سلطت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الضوء على الأزمة الداخلية التي يواجهها أكراد العراق منذ بدء معركة الموصل، حيث خيمت حالة من الجمود السياسي على إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، إثر المعركة المشتعلة ضد تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس - أن آخر مرة حاول فيها رئيس مجلس النواب في إقليم كردستان العراق الذهاب إلى العمل منذ أكثر من عام، قطعت القوات المسلحة الطريق السريع. وأضافت أنه منذ ذلك الحين لم تجتمع السلطة التشريعية في المنطقة الكردية، وقام النواب بتمديد ولاية رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بالفعل لمدة عامين في أغسطس 2015، بالإضافة إلى أنه بينما تقاتل القوات الكردية ضد التنظيم الإرهابي في مدينة الموصل المجاورة، يٌدار إقليم كردستان ذاتي الحكم بدون وزراء رئيسيين مثل وزيري المالية والدفاع. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن رئيس برلمان إقليم كردستان العراق، يوسف صادق، قوله "ليس لدينا رئيس شرعي ولا برلمان فعال، بل ولا نملك حكومة فاعلة. وإذا استمرت هذه الأزمة السياسية، فإن النظام بأكمله سوف ينهار. وهنالك الكثير من مشاعر الغضب التي تجتاح إقليم كردستان، ورغم ذلك لا يزال الوضع هادئا حتى الآن، لأن الناس يشعرون بالمسئولية وينتظرون، ولكن بعد هزيمة داعش، لن ينتظروا أكثر من ذلك". وألمحت الصحيفة إلى أنه على مدى العقدين الماضيين، كان الأكراد يتفاخرون بكونهم يديرون جزيرة مستنيرة من الاستقرار في شمال العراق، بينما تغرق بقية البلاد بل ومعظم الشرق الأوسط في حالة من الفوضى والحرب.. لافتة إلى أن المنطقة الكردية فيما يبدو كانت إحدى أكثر المناطق ديمقراطية في الشرق الأوسط، الأمر الذي ساعد على جذب التعاطف الدولي للقضية الكردية ولفكرة استقلال الأكراد في نهاية المطاف. واستدركت (وول ستريت جورنال) قائلة إن العديد من الأكراد الآن يجدون أنفسهم في موقف غير طبيعي، فها هي المؤسسات الديمقراطية في بغداد - رغم ما بها من عيوب وانتقاصات - إلا أنها فيما يبدو تعمل بسلاسة أكثر من تلك القائمة في كردستان، فضلا عن أنه بينما يتولى بارزاني رئاسة الإقليم منذ عام 1992، تمت ثلاثة تحولات سلمية للسلطة في بغداد فقط منذ عام 2005. وأوضحت أن المجتمع الدولي يتسامح مع حالة الجمود السياسي التي تسيطر على كردستان بسبب الأولوية الحالية، التي تتمثل في الإطاحة بتنظيم داعش الإرهابي وطرده من الموصل، حيث تلعب القوات الكردية دورا حاسما في هذه المعركة، مما يجعل الحكومات الغربية مترددة في انتقاد السلطات الكردية التي تقدم ما يحتاجونه من الدعم في مثل هذا الوقت الحساس. وفي السياق ذاته، أقر مسئولون أكراد بأنه بمجرد انتهاء عملية الموصل، سينصب التركيز الدولي والمحلي حتما على أزمة الشرعية داخل كردستان.