ما الأسباب التى تؤدى إلى الكسل البصرى عند الأطفال؟ وكيف تعرف الأم أن طفلها عنده مشكلة فى عينيه؟ يقول الدكتور إيهاب سعد عثمان أستاذ جراحة العيون بقصر العيني: إن الكسل البصرى هو ضعف فى رؤية إحدى العينين غالبا أو كلتيهما فى بعض الأحيان، وينجم عن قلة استخدام العين المصابة وعدم تعريفها بالشكل الكامل دماغيا فى مرحلة نضوج العين قبل سن الثامنة تقريبا. ويضيف أن الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الطفل هى التى تشهد تطور شبكية العين، ونشأة وظائف مركز الإبصار فى الدماغ، وفى حال حدوث خلل فى تلك العملية يحدث الكسل البصرى. وقد يحدث الكسل البصرى لوجود انحراف فى العين للداخل أو الخارج، أى الحول، حيث لا تسقط الصورة المرئية على مركز إبصار العين المنحرفة ما يؤدى إلى الرؤية من خلال العين المستقيمة فقط وإهمال المنحرفة.. لكن عمومًا ليس هذا هو السبب الوحيد، فالطب مازال عاجزًا عن تحديد أسباب المرض. وهناك الأخطاء البصرية حيث تكون إحدى العينين أو كلتاهما تعانى من قصر النظر أو طول النظر أو الانحراف، فإن الصورة التى تصل إلى الشبكية لا تكون صافية.. فيقوم الدماغ باعتماد الرؤية فى العين التى تعانى من خلل أقل. حرمان العين من الرؤية الذى ينجم عن وجود عائق لوصول الصورة لشبكية العين مثل إعتام عدسة العين (الساد الأبيض) أو تهدل فى جفن العين العلوى أو أمراض الشبكية نفسها، ولا تتجاوز نسبة هذه المسببات إلى 3٪ من إجمالى الأسباب المذكورة. مع العلم بأن من الممكن أن يكون الكسل عائد إلى مسبب واحد أو أكثر. ويصيب الكسل البصرى حوالى اثنين من كل مائة مولود جديد وخصوصا عند الأطفال الذين يولدون ولادة مبكرة، والدراسات الحديثة تُظهر أن شيوع المرض لدى الأطفال مماثل لنسبته لدى الكبار ما يدل على أن الجهد المبذول لعلاج المرض غير كاف. ويتم تشخيص المرض عند الأطفال، أولا بملاحظة الأهل، فإذا وجدوا أن الطفل يقترب للأشياء كثيرا عند النظر إليها، خاصة إذا كان مصابًا بالحول، فعليهم اصطحابه للطبيب من أجل اختباره. ولا يكتشف كبار السن المرض إلا بمحض الصدفة، فالمصاب بالمرض لا يشعر بضعف النظر كونه مرافقا له منذ الطفولة. ويعتمد العلاج على محاولة إعادة التطور الطبيعى للعين الكسولة وإعادة تعريفها فى الدماغ بشكل فاعل قبل اكتمال نضوج العين -أى قبل عمر الثمانى سنوات- وينطوى العلاج على تصحيح السبب أو علاج المسبب، مثل إزالة الساد الأبيض أو رفع الجفن المتهدل فى أقرب وقت ممكن، أو ارتداء النظارات الطبية المناسبة والمعدلة للأخطاء البصرية من قصر وطول وانحراف، أما فى حالات الحول فهناك جراحات تعديل العين المنحرفة. ويلجأ الأطباء إلى تحفيز العين الكسولة بتغطية السليمة برقعة لفترة من الزمن لإجبار الدماغ على اعتماد العين الكسولة وبالتالى زيادة فرصة إعادة التطور الطبيعى لتلك العين. عند تتعذر تغطية العين السليمة عند بعض الأطفال كونهما غير متعاونين وعدم تقبلهما للتغطية، يكون العلاج بإعطاء قطرات عينية موسعة لحدقة العين تتسبب فى غباش الرؤية فى العين السليمة وإعطاء العين الكسولة الفرصة للتركيز أكثر، والدراسات أثبتت أن التغطية تعد العلاج الأمثل.