التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    ضربة لترامب، قرار قضائي بعدم قانونية نشر الحرس الوطني في واشنطن    على طريقة استسلام ألمانيا، تفاصيل أبرز بنود الخطة الأمريكية للسلام في أوكرانيا    إحالة المتهم بقتل مهندس كرموز ب7 رصاصات في الإسكندرية للمحاكمة الجنائية    إصابة 4 أشخاص في انقلاب توك توك بطريق تمي الأمديد في الدقهلية    عازف البيانو العالمي لانج لانج: العزف أمام الأهرامات حلم حياتي    أحمد السقا ومحمد رمضان يغنيان ويرقصان في حفل توزيع جوائز "ذا بيست" بالأهرامات (فيديو)    لأسباب إنتاجية وفنية.. محمد التاجي يعتذر عن مشاركته في موسم رمضان المقبل    بعد 28 عاما على وفاتها، الأميرة ديانا تعود إلى "متحف جريفين" في باريس ب"فستان التمرد" (صور)    القرنفل.. طقس يومي صغير بفوائد كبيرة    الكويت تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على غزة وتدعو لتحرك دولى عاجل    حكام مباريات السبت في افتتاح الجولة الرابعة عشرة بالدوري المصري    نائب رئيس الألومنيوم يعلن وفاة مدرب الحراس نور الزاكي ويكشف السبب    سبب غياب راشفورد عن تدريبات برشلونة    بنك مصر والمجلس القومي للمرأة يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز الشمول المالي وتمكين المرأة    كاسبرسكي تُسجّل نموًا بنسبة 10% في المبيعات وتكشف عن تصاعد التهديدات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط    تجديد حبس سيدتين بسبب خلاف على أولوية المرور بالسلام    تجديد حبس المتهمين بسرقة طالب بأسلوب افتعال مشاجرة بمدينة نصر    البابا في احتفالية "نيقية.. إيمان حي": العروض كشفت جمال التاريخ ودورنا في حفظ الوديعة التي سلّمها القديسون عبر العصور    بدء التصويت بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 في نيوزيلندا    سلام أم استسلام.. تفاصيل الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.. رفع العقوبات عن روسيا.. عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.. إجراء انتخابات أوكرانية.. وإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت سيطرة موسكو    زيلينسكي يؤكد دعم أوكرانيا لمبادرة السلام الأمريكية    بعد علاقة دامت 10 سنوات، إعلان موعد زواج النجمين شين مين آه وكيم وو    حماس تتهم إسرائيل بدفع الخط الأصفر غربًا ونزوح واسع    مستوطنون يشعلون النار فى مستودع للسيارات بحوارة جنوبى نابلس    ستارمر يستعد لزيارة الصين ولندن تقترب من الموافقة على السفارة الجديدة بدعم استخباراتي    وزير الرياضة يطمئن على وفد مصر في البرازيل بعد حريق بمقر مؤتمر المناخ    وزير السياحة يتابع الاستعدادات النهائية لتشغيل منظومة التأشيرة بالمطارات    مصرع 4 أشخاص إثر حادث تصادم سيارتين بالبحيرة    مصرع شخص وضبط 2 آخرين في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بقنا    مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع بدعم نتائج إنفيديا    دعما للمنتخبات الوطنية.. وزير الرياضة يلتقي هاني أبو ريدة في مقر اتحاد الكرة    "عائدون إلى البيت".. قميص خاص لمباراة برشلونة الأولى على كامب نو    ضياء السيد ل dmc: الرياضة المصرية بحاجة لمتابعة دقيقة من الدولة    ستاد المحور: جلسة مرتقبة في الزمالك لتجديد عقد عمر عبد العزيز    أشرف زكى يشيد بحفاوة استقبال سفير مصر فى عمان خلال مشاركته بمهرجان الخليج    نقابة المهن التمثيلية تحذر من انتحال اسم مسلسل كلهم بيحبوا مودى    شريهان أبو الحسن تفوز بجائزة أفضل مذيعة منوعات عن برنامج ست ستات على قناة DMC    ستاد المحور: الاتحاد السكندري يقترب من استعارة يوسف أوباما من بيراميدز في الميركاتو الشتوي    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    غلق باب الطعون الانتخابية بعدد 251 طعنا على المرحلة الأولى بانتخابات النواب    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن رسميا انطلاق التصويت بالخارج من دولة نيوزيلندا    هل يوجد عذاب للقبر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    حقيقة إلغاء انتخابات مجلس النواب وتأجيلها عام كامل؟.. مصطفى بكري يكشف الحقائق    ثلث القيمة يختفى فى أسابيع |انهيار قياسى للعملات المشفرة    هل تؤثر عدم زيارة المدينة على صحة العمرة؟ أمين الفتوى يُجيب(فيديو)    احتفالية مستشفى الناس بحضور سفراء ونجوم المجتمع.. أول وأكبر مركز مجاني لزراعة الكبد بالشرق الأوسط "صور"    أطعمة تعيد التوازن لأمعائك وتحسن الهضم    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا    الوكيل: تركيب وعاء أول مفاعل نووي ينقل مشروع الضبعة من مرحلة الإنشاءات إلى التركيبات    محافظ القليوبية يُهدي ماكينات خياطة ل 15 متدربة من خريجات دورات المهنة    الجبهة الوطنية يكلف عبد الظاهر بتسيير أعمال أمانة الجيزة عقب استقالة الدالي    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    طقس الإسكندرية اليوم: ارتفاع تدريجي فى درجات الحرارة.. والعظمى 27 درجة مئوية    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرب على الأضرحة.. معركة "داعش" ضد "الصوفية" في سيناء
نشر في البوابة يوم 13 - 12 - 2016

رجال «البغدادى» يهددون أتباع «الجريرية الأحمدية» و«العلاوية»
أبناء الصوفية: مستعدون للمواجهة تحت «راية الدولة»
اجتماعات ل«حماة آل البيت» لبحث حماية منازلهم
تحذيرات من «مواجهات أهلية دموية» بين الطرفين
ليست الكنائس وحدها مستهدفة كما حدث للكاتدرائية أمس الأول، وليس العمل الإرهابى الذى استهدف مسجد السلام الجمعة الماضى، عملية خارج سياق المخطط الدنىء الذى يستهدف الوطن بأسره.
ففى حين أن دماء الأقباط والمسلمين تختلط فى الجريمتين، بدأ تنظيم الدولة «داعش» يسكب الزيت على نيران حرب طائفية أخرى فى شبه جزيرة سيناء، بعدما أعلن استهداف المتصوفة الذين يشكلون نحو 60% من سكان أرض الفيروز.
ما الذى يراد أن تصير إليه الأوضاع فى مصر؟
أى مخطط خبيث لسحبها إلى أعماق الطائفية، وهى التى استمدت ملامح شخصيتها من التسامح والوسطية؟
الإرهاب يتربص.. والخطاب الجاهلى يكفر الأخ القبطى، ومن ذلك دعاوى جماعة الإخوان إلى مقاطعة المسيحيين، وعدم الشراء من متاجرهم، لكن الأمر ليس مقتصرًا على الأقباط، فمن استهداف مسجد إلى تكفير الأزهر الشريف وصولًا إلى إعلان الحرب على الصوفية.. وهكذا تتفتت البلاد إلى قبائل تستعيد سيرة «داعس والغبراء»، ويصبح الشعار: «هيا نقتل».. لا «هيا نبنى».
من ليس معنا فدمه حلال.. ليس غريبًا إذن أن يُكفّر «دواعش سيناء» المتصوفة، وفق ما جاء فى مجلة «النبأ» الإلكترونية التابعة للتنظيم الإرهابى فى العراق، على لسان إرهابى ذميم، لم تحدد المجلة اسمه، واكتفت بالقول إنه «أمير الحسبة فى ولاية سيناء».
فى الحوار الذى أجرته المجلة، الخميس الماضى، يقول الإرهابي: «إن ديوان الحسبة يمارس نشاطه ووظيفته على أرض الواقع، وقد تصدى لكثير من مظاهر الفساد، مثل تهريب المخدرات، فضلًا عن دوره فى محاربة مظاهر الشرك والبدع مثل السحر والكهانة.. وأيضًا التصوف».
وهدد الإرهابى الصوفية بجميع طرقها بحرب تجتثهم من شبه الجزيرة، قائلا: «لقد انتشر الشرك بالله فى الطرق الصوفية بشكل كبير، حتى هرم عليه الكبار، ونشأ عليه الصغار، فاشتدت المصيبة، وهم يعتقدون النفع والضر فى الأموات، ويستغيثون بهم، ويتخذونهم وسائط إلى الله، كما يتبعون طواغيتهم وشيوخهم فى باطلهم ويؤدون لهم السمع والطاعة فى القول والفعل».
وقال: «الطرق الصوفية واقعة فى الشرك، يقدسون ابن عربى والحلاج، وغيرهما من أئمة الكفر والضلال»، معتبرًا «الطريقة الجريرية أشد الطرق كفرًا وأكثرها علاقة بالروافض».
ومضى يقول: «أتباع الطريقة الجريرية يقدسون الأضرحة، ويقرأون كلامًا يحتوى على ألفاظ شركية، مثل الاستغاثة بالنبى وطلب الشفاعة، كما أن مشايخ الصوفية على علاقة بأجهزة الدولة الكافرة، ومنهم سليمان أبوحزار الذى يحمل لقب شيخ وهو دجال».
وبرر جريمة قتله ذبحًا مؤخرًا قائلا: «مجاهدو تنظيم الدولة قبضوا عليه مع قطيفان بريك لأنهما كاهنان يدعيان علم الغيب، وكان أبوحراز من رؤوس الطريقة الجريرية الصوفية، وثيق الصلة برجال الأمن، وقد حكم القاضى الشرعى للتنظيم عليهما بقطع الرقبة بلا استتابة».
إلى هنا تنتهى تصريحات الإرهابى الداعشى، لكن بالطبع ردود الفعل عليها لا تنتهى، حيث أثارت مخاوف أتباع الطرق الصوفية فى شبه الجزيرة، وأكد قيادات صوفية هناك أن الدواعش قرروا فتح جبهة صراع طائفى جديد معهم، بما يغرق أرض الفيروز فى بحور من الدماء.
وتصل نسبة المنتمين إلى الطرق الصوفية فى سيناء إلى ما نحو 60٪ من السكان، وتنقسم الصوفية إلى طريقتين بشبه الجزيرة، وهما الطريقة الجريرية الأحمدية، والطريقة العلاوية.
ولأتباع الطريقة الجريرية تاريخ وطنى مشرف، وكان لهم دور بارز فى مساندة القوات المسلحة خلال حربى الاستنزاف والسادس من أكتوبر، وكان شباب الصوفية يقاتلون بضراوة فى حرب الاستنزاف، ما أدى إلى حصولهم على نوط الامتياز من رئيس الجمهورية تقديرًا لما أسدوه للوطن من خدمات، وما أراقوه من دماء.
وأقام أتباع الجريرية أكثر من مائتى مسجد بالجهود الذاتية، وبجوار كل منها دار عامة يجتمع فيها أبناء الحى، ويتدارسون القرآن الكريم والسنة المشرفة.
أما الطريقة العلاوية فهى مدرسة من المدارس الصوفية المنتشرة فى العالم وتجسد علم التصوف أو علم السلوك، الذى يهتم ببناء الإنسان بدنيًا وعقليًا وروحيًا.
وتركز العلاوية على نبذ الأحقاد والضغائن وزرع المحبة والتسامح فى القلوب وإصلاح ذات البين فى كثير من المنازعات الأمر الذى نقل المجتمع من الجاهلية الظلماء إلى نور الإسلام الوضاء، حسب تعبير مشايخ الطريقة.
وكان الشيخ خلف الخلفات، الذى يقدره أتباع الطريقة تقديرًا كبيرًا، له دور بارز فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلى، حيث أشرف على تأسيس مجموعات فدائية لاستنزافه انطلاقًا من شبه الجزيرة، وقدمت الطريقة الشهداء بأعداد كبيرة فى الحروب المتتالية ضد المحتل.
وللطريقة زوايا فى قرى الجورة والملافية والمقاطعة والظهير والشلاق والنصايرة بمدينة الشيخ زويد وأبوطويلة ورفح.
وقالت قيادات صوفية ل«البوابة» إن تهديدات تنظيم الدولة الإرهابى قد تم أخذها على محمل الجد من قبل أتباع الطرق، وهناك طوابير طويلة من شباب الصوفية من المستعدين للشهادة فى سبيل عقيدتهم.
وشددت على أن «الصوفية لن تقف مكتوفة الأيدى أمام التهديدات الداعشية، ولن تسمح باستهداف مساجدها وساحات الأضرحة الخاصة بها، ولا بالاقتراب من السادة الأولياء الصالحين».
وقالت: «هذه التهديدات لن تثنينا عن ثوابت الدين والعقيدة والوطنية، حتى لو اقتضى الأمر تشكيل ميليشيات مسلحة ضد الإرهاب».. لكن تلك القيادات ذاتها أكدت أن ذلك سيكون بالتنسيق مع قيادات القوات المسلحة المصرية.
وأضافت أن شباب الطرق الصوفية بسيناء والشرقية والإسماعيلية يعتبرون «داعش» خطرًا على الأرض والعرض والعقيدة، لا يقل عن خطر الصهاينة، والدليل أن حروبه جميعها ضد المسلمين ولم يرم حجرًا على دولة الاحتلال.
وأكدت أن «احترام الدولة وعدم الرغبة فى اتخاذ قرارات إجرائية على الأرض هو الذى يمنعنا حتى الآن من مواجهة الدواعش لكن هذا الأمر لا ينبغى أن يجعلهنا لقمة سائغة فى فم الإرهاب، ذلك أن للصبر حدودًا».
أحد شباب الطرق الصوفية كشف عن أن «العتاد متوفر وكذلك الإرادة ومشروعية الهدف» قائلًا: «لدينا القدرة على حماية معتقداتنا ومساجدنا وساحاتنا وحرمة نسائنا وأطفالنا، وفى حالة تنفيذ داعش تهديداته فإن عدم خروج الشباب الصوفى عن سيطرة مشايخه، الذين يدعون إلى ضبط النفس، سيكون صعبًا على أرض الواقع».
ومضى يقول: «أهل مكة أدرى بشعابها، وبحكم معرفتنا بكل خبايا سيناء الجغرافية والبشرية نستطيع بإذن الله الدفاع عن معتقداتنا ووجودنا لا ينقصنا فقط فى ذلك إلا مظلة القانون والدستور والتنسيق المباشر مع المؤسسات المعنية بالحرب على الإرهاب».
وأضاف أنه «فى جميع الحالات فإن مواجهتنا لداعش ستكون تحت راية الدولة وقيادة القوات المسلحة، حتى نطهر سيناء من هذا التنظيم اللقيط الذى لا أب له إلا الموساد الإسرائيلى، وإذا كنا هزمنا الصهاينة فى الحرب فإننا قادرون على هزيمة أذيالهم الذين يريدون هدم الوحدة الوطنية فى بلادنا عبر نعرات طائفية كاذبة».
وقال مصدر قبلى إن هناك «مشاورات واجتماعات مكثفة بين شباب الصوفية بسيناء بعد التهديدات الاخيرة لدراسة كيفية الرد عليها»، مشيرًا إلى أن «شباب الصوفية محتقنون وهم يقولون إنه إذا كان لدى داعش 10 انتحاريين فلديهم 100 انتحارى».
وأضاف أن التطورات بعد تهديد داعش للطرق الصوفية واستهدافهم بمناطقهم ستؤدى حتمًا فى حالة تنفيذ التهديدات إلى مواجهات أهلية دموية يصعب السيطرة عليها، محذرًا من أن الأمر فى غاية الخطورة والمنطقة مرشحة لتطورات دراماتيكية غاية فى الخطورة.
وقال: «الكتلة الصوفية تمثل أكثرية غالبة فى سيناء، ولا تعوزهم الوسائل للحصول على العتاد والسلاح، وهنا يصبح الأمر خارج نطاق سيطرة الدولة، وهو ما لا نتمناه ولا نريده، ومن ثم لا بد من التنسيق مع الأجهزة لتحقيق اصطفاف من أبناء سيناء لمواجهة الخطر المحدق».
ورأى أن دخول الصوفية ساحة الصراع يعنى دق المسمار الأخير فى نعش داعش، لأن الصوفية هم أبناء الأرض، ومن ثم لديهم دوافع أشد إلحاحًا للدفاع عنها، هذا بالإضافة إلى أنهم خبراء بطبيعتها وتضاريسها، ومن ثم لن يستطيع الدواعش ممارسة أسلوب حرب العصابات والكر والفر معهم.. لكنه أكد أن المواجهة فى كل الحالات لن تكون يسيرة، والأمر ليس نزهة قصيرة.
ويقول يوسف أبوجرير، الكاتب والباحث المتخصص فى شئون سيناء، إن الصوفية ظهرت فى سيناء فى بدايات القرن الماضى على يد عشيرة الجريرات، ولشيوخ الصوفية مقامات فى ربوع شبه الجزيرة يقصدها الناس للتبرك، كما يحظى المشايخ لدى الأوساط القبلية بالتقدير والاحترام، ما يعنى أنهم جزء من نسيج المجتمع، له حاضنة اجتماعية مؤيدة.
وبدأت حركة التصوف فكريًا على يد الشيخ عيد أبوجرير، رحمه الله، فى مطلع الخمسينيات من القرن الماضى، وقد لاقت دعوته إقبالًا واسعًا من جميع القبائل، والتف حوله المئات من المريدين.
ومنذ بداية انتشار الصوفية فى سيناء كان ولاء أتباع طرقها المختلفة للوطن والدولة المصرية، وتجلى ذلك من خلال التفافها حول ثورة يوليو 52 مما عمق العلاقة بين الطرق الصوفية فى سيناء والقوات المسلحة، وتجلى ذلك أيضا فى مساهماتها البارزة فى حربى 1967 و1973، وما بينهما من عمليات فدائية أثناء حرب الاستنزاف، ودورها المعلوم والمشهود فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلى تحت رعاية الدولة المصرية، مما كان له بالغ الأثر فى تحقيق النصر، وهو الأمر الذى تؤكده شهادة العدو الإسرائيلى ذاتها.
وقال: «إن داعش فى سيناء صنيعة إسرائيلية وأرى أن التهديدات التى يواجهونها لا تخرج من سياق محاولات الصهاينة جر كتلة كبيرة من سكان شبه الجزيرة إلى حروب وصراعات بما يؤدى إلى فراغ أمنى واسع فى سيناء».. لكنه مضى يؤكد أنه «إذا وقعت الواقعة وحدث الصدام فإن رجال الصوفية لن يبخلوا بالتضحية بأرواحهم وأموالهم فى سبيل عقيدتهم ووطنهم لأن تاريخهم يكشف عن صدق عزيمتهم وصلابة إرادتهم فى مواجهة أعداء الوطن».
واستغرب أبوجرير موقف المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخ الطرق من الأخطار التى تحدق بسيناء فى حين أن دار الإفتاء والأزهر الشريف وعلماء أجلاء فى مصر والخارج قد استنكروا وأدانوا مقتل الشيخ الصالح سليمان أبوحراز.
وقال: إن المجلس الاعلى للطرق الصوفية لم يكلف نفسه مجرد الاستنكار والإدانة فى حين أن هذا المجلس هو المؤسسة الشرعية التى تنضوى الطرق الصوفية وأتباعها تحت لوائها، وهذا التعامل «المتراخى» ليس فى مستوى الحدث، والمطلوب حاليًا أن يعقد المجلس جلسة طارئة لدراسة البيان الداعشى وأثره على الأرض والخروج بتوصيات تقدم إلى الدولة لبدء التحرك لمواجهة الأخطار.. وهى بالمناسبة ليست أخطارًا بسيطة بل إنها تنذر بجحيم كبير لا تحمد عقباه.
وحول الدوافع التى دفعت بداعش لمثل هذه التهديدات وفى هذا التوقيت أكد الباحث أن داعش فى سيناء والعراق وسوريا يواجه الآن هزائم متتالية مما يؤثر على الروح المعنوية للإرهابيين فى سيناء، لذلك صدر مثل هذا التهديد الصريح، ويرى أن داعش لو كان جادًا فى هذه التهديدات فإنه سيكون قد ارتكب خطأ استراتيجيًا قد يكون بداية النهاية له، مشددًا على أن شراذم التنظيم لا قبل لهم بمواجهة أتباع الصوفية فى شبه الجزيرة.
وأشار إلى أن شبه الجزيرة لم تعرف الأفكار التكفيرية إلا فى منتصف الثمانينيات، وكان ذلك عبر العائدين من أفغانستان، ومعظم أمراء الدم فى شبه الجزيرة ليسوا من أبنائها، وإنما وفدوا من محافظات أخرى وعملوا على استقطاب الشباب مستغلين تراجع برامج التنمية وهو الأمر الذى ما زلنا نحذر من تبعاته حتى الآن.
وقال إن الإرهاب الدولى يريد أن تكون سيناء بؤرة سرطانية فى جسم الدولة المصرية، وهناك بالطبع جماعات ذات مرجعية إسلامية تدافع عما يسمى الرئيس الشرعى محمد مرسى، وهناك مخطط لا أستبعد تورط قوى إقليمية فى إشعاله لجر المنطقة بأسرها إلى سيناريوهات الفوضى القبيحة.
وأكد أن لديه معلومات بأن أمراء الحسبة فى داعش وما يسمى بديوان القضاء وديوان المظالم ليسوا من المصريين بل هم من دول عربية، وقد تقف وراءهم أجهزة استخباراتية لا تريد لمصر الخروج من كبوتها الراهنة.
وختم الكاتب والباحث كلامه قائلا «لا شك عندى أن الدولة إذا لم تسارع بالقضاء على الإرهاب فى سيناء فإن الصدام بين الدواعش والصوفية قادم لا محالة، وأن الغلبة ستكون بإذن الله للصوفية بحكم التاريخ والإخلاص فى العقيدة والزهد فى متاع الدنيا».
من جهته يؤكد الشيخ حسن على خلف، وهو من أبرز رموز المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى فى سيناء أن «مواجهة داعش أمر حتمى ولا بديل عن مواجهتهم وقتلهم أينما كانوا».
وقال: «إن الذى شجع أولئك الفجرة الكفرة على تهديدنا فى أرضنا هو ضعفنا أو بالأحرى صبرنا عليهم، لكن هذا الصبر نفد، ولم يعد ممكنًا أن نرفع غضن الزيتون فى وجه من يوجه فوهة البندقية إلى صدورنا».
وأكد أن الدواعش أضعف ما يكونون، وحين تأتى ساعة الجد ستدهسهم أحذية أبناء سيناء، مطالبا القوات المسلحة بالاستماع إلى أفكار الأهالى بشأن المواجهة السليمة مع الإرهابيين، وقال: «لسنا دولة خارج الدولة، نحن نريد الدفاع عن أرضنا تحت مظلة الجيش كما فعلنا ضد الاحتلال الإسرائيلى.. هؤلاء الدواعش لا يطلقون التهديدات جزافًا إنهم قتلة لا يراعون حرمة الدم، ولا يتورعون عن إزهاق أرواح الشيوخ والأطفال وسبى النساء، وليس ممكنًا أن نكون على الحياد بينما الرصاص يخترق صدورنا».
وأضاف «المواجهة لن تؤدى إلى حرب أهلية لأسباب متعددة، فهؤلاء ليسوا كتلة بشرية ذات اعتبار، كما أن المزاج السيناوى العام يمقتهم ويريد الخلاص منهم، فليس ممكنًا أن يحدث انقسام فى حالة وجود خطر إرهابى مقيت يهدد الجميع». وقال: «الأجهزة الأمنية عليها أخذ الأمور على محمل الجد.. واقعيًا هناك إرهابيون ينتشرون فى شبه الجزيرة، وقد أصبح صوتهم عاليا ونفوذهم متزايدا إلى درجة منع الناس من الصلاة متى أرادوا.. هذه جماعة من البلطجية لا بد من ضربها بيد من حديد حتى نستأصلها كليًا والأمر ليس مستحيلًا إذا فعلنا ما علينا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.