقد علموا بذلك من العمال المتواجدين فى الموقع وكانوا يعملون لمدة 4 شهور ولم يحصلوا على رواتبهم، لافتا إلى أنهم يقومون بجمع معداتهم نظرا لتوقف العمل فى المشروع الذى كان من المفترض أن ينتهى بنهاية عام 2014، ولكن يبقى الحال على ما هو عليه.