انتقد الدكتور مجدي علام أمين خبراء البيئة العرب، عملية إدارة التخلص من المخلفات الطبية الخطرة في مستشفيات القاهرة، موضحا أن هناك نحو 10 مستشفيات كبرى بالقاهرة، مثيلة القصر العيني وأحمد ماهر بها محارق متطورة تخرج منها المخلفات الطبية على شكل نفايات يتم نقلها في عبوات خاصة الى المدفن للتخلص النهائي، بينما تستخدم المستشفيات الصغيرة محارق بدائية، وهى كارثة أكبر من عدم وجودها، حيث يتسبب حرق البلاستيكات الطبية فيها الى انبعاث كل من غاز البيوران والفلورين نتيجة الحرق العشوائي، وهما من أقوي مسببات السرطان. وأضاف علام في تصريح خاص ل"البوابة نيوز" انه من المفترض أن تقوم المستشفيات الصغرى بتجميع مخلفاتهم من خلال شركات متخصصة متعاقدة معها وفقًا لحصولها على تراخيص من البيئة والصحة، على ان يتم نقلهم إلى منطقة 15 مايو حيث المكان الوحيد هنا في القاهرة الذي يمتلك امكانية التعقيم بالبخار لضمان قتل الفيروسات والجراثيم ومن ثم الدفن، كما يوجد مكان أخر في منطقة الناصرية في الاسكندرية ولا يوجد غيرهم في مصر لدفن المخلفات الطبية الخطرة بشكل أمن بيئيًا. وأوضح علام حقيقة ما يحدث قائلا: أن اغلب المستشفيات الخاصة والعيادات ومعامل التحاليل تتحايل للهروب من دفع تكاليف باهظة للتخلص الأمن من خلال لجوءها لهيئات النظافة لجمع مخلفاتهم مقابل مبالغ مالية زهيدة ومن ثم يزعمون لمسؤولي البيئة والصحة انهم يتخلصون من مخلفاتهم بشكل آمن حتى انك إذا ما سألت أحدهم يكون رده عليك.. اسألوا هيئة النظافة، وهي ظاهرة معروفة.. خطاب نظافة ب 100 جنيه مقابل إرسال هيئة النظافة لهم ونقل مخلفاتهم الى المدافن وهو أمر تحايلي. وعن إلقاء هذه المخلفات في الشوارع، هنا تتحول أماكن تواجدها لبؤرة كوارث، حيث ينقل الذباب والحشرات التي تتجمع حول هذه المخلفات الجراثيم والفيروسات العالقة بها وبالهواء المحيط، أيضا عندما تختلط المخلفات الطبية بالمخلفات البلدية (مخلفات المنازل والمحلات)، يصاب "النبيشة" بالفيروسات العالقة بهذه المخلفات من خلال لمسهم لها أثناء عمليات الفرز التي يقومون بها وهذه واحدة وكارثة أخري تقع جراء إعادة تدوير هذه المخلفات بطرق بدائية مثل القطن الذي يعاد استخدامه بشكل بدائي وعشوائي في صناعات مختلفة من بينها المراتب التي يتم تصنيعها في منطقة العكرشه كاشهر المناطق في مصر المخصصة لهذا الأمر، اضافة الى إعادة تدوير المواد البلاستيكية واستخدامها في صناعة لعب الأطفال وصناعات أخرى مثل الأطباق والمعالق البلاستيكية وغيرها، وهناك 3 مناطق يجري فيها فرز المخلفات الطبية بشكل خاص وهي منطقة بطن البقره وشبرا الخيمة ومجموعة تنبش عند مقلب الروبيكي وسبق ان تم القبض على أشخاص يقومون بهذا الأمر الا انه ما زال قائما.