تستعد وزارة الثقافة المصرية لاستقبال الدورة الرابعة من ملتقى القاهرة الدولي للشعر أحد أهم الأحداث الثقافية التي تشهدها مصر هذا العام والمقرر انطلاقه يوم الأحد المقبل، وتستمر فعالياته لأربعة أيام متتالية، ولم تخل هذه الدورة -التي اعتذر عن المشاركة بها عدد من الشعراء أبرزهم "أدونيس" و"سعدي يوسف" من بعض الانتقادات التي تتعلق باختيار أسماء الشعراء والباحثين المشاركين في دورته الرابعة. وتستعرض "البوابة نيوز" آراء عدد من شعراء وباحثي مصر حول تصوراتهم تجاه دورة المؤتمر المقبلة: في البداية، يقول الشاعر محمد القليني الذي أحدث ديوانه الأخير "طاويًا العالم تحت إبطي" ضجة واسعة في الأوساط الثقافية المصرية إن لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة دائمًا كلاسيكية جدا في جميع اختياراتها حيث إن أعضاءها أصحاب أيدولوجيا شعرية معروف توجهاتها وتقليديتها مشيرًا إلى أن هذه الدورة يختلف الأمر بعض الشيء عن الدورات السابقة، حيث يرى إنها حاولت تنفتح على كل أشكال الكتابة وعلى كل الأجيال أيضًا فاعتراضات المثقفين على لجنة الشعر لم تمنع أمانة الملتقى من فرض اختياراتها المتنوعة والمنصفة إلى حد ما حيث أنه لمح أسماء هامة من كاتبي قصيدة النثر والتي لم تحظى دائمًا بالتواجد الحقيقي بالنسبة لملتقيات وجوائز الدولة ومن أبرز شعرائها المشاركين محمد آدم وعاطف عبد العزيز وعماد غزالي وجمال القصاص وعلي منصور مؤكدًا هذا يعد تطورًا وإنجازا رغم أنه ليس فارقًا جداوليس على مستوى تطلعات كتاب القصيدة الجديدة لكنه قد يكون بداية لمراجعات ما. ويضيف "القليني" إن دور الشباب في الملتقى مهمش تماما، فباستثناء اسمين أو ثلاثة؛ فالشباب غير موجودين بالمرة رغم إن الجيل الحالي له بصمة لا ينكرها إلا جاحد وله محاولات لخلق قصيدة مغايرة ومختلفة موضحًا أنه كان ينتظر أن يكون تمثيل الشعراء الشباب في الملتقى أكبر من ذلك مرجحًا أن الهوة مازالت واسعة بين أعضاء لجنة الشعر الحالية وبين المشهد الشعري الحقيقي والآني مؤكدًا أن هذه الممارسات تكرس من ابتعاد الشعراء الشباب عن المشهد الشعري الحالي وعن الشعراء الكبار الذي وصفهم بكهنة الشعر القديم. بينما يرى الشاعر عادل جلال مؤسس مؤتمر قصيدة النثر إن ملتقى القاهرة الدولي للشعر منذ تدشينه ساعد على تحزب وتفريق كتلة الشعراء في مصر، حيث أنه عمل على خلق طائفة نستطيع أن نطلق عليهم شعراء على هامش الشعر في مصر لم تدخل أسماءهم ضمن المشاركين في أي دورة من الدورات. وأضاف "جلال" إن هذا ساعد على خلق ملتقيات وأحداث ثقافية موازية ومستقلة عن وزارة الثقافة من بينها مهرجان طنطا الدولي للشعر ومهرجان القاهرة الأدبي ومؤتمر قصيدة النثر. ويرى الشاعر عبد الرحمن مقلد الذي صدر مؤخرًا ديوانه شعراء يعملون في البحر وأحد اللشعراء المشاركين بملتقى القاهرة للشعر في دورته المقبلة إن هذه الدورة ستكون مختلفة عن الدورات السابقة حيث إن الأسماء المطروحة للمشاركة تشير إلى أن هناك فكرا جديدا داخل اللجنة المنظمة نجح في عقد موازنة بين الأصناف الشعرية المشاركة لم تكن معهودة من قبل مثل التواجد الواضح للشعراء الذين يكتبون قصيدة النثر الفصحى بالإضافة لجودة أعمال الشعراء المطروحة أسماؤهم، في المقابل يتنبأ مقلد بأن المشاكل التنظيمية ستكون جلية في هذه الدورة أكثر من الدورات السابقة وذلك بسبب اختيار أماكن إقامة الأمسيات الشعرية، حيث إنه تم اختيار إحدى القاعات الصغيرة بمقر المجلس الأعلى للثقافة فلا تكفي لاستقبال الجمهور ومن المتوقع حدوث هرجلة بسبب الحرية في الدخول والخروج أثناء الأمسيات وفتح الأبواب وغلقها، مشيرًا إلى أن من أبرز النقاط السلبية التي تواجه هذه الدورة اختيار مواعيد الندوات في توقيت مبكر من صباح اليوم بالتزامن مع مواقيت عمل أغلب المصريين ويؤدي ذلك إلى أن هذه الندوات ستشهد إقبالا طفيفا للغاية. ويرى الشاعر أحمد بخيت الفائز بجائزة كتارا لشاعر الرسول هذا العام؛ إنه دائم المشاركة في الأحداث الثقافية خارج مصر أكثر منها في الداخل مبررا موقفه بعدم رضاه عن إدارة هذه الأنشطة مقارنة بما يحدث في بعض الدول الأخرى، مؤكدًا أنه غير مكترث بملتقى القاهرة الدولي للشعر ويرفض المشاركة به. أما الكاتبة والناقدة الكبيرة فاطمة قنديل فقد أبدت استياءها من تعامل إدارة المهرجان مع بحثها واعتبرت الصيغة التي أرسلت إليها من قبل أحد الموظفين بالمجلس الأعلى للثقافة بشأن رفض بحثها، صيغة مهينة لمسيرتها الأدبية؛ حيث إنها أعدت ورقة بحثية عن ديوان "الشاعر عماد أبوصالح"، بعد عمل دؤوب استغرق شهرين عن جماليات "قصيدة النثر"! وأرسلتها منذ شهر لتتفاجأ بالرد وتتفاجأ أن اسمها غير موجود ضمن أسماء النقاد والباحثين المشاركين. أيدها في الرأي الباحث والناقد الأدبي أحمد مجاهد الذي أبدى تعاطفه الجم مع قنديل إذ يقول إن هذه الممارسات متوقعة فى ظل السائد، ولهذه الأسباب يعتذر عن المشاركة من الأساس رغم أنها لم ترسل له، مشيرًا إلى أنه سيشارك في مؤتمر مماثل لملتقى القاهرة لكنه يعقد في دولة تونس.