تناولت صحيفتا (الراية) القطرية و(الخليج) الإماراتية في افتتاحيتهما تطورات القضية الفلسطينية. فمن جانبها، أكدت صحيفة "الراية" أن "التهويد الزمني" للمسجد الأقصى قد وقع بالفعل، في ظل صمت عربي وإسلامي غريب، وفي ظل مواصلة السلطة الفلسطينية لمفاوضات السلام مع حكومة الاحتلال التي ثبت أنها مضيعة للوقت وأن الاحتلال الإسرائيلي يستغلها من أجل استكمال مخططاته في تهويد مدينة القدس وتقسيم المسجد الأقصى وزرع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بالمستوطنات. وأشارت الصحيفة إلى تواصل اقتحامات عصابات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بشكل شبه يومي وسط حراسة مشدّدة من قِبل "شرطة الاحتلال الإسرائيلية"، وتصدى المواطنين الفلسطينيين من أبناء مدينة القدسالمحتلة ومن أبناء فلسطينالمحتلة عام 1948 وطلبة العلم في المسجد الأقصى الذين باتوا يحرصون على التواجد اليومي لمواجهة هذه الاقتحامات؛ سعيًا لإحباط مخطط الاحتلال الإسرائيلي لإجبار الفلسطينيين على القبول بقيام المستوطنين "بالصلاة" في ساحات المسجد الأقصى في ساعات الصباح كأمر واقع وتقسيم الصلاة فيه زمانيًا بين المسلمين واليهود. وقالت إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في مخططاتها لتهويد المدينة المقدّسة من خلال رصدها لميزانيات ضخمة بملايين الدولارات لتكثيف عمليات الاستيطان وطمس المعالم الإسلامية العريقة في محيط المسجد الأقصى، وحسب بيان لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث فإن "وزارة المالية الإسرائيلية" قدّمت طلبًا للجنة الاقتصاد في الكنيست لإضافة (1.5مليون دولار) بهدف تعجيل إقامة مشاريع في منطقة المغاربة وساحة البراق وفي الأنفاق التي يحفرها الاحتلال أسفل وفي محيط الأقصى غربًا، كما أن الوزارة طلبت أيضًا زيادة ميزانية قدرها (نحو 40 مليون دولار أمريكي)، لأعمال تهويد في القدس تحت بند "تطوير القدس"، وهو عادة ما يُترجم بأعمال استيطان وتهويد في المدينة خاصة في البلدة القديمة ومحيطها. وخلصت /الراية/ الى ان الإصرار الكبير من قِبل أبناء الشعب الفلسطيني على التواجد اليومي داخل الأقصى والدفاع عنه وأداء الصلوات والعبادات بداخله رغم الاعتداءات والاعتقالات بحق الطلاب والمُصلين وحرّاس الأقصى يحتاج دعمًا ماديًا ومعنويًا من الشعوب العربية والإسلامية لتمكين هؤلاء الصابرين من الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، ويحتاج أيضًا من الحكومات العربية والإسلامية القيام بدورها في مساعدة الشعب الفلسطيني لحماية المسجد الأقصى وفي ممارسة الضغوط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة لكفّ يد الاحتلال الإسرائيلي عن المسجد الأقصى ومدينة القدس ووقف تهويدها. ومن جهتها، قالت صحيفة "الخليج" إن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مؤخرا إلى إسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة التي التقى خلالها المسؤولين الإسرائيليين ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس هي في الأساس موجهة في أسبابها وأهدافها ومضمونها إلى الاحتلال وليس إلى فلسطين فزيارة رام الله كانت مختصرة جدا والاجتماع إلى عباس كان من قبيل اللياقة الدبلوماسية. وأوضحت الصحيفة أنها كانت زيارة عابرة بهدف القول إن فرنسا تعارض الاستيطان كلاميا لكن أساس الموقف الفرنسي الذي أكده هولاند كان في إسرائيل هو سياساته المؤيدة للكيان والتي من خلالها يحصل على رضاء اللوبي اليهودي الفرنسي المؤثر في صناعة القرار السياسي الفرنسي تجاه مختلف قضايا المنطقة . وأكدت أن مرور هولاند بشكل عابر على مسألة الاستيطان وشرعيتها لا يقدم ولا يؤخر شيئا طالما أن الأمر لا يتجاوز الكلام الدبلوماسي ولن يقترب إلى الفعل وترجمة هذا الموقف..منوهة بأن الموقف الفرنسي يتمثل في مطالبة هولاند للرئيس عباس بإلقاء خطاب في الكنيست وكأن حل القضية الفلسطينية يتم من خلال هذا الخطاب ومن بعده تمتثل "إسرائيل" لقرارات الشرعية الدولية . وقالت إن مثل هذه الدعوة تمثل استخفافا بالعقل العربي وكأن الرئيس الفرنسي لا يدرك أن "إسرائيل" لا تريد أن تعطي الفلسطينيين شيئا وهي تستند إلى سياسة ثابتة في رفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية والمضي قدما في الاستيطان والتهويد.