اعتذر ما يقرب من 11 شاعرا عن عدم المشاركة في الدورة الرابعة من ملتقى القاهرة الدولي للشعر الذي انطلقت فعالياته اليوم، وهم أدونيس "سوريا" وسعدي يوسف "العراق"، قاسم حداد "البحرين"، حبيب الصايغ "الإمارات"، عباس بيضون "لبنان" عاطف عبدالعزيز "مصر"، جمال القصاص "مصر"، عبدالمنعم رمضان "مصر"، عماد أبوصالح "مصر"، شاكر عبدالحميد "مصر"، أحمد بخيت "مصر"، وجاءت أسباب الاعتذار مختلفة: بسبب سفر خارج البلاد مثل شاكر عبدالحميد المشارك ببعض الفعاليات الثقافية بالكويت، ومن هم ضد المشاركة في أي فعاليات ثقافية عموما مثل عماد أبوصالح وأحمد بخيت، بينما اتفق أربعة شعراء على عدم المشاركة اعتراضًا على استمرار وجوه الجيل القديم من الأدباء في السيطرة على الملتقى قاصدين بذلك كلا من أحمد عبدالمعطي حجازي رئيس لجنة تحكيم الجائزة ومحمد عبدالمطلب مقرر اللجنة العلمية للملتقى وغيرهم؛ وتعالت الأصوات التي تبدي آراءها في اعتذار هؤلاء الشعراء، حيث منهم من يرى أن وجودهم أو غيابهم لا يضيف ولا ينتقص من الملتقى في شيء، وآخرون يرون أن اعتذارهم سيفشل هذه الدورة؛ ومن هذا المنطلق نستعرض مسيرة أبرز هؤلاء المعتذرين. أدونيس يأتي على رأس من دعوا للمؤتمر الشاعر السوري أدونيس، الذي يعتبرونه البعض أحد أبرز الشعراء الذين استطاعوا بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبدًا عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية، واتضح هذا المنهج بشدة منذ صدور مجموعته الشعرية أغاني مهيار الدمشقي، كما استطاع أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية ومنذ مدة طويلة يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب، ومن أبرز دواوينه التي لفتت أنظار النقاد في مختلف أرجاء الوطن العربي "تاريخ يتمزق في جسد امرأة" و"وراق يبيع كتب النجوم" و"هذا هو اسمي". سعدي يوسف ومن العراق يشارك في الملتقى الشاعر الكبير سعدي يوسف الذي غادر العراق في السبعينيات وأكمل مسيرته الأدبية في لندن وتميز بتفرده الشعري، ما أدى إلى وضعه على رأس قائمة الشعراء الأكثر فوزا بالجوائز الأدبية، حيث فاز بجائزة سلطان بن علي العويس والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية في العام 2005 كما نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ، وفي العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال بكندا، ومن أبرز أعماله القرصان 1952، أغنيات ليست للآخرين 1955، النجم والرماد 1960، بعيدًا عن السماء الأولى، نهايات الشمال الإفريقي. قاسم حداد من البحرين كان من المفترض يشارك الشاعر قاسم حداد الذي اعتذر بسبب ظروفه الصحية وقاسم حداد يعتبره بعض النقاد أحد أهم شعراء دولته، حيث شارك في تأسيس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين عام 1969، وشغل عددًا من المراكز القيادية في إدارتها، كما تولى رئاسة تحرير مجلة كلمات التي صدرت عام 1987 وهو عضو مؤسس في فرقة مسرح "أوال"، ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية، كما يعتبر من الرواد في الصحافة الإلكترونية الثقافية. عباس بيضون شاعر وصحافي لبناني، مسئول عن الصفحة الثقافية في جريدة السفير، حاز كتابه "الموت يأخذ مقاساتنا" على "جائزة المتوسّط" عن فئة الشعر، ترجم شعره إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية، من أبرز دواوينه "الموت يأخذ مقاساتنا" و"مرايا فرانكشتاين". عماد أبوصالح عماد أبوصالح شاعر مصري، يكتب قصيدة النثر، من مواليد المنصورة عام 1967. يطبع كتبه على حسابه الخاص ويوزعها بنفسه رافضَا بيعها على الرغم من نجاح دواوينه وشعبيته الواسعة بين جمهور قصيدة النثر؛ كما يرفض المشاركة في أية أمسيات أو ندوات من أبرز دواوينه كان نائمًا حين قامت الثورة، قبور واسعة، مهندس العالم، جمال كافر، أمور منتهية أصلا، ورغم هذه العزلة التي يفرضها أبو صالح على نفسه إلا أنه يعتبر من أكثر شعراء جيله الذين تم إعداد الدراسات والمقالات النقدية حول شعره؛ يقول عنه الشاعر إبراهيم داود: أحب شعر عماد أبوصالح، لأنه قريب إلى الروح ورائق، ولا يبحث صاحبه عن شيء آخر غير الشعر، منذ ديوانه الأول أمور منتهية أصلا سنة 1995، وحتى ديوانه الجميل الذى صدر قبل أيام على نفقته الخاصة؛ "كان نائما حين قامت الثورة" يعزف الشاعر لحنا شجيا يلمس بداخلك العصب البعيد الذى يسور الألم، فى دواوينه الثمانية كان يعبر عن أنصع تجليات الشعر الإنسانى فى مصر، بدون ادعاءات وبدون إسراف، عن الأرواح الهائمة التى تنظر إلى ما آلت إليه الأحوال بأسى، عن الجيل الذى يعرف كما قال يسينين لعماد فى وداع ماياكوفسكى: "إنه ليس جديدا فى الحياة أن نموت، وليس جديدا بالطبع أن نعيش". جمال القصاص ولد عام 1950 في قرية المنشأة الكبرى بكفر الشيخ اتجه إلى قول الشعر منذ كان في الثانية عشرة من عمره، وتأثر ببعض الشعراء المعاصرين؛ شارك في العديد من المهرجانات الشعرية محليًّا وعربيًّا ودوليًّا؛ ومن أبرز دواوينه: خصام الوردة 1984 - شمس الرُّخام 1991- ما من غيمة تشعل البئر 1995 - السحابة التي في المرآة 1998؛ حصل على جائزة كفافيس الشعرية عام 1998؛ ترجمت بعض أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية واليونانية؛ يقول في قصيدته إيماءات:" رخام/ نهار عقيم/ ونهر تضيق خطاهُ/ ويمشي إليه الكلامْ/ نساء يقلدن أسماءهن/ ويهربن في تمتمات المرايا/ ويتركن خيطًا رفيعًا بناي العظام/ سأبني لروحي قبورًا جديده/ وأغوي عناوين أخرى/ قبورًا تليق بوردي وقُبحي/ عناوين لا تنزع البحر.. من قوس/ جرحي/ وألقي السلام/ عليّ../ على وردة خانها الصبح/ فابتكرت حضنها في الخصام/ على امرأة ذوَّبت عمرها تحت ماء/ الرخام". عاطف عبدالعزيز شاعر مصري، من مواليد عام 1956 عضو اتحاد الكتاب المصريين وأتيليه القاهرة. صدر له: ذاكرة الظل 1993، حيطان بيضاء 1996، كائنات تتهيأ للنوم 2001، مخيال الأمكنة 2005، سياسة النسيان 7 200، الفجوة في شكلها الأخير 2008؛ يقول جمال القصاص عن ديوانه "ترجمان الروائح" إن عبد العزيز يخلص قصيدته من زوائد كانت فيما مضى تثقل القصيدة وترهق الشعر وتجعل الشاعر يبدو كائنا أعلى يمتلك اليقين والحكمة ويقبض على المعنى ويرسم مشاهد بطلها إنسان يسعى للبحث عن معنى ويؤرقه شك يستفز القارئ لإكمال المشاهد والتحاور معها حيث تسجل قصيدة "الخماسين" قول الشاعر "ولست في الأخير سوى الرجل الغريب - في البلد الغريب - حظي من الوقت تحنان - وتحناني فخ نصبته للوقت - كأنني المنسي في مدينة تركها نبيها - على حافة الخريف-ومضى يكمل رسالته". حبيب الصايغ اعتذر عن الملتقى بسبب مشاركته في مهرجان الخليج للإبداع العربي بإمارة الشارقة وهو شاعر وكاتب من الإمارات العربية المتحدة، ولد في أبوظبي عام 1955، حصل على إجازة الفلسفة عام 1977، كما حصل على الماجستير في اللغويات الإنجليزية العربية والترجمة عام 1998 من جامعة لندن، يعمل في مجالي الصحافة والثقافة ويرأس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، يكتب زاوية يومية في جريدة ال ليج الصادرة عن إمارة الشارقة؛ نشر إنتاجه عربيا في وقت مبكر وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات العربية والعالمية. وترجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والصينية؛ حصل في العام 2004 على جائزة تريم عمران فئة رواد الصحافة ؛ كما كرمته جمعية الصحفيين عام 2006 كأول من قضى 35 عامًا في خدمة الصحافة الوطنية كما حصل في العام 2007 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وكانت المرة الأولى التي تمنح لشاعر هنا بار بني عبس الدعوة عامة 1980 ؛ التصريح الأخير للناطق باسم نفسه 1981؛ قصائد إلى بيروت 1982؛ ميارى 1983 ؛الملامح 1986؛ قصائد على بحر البحر 1993؛ وردة الكهولة 1995.؛غد 1995؛ رسم بياني لاسراب الزرافات 2011؛ كسر في الوزن 2011؛ الأعمال الشعرية الكاملة جزء1 وجزء2 2002. عبدالمنعم رمضان عبدالمنعم رمضان شاعر مصري يعتبر من أبرز رواد قصيدة النثر المصرية ولد عام 1951 بالقاهرة وتفرغ للإبداع الشعري؛ شارك في تأسيس جماعة "أصوات" التي أصدرت بعض الدواوين والأعمال الإبداعية، كما أصدرت في أواخر الثمانينيات مجلة "الكتابة السوداء" التي لم تستمر وتوقفت بعد عدد واحد؛ واهتمت الجماعة أيضًا بالآداب المكتوبة في الأربعينيات، وترجمة المكتوب منها بالفرنسية، وخاصة جورج حنين؛ بدأ ينشر شعره عام 1974؛ من أبرز دواوينه الشعرية: الحلم ظل الوقت الحلم ظل المسافة 1980- الغبار 1994 - قبل الماء.. فوق الحافة 1994 - لماذا أيها الماضي تنام في حديقتي 1995 - غريب على العائلة 2000 - بعيدا عن الكائنات 2000؛ حصل على جائزة المنتدى الثقافي اللبناني في باريس 1998، وجائزة كفافيس 2000؛ يقول رمضان في قصيدة له بعنوان "رؤية": "من أين تفر البهجةُ؟ من بين القدمين، وكيف تخور قواك؟، إذا انقلبت شفتاك منازل للقصّادِ، ولم تَعُدِ الكلمات فرادى، وانصرفت عيناكَ، فكان الكل قطيعًا، والكلمات قطيعًا، هل غنيت كثيرًا؟، حين رأيتُ عصايَ تفرُّ وتسعى، والجلباب يطيرُ، وركن المقهى يطرد عنه القادة والثوار، ولغتي تطفر منّي، كنتُ وحيدًا، يبدو أن الحلم انتشر بجسمي، فاحتقنت شفتايَ، وبحْتُ بسرّي، صار العالم محدودًا بقضاء الحلمِ، فبان الحلم فسيحًا لا ينحدُّ، وبنتُ فسيحًا لا أنحدّ، وأوشكتِ الأيام تصير مواسم، هل آذنتَ لغيرك؟، كانت مثل الفُلكِ، أقلتْني".