وكيل أوقاف الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد ناصر الكبير    محافظ القليوبية يوزع الورود على الزائرين بمنطقة الكورنيش ببنها    السيسي يهنىء المصريين بعيد الأضحي المبارك    محافظ القليوبية يقدم التهنئة للمسنين ويقدم لهم الهدايا والورود - صور    وسام أبوعلي: سأكون خائنا إن لم أشارك في مباراة فلسطين وعمان    الأهلي يوجه رساله لجماهيره في أول أيام العيد    590 ألف مصلٍ يؤدون صلاة عيد الأضحى بمراكز شباب عروس البحر المتوسط    محافظ الإسكندرية يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد سيدي جابر بنطاق حي شرق    أخبار مصر: المصريون يحتفلون بالعيد، ماسك يفتح الملف الأسود ل ترامب، زيزو يطير لأمريكا، الأرصاد تحذر من طقس أول أيام العيد    إقبال واسع على شواطئ ومنتزهات جنوب سيناء في العيد (صور)    آلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى في 214 ساحة بسوهاج (فيديو وصور)    مجازر القاهرة تفتح أبوابها مجانا لذبح الأضاحي طوال أيام العيد    محافظ جنوب سيناء يؤدي صلاة العيد بشرم الشيخ ويوزع عيديات على الأطفال    فرحة العيد تملأ مسجد عمرو بن العاص.. تكبيرات وبهجة فى قلب القاهرة التاريخية    بالصور.. آلاف المصلين يؤدون صلاة العيد في المنصورة    محافظ بورسعيد يتفقد مستشفى الحياة عقب صلاة العيد ويقدم التهنئة للمرضى والأطقم الطبية (صور )    أوكرانيا تتعرض لهجوم بالصواريخ والمسيرات أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص    الرئيس السيسي يغادر مسجد مصر بالعاصمة بعد أداء صلاة عيد الأضحى المبارك    فى أحضان الفراعنة ..آلاف المواطنين يؤدون صلاة العيد بساحة أبو الحجاج الأقصري    أهالي مطروح يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الكبير    بعد صلاة العيد.. شاهد مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى من محيط مسجد مصطفى محمود    10 صور ترصد أكبر تجمع للمصلين بالإسكندرية لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك    إصابة 10 أشخاص في انقلاب سيارة أجرة بالبحر الأحمر    موظفون في البيت الأبيض سيجرون اتصالًا مع إيلون ماسك للتوسط في الخلاف مع ترامب    هبة مجدي: العيد يذكرني بفستان الطفولة.. وبتربى من أول وجديد مع أولادي    تدخل عاجل بمجمع الإسماعيلية الطبي ينقذ شابة من الوفاة    متحدث الأمين العام للأمم المتحدة: نحتاج إلى المحاسبة على كل الجرائم التي ارتكبت في غزة    «علي صوتك بالغنا».. مها الصغير تغني على الهواء (فيديو)    محمد صبحي: بذلنا قصارى جهدنا لإسعاد جماهير الزمالك    «محور المقاومة».. صحيفة أمريكية تكشف تحركات إيران لاستعادة قوتها بمعاونة الصين    خليل الحية: حماس لم ترفض مقترح ستيف ويتكوف الأخير بل قدمنا تعديلات عليه    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 6 يونيو بسوق العبور للجملة    عيدالاضحى 2025 الآن.. الموعد الرسمي لصلاة العيد الكبير في جميع المحافظات (الساعة كام)    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك للرجال والنساء في العيد (تعرف عليها)    محافظ القليوبية يتابع استعدادات وجاهزيه الساحات لاستقبال المصلين    خاص| الدبيكي: مصر تدعم بيئة العمل الآمنة وتعزز حماية العاملين من المخاطر    «زي النهارده» في 6 يونيو 1983.. وفاة الفنان محمود المليجى    «ظلمني وطلب مني هذا الطلب».. أفشة يفتح النار على كولر    عبارات تهنئة رومانسية لعيد الأضحى 2025.. قلها لحبيبك فى العيد    أبو الغيط: الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار بلبنان تهدد بتجدد العنف    وفاة الإعلامية والكاتبة هدى العجيمي عن عمر 89 عاماً    الفرق بين صلاة عيد الأضحى والفطر .. أمين الفتوى يوضح    طرح البرومو الرسمي لفيلم the seven dogs    كيفية صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 في البيت وعدد التكبيرات في كل ركعة    الأوقاف: صلاة الرجال بجوار النساء في صف واحد مخالفة صريحة للضوابط الشرعية    مسجد نمرة.. مشعر ديني تُقام فيه الصلاة مرة واحدة في العالم    بعد التتويج بالكأس.. الونش: الفوز بالكأس أبلغ رد على أي انتقادات    رسميا.. نهاية عقد زيزو مع الزمالك    خلال حفل إطلاق خدمات الجيل الخامس.. «مدبولى»: معًا نبنى مُستقبلًا رقميًا واعدًا تكون فيه مصر مركزًا إقليميًا للبيانات والبرمجيات    محافظ قنا يستقبل ممثلي الأحزاب ونواب البرلمان للتهنئة بعيد الأضحى    كيرلي وقصات شعر جديدة.. زحام شديدة داخل صالونات الحلاقة في ليلة العيد    بعد طرحها.. "سوء اختيار" ل مسلم تتصدر تريند " يوتيوب" في مصر والسعودية    سعر طن الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 6 يونيو 2025    خطوات عمل باديكير منزلي لتحصلي على قدمين جميلتين في عيد الأضحى    صبحي يكشف سبب حزنه وقت الخروج وحقيقة سوء علاقته مع عواد    قطر تهزم إيران بهدف نظيف وتنعش آمالها في التأهل إلى مونديال 2026    جامعة كفر الشيخ ترفع درجة الاستعداد بمستشفى كفر الشيخ الجامعى خلال العيد    في وقفة العيد.. «جميعه» يفاجئ العاملين بمستشفى القنايات ويحيل 3 للتحقيق (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منتخب الفراعنة يجسد "ثقافة الصمود" طريقًا للنصر على المستطيل الأخضر
نشر في البوابة يوم 14 - 11 - 2016

ها هم الفراعنة يركضون في رحلة الصعود لمونديال روسيا 2018 والعودة للعرس الكروي العالمي الذي غابوا عنه منذ عام 1990 وهاهم يضربون المثل في "ثقافة الصمود" على المستطيل الأخضر امام منتخب غانا، وهو فريق قوي بكل المقاييس بينما كانت الجماهير المصرية الوفية لاسم مصر وعلمها "البطل الحقيقي" في مباراة الأمس "الأحد" التي انتهت بفوز المصريين بهدفين نظيفين.
إنها جماهير شعب عظيم واصيل تحتضن منتخبها الوطني وتحمل أعلام الوطن وتكتب مستقبله وتحفظ تراثه الذي يشكل "ضياء الذاكرة" وإنه لفريق يضم فتية من نبت مصر وحضارتها العريقة ويجسدون "ثقافة الصمود كطريق للنصر" فاذا بهم يمتلكون اللحظة واثقين وقادرين على الفوز رغم قوة المنافس وسرعته العالية ومهاراته الرفيعة المستوى وشدة بأسه.
ولئن حملت مباراة الأمس رقم 24 في سجل المبارايات بين المنتخبين الكبيرين فمنتخب غانا او "النجوم السوداء" يكاد كل لاعبيه قد احترفوا في فرق اوروبية وامريكية ومن ثم فليس من الغريب ان يتألق هذا الفريق على المستطيل الأخضر مدفوعا بالحلم للوصول الى مونديال روسيا-2018.
وبفوز منتخب مصر امس بثنائية نظيفة لمحمد صلاح وعبد الله السعيد يكون الفراعنة قد فازوا على النجوم السوداء في 12 مباراة وتعادلوا في خمس مباريات بينما خسروا سبع مباريات في السجل المثير للمبارايات بين الفريقين سواء كانت في تصفيات كأس العالم او تصفيات الأولمبياد فضلا عن كأس الأمم الافريقية.
ويستحق المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني الحالي لمنتخب الفراعنة الاشادة بعد ان جسد مع لاعبيه المصريين معنى ثقافة الصمود كطريق للنصر في مواجهة هجمات عاتية من فريق منافس استحق بدوره التحية والإعجاب بعد أن اهتزت شباكه بهدفين لكنه صمد حتى اللحظة الأخيرة آملا في تحقيق نتيجة افضل.
وقد تكون مباراة فريقي مصر وغانا على الطريق الطويل نحو نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا عام 2018 مناسبة لتأمل الجديد في ثقافة كرة القدم او "الساحرة المستديرة" وقراءة المستجدات الدالة في المشهد الكروي العالمي الذي يحق للمصريين كشعب عاشق لهذه اللعبة الجميلة ان يكونوا طرفا رئيسا في تشكيله.
واذا كان كوبر قد شد الأنظار واثار الجدل بخطته في مواجهة فريق غانا القوي فطريف هذا الاهتمام في الصحافة الغربية بالمدربين الذين تحقق فرقهم افضل النتائج وتسجل اكبر عدد من الأهداف في مستهل موسم الدوري او هؤلاء المدربين الذين يحققون افضل النتائج في بداية مهامهم مع فرقهم كما هو حال جوليان لوبيتيجي المدير الفني لمنتخب اسبانيا الذي سحق منتخب ليختنشتاين بثمانية نظيفة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات بطولة كأس العالم القادمة بروسيا في عام 2018.
وكانت تلك اول مباراة يخوضها المنتخب الأسباني بقيادة لوبيتيجي البالغ من العمر 49 عاما بعد ان تولى مهامه رسميا خلفا للمدير الفني فيسينتي ديل بوسكي، غير ان هذا المدير الفني الجديد لمنتخب اسبانيا لم يكن أول من حقق مثل هذا الانجاز في اول مباراة لفريقه فهناك في الصحافة الغربية من عاد للتاريخ وتراث الساحرة المستديرة ليقول بضياء الذاكرة انه في عام 1958 سحق فريق توتنهام هوتسبير الانجليزي منافسه ايفرتون بعشرة اهداف وكانت هذه المباراة أول مباراة للمدرب الأسطوري بيل نيكلسون وبدايته كمدير فني لتوتنهام !.
وفيما تألق في مباراة الفراعنة امام النجوم السوداء امس نجوم من الطيور المصرية المهاجرة للملاعب الأوروبية كمحمد صلاح ومحمود تريزجيه ومحمد النني والظبي المبهج رمضان صبحي الذي يلعب موسمه الأول في الدوري الانجليزي الممتاز "البريمير ليج" ضمن فريق ستوك سيتي يقول بيب جوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي وأحد اقوى الفرق في هذا الدوري الذي يوصف بأنه الأقوى في العالم:"لامكان للتواكل او اللامبالاة والغرور في الفريق طالما انا هنا".
والدال هنا ان جوارديولا ادلى بهذا التصريح بعد ان فاز فريقه برباعية نظيفة على فريق بورنموث وحقق افضل بداية في منافساته بالدوري الانجليزي الممتاز عبر سلسلة من الانتصارات المتوالية وراح يؤكد على ان مانشستر سيتي مازال بحاجة للكثير من الجهد حتى يكون افضل.
وهذا هو المدرب العالمي الكبير الذي يزن كلماته بدقة ليتحدث عن "اهمية التواضع" ويميز مابين فرحة طبيعية بالنصر وغواية الغرور ويتوخى الحذر من الرمال المتحركة للساحرة المستديرة خاصة وان الدوري مازال في مرحلته الأولى والآتي ينطوي على كثير من التحديات مع منافسين اقوياء وقد يكون من الأفضل في مرحلة البدايات عدم الالتفات للمديح وهي رؤية مفيدة ايضا لمنتخبنا الوطني.
وهاهو جوارديولا يؤكد على اهمية عنصر "الثبات الانفعالي والاستقرار النفسي والرسوخ " لفريقه سواء في حالة الفوز او الخسارة التي يسلم بأنها واردة لأنه لاتوجد فرق في كرة القدم لاتعرف الخسارة كما عرفت الفوز ومن هنا لايجوز ان يثمل الفريق بكأس الغرور حال فوزه كما لاينبغي يشعر الفريق بالهلع أو يتخلى عن رباطة الجأش ان خسر مباراة سواء في الدوري الانجليزي او المنافسات القارية الشرسة مثلما هو الحال في دوري ابطال اوروبا.
اما الألماني يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول فيقول ان فريقه سيلعب على مدى موسم الدوري الجديد بالطريقة ذاتها التي ظهر بها متفوقا في البدايات وهي:"الضغط المستمر بروح هجومية حتى اخر قطرة عرق او وقود في ماكينات اللاعبين"..انها "تجليات ثقافة الصمود على المستطيل الأخضر" والتي جسدها ايضا فريق الفراعنة امس على استاد برج العرب.
غير ان المسألة ليست مجرد "ماكينات" وان جاء هذا المدير الفني لليفربول الانجليزي من المانيا حيث "منتخب الماكينات" !..الواقع ان يورجن كلوب يؤكد على اهمية "الصفاء الذهني للاعبين جنبا الى جنب مع القدرات البدنية العالية" فيما يشكل هذا "التكامل الذهني-البدني مفتاح النصر" في نظره او على حد قوله "هذا هو الطريق الوحيد هنا للفوز في هذا المعترك الكروي".
وياله من معترك يقدم افضل مباريات كرة القدم في العالم ومن ثم فهو يتطلب بذل الجهد المخلص حتى اخر قطرة عرق والاستحواذ على الكرة وتغيير المراكز والمواقع للاعبين حتى يتمكن ليفربول في البدايات من هزيمة فريق قوي مثل تشيلسي في عقر داره!.
ولئن تحدث يورجن كلوب باعجاب واضح عن "متعة الشعور بالروح الجماعية" لفريق ليفربول الشهير "بالريدز" او "الفريق الأحمر" ببداياته القوية "لغزو لندن" في هذا الموسم للبريمير ليج فتلك ايضا سمة اصيلة لمنتخب الفراعنة حيث تتجلى "الروح الجماعية لفتية من نبت مصر".
ولعل جوسيب او "بيب" جوارديولا كان يشير ضمنا ودون قصد لهذا المعنى وهو يتحدث عن فريق مانشستر سيتي عندما تناول خاصية هامة تصنع الفارق لأي فريق وهي "نوعية اللاعبين" ليقول:"انني سعيد للغاية لأنني اعرف نوعية فريقي وهي مسألة هامة للغاية كما اشعر بالسعادة عندما ارى جماهير المشجعين فخورة بلاعبيها النجوم وهم يركضون على المستطيل الأخضر حتى دون كرة".
وهنا قد لايختلف الأمر في الجوهر والمعنى بين مايقوله الأسباني جوارديولا عن فريق مانشستر سيتي المتجانس والمتلاحم او يقوله يورجن كلوب عن ضرورة الضغط المستمر حتى آخر قطرة عرق وبين مايقوله هيكتور كوبرفي رحلة الصعود لمونديال روسيا-2018 عن اهمية الاجتهاد والعرق في التدريبات والمباريات" او تأكيده على الرحلة مازالت طويلة وتحتاج لمشاركة الجميع وجهدهم المخلص.
انها مصر الأهلي التي صنعت فتية "من اصحاب التراث الكروي والعلامات الخالدة في عالم الساحرة المستديرة"..لاجدال ان "التراث" مكون جوهري في هوية منتخب الفراعنة كما انه عامل يوحد بين الكيان واللاعبين والجماهير ومع ذلك فقد يكون من الخطأ تصور امكانية اسقاط عصر او مرحلة على عصر او مرحلة اخرى او استنساخ الماضي ونقله بتفاصيله وسياقاته التاريخية للحاضر بسياقاته الراهنة لأن الماضي لايمكن استنساخه ولا تكراره بحذافيره وانما يمكن دائما استلهام معانيه النبيلة وقيمه العظيمة لاستنفار ابداعات جديدة للفراعنة على المستطيل الأخضر وتجسيد المزيد من صروح المجد في ارض الواقع.
ومثل هذه الروح العملية أو الواقعية بنظرتها المستقبلية ومرونتها المستوعبة للمتغيرات لاتتناقض مع حس الانتشاء والاعتزاز بالتراث المجيد للفراعنة والانتماء لتاريخ عظيم وتحول دون ان يتحول الماضي لأصفاد تكبل الحاضر او تعوق انفتاحه على اسئلة المستقبل فيما تبقى القيم راسخة على مر الزمن لتعبر عن اصالة مصر وقدرتها الحيوية على التجدد والحراك الإيجابي والجمع مابين مقومات الأصالة وضرورات التطور والتكيف مع المستجدات في كل المجالات بما في ذلك المشهد الكروي العالمي وهو مشهد لم ينعزل عنه منتخب الفراعنة ابدا كممثل اصيل للكرة المصرية في حوارات لاتنقطع حول تطور ومستقبل الساحرة المستديرة.
ولجماهير مصر العظيمة ان تفخر بلاعبيها مثلما تفخر الجماهير البرازيلية برونالدو لويس نازاريو بعد ان بلغ مؤخرا الأربعين من عمره فيما يصفه بعض النقاد في الصحافة الرياضية الغربية بأنه "أخطر مهاجم في تاريخ كرة القدم" أو على الأقل من أخطر المهاجمين الذين عرفتهم الساحرة المستديرة منذ ان عرفها العالم وعشقتها الشعوب.
"ظاهرة" بالفعل هذا اللاعب الأسطوري الذي اعتزل في بدايات عام 2011 بعد مسيرة حافلة بالأمجاد في فرق مثل برشلونة وريال مدريد وانتر ميلان ناهيك عن منتخب البرازيل الذي فاز معه بكأس العالم مرتين في عامي 1994 و2002 كما فاز بجائزة افضل لاعب في العالم ثلاث مرات رغم انه ابتلي دوما بلعنة الاصابات.
ولأنه "صاحب تراث وعلامات خالدة في عالم الساحرة المستديرة"، فان الناقد الرياضي الانجليزي روب سميث يرى ان لاعبا مثل رونالدو نازاريو لايمكن لسيرته ان تنقطع حتى ان اعتزل اللعبة الجميلة..فتلك النوعية من اللاعبين التي عرفتها وتعرفها فرق كبرى مثل منتخب الفراعنةعبر مسيرته المديدة تتجدد سيرتهم وصورهم في اذهان الجماهير المشدودة بقوة الحنين للاعبين مثل صالح سليم وحمادة امام ورفعت الفناجيلي وبدوي عبد الفتاح وعبده نصحي وطه اسماعيل ورضا وعز الدين يعقوب وسمير قطب وعلي ابو جريشة وفاروق جعفر وحسن شحاتة ومحمود الخطيب.
ومثل هؤلاء اللاعبين الذين قد يشكل كل منهم "ظاهرة كروية" لا تتراجع او تنكمش انجازاتهم وابداعاتهم على المستطيل الأخضر بفعل انجازات وابداعات لاعبين من اجيال جديدة وهذا ماينطبق تماما على "ظاهرة" مثل رونالدو البرازيلي الذي احتفلت الصحافة الرياضية العالمية ببلوغه سن ال40 عاما مؤخرا لتسطع ذكرياته وتتجدد سيرته في الملاعب رغم ان المستطيل الأخضر عرف اساطير كروية جديدة مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي رونالدو كريستيانو.
واذا كان من الأهمية بمكان -كما يقول روب سميث- أن يكون تقييم اللاعب في سياقه الزمني والتاريخي وأن تجرى المقارنات بعيدا عن الخلط بين السياقات والمراحل فلعله "الاسم الواحد" لرونالدو البرازيلي ورونالدو البرتغالي الذي يغري الكثير من مشاهير الساحرة المستديرة ومن بينهم السير اليكس فيرجسون المدرب الشهير والمدير الفني الأسبق لفريق مانشستر يونايتد لإجراء مقارنات لاتنتهي بينهما مع ان رونالدو البرازيلي قد اعتزل بينما يصول رونالدو البرتغالي ويجول على المستطيل الأخضر !.
والطريف ان الناقد روب سميث يعتبر ان رونالدو البرازيلي ذاته ينقسم الى لاعبين او نسختين ويقارن بينهما!..احدهما رونالدو التسعينيات الذي يصفه باللاعب صاحب القدرات الفذة على كل المستويات والعظيم في كل شييء اما الثاني فهو رونالدو القادم عام 2002 للمستطيل الأخضر بعد غياب طويل جراء اصابة خطيرة في الركبة ليكون الهداف العظيم في الملاعب حتى انه كان هداف المونديال في ذاك العام.
وحتى الموسم الوحيد الذي قضاه رونالدو البرازيلي مع فريق برشلونة بقيادة المدير الفني الراحل السير بوبي روبسون بات جزءا من اغلى ذكريات البارسا وتراثه الكروي المجيد بعد ان سجل هذا اللاعب العظيم 47 هدفا في 49 مباراة وبعض هذه الأهداف البرشلونية لرونالدو في موسم 1996-1997 جاءت بمجهود فردي فذ وتدخل في باب الخوارق والأعاجيب الكروية !.
هكذا تصنع الأساطير عن استحقاق وجدارة لأن اللاعبين الذين يوصف كل منهم "بالظاهرة" هم بالفعل اصحاب انجازات غير مسبوقة في زمنهم وسياقاتهم التاريخية ومن ثم فانهم يتحولون لمصادر الهام للأجيال التالية على المستطيل الأخضر كما هو حال رونالدو نازاريو الذي تبدو سرعته "مخيفة" حتى بمعايير الحاضر والسياقات الحالية للملاعب ناهيك عن لمحاته الجمالية المفعمة بأقصى درجات الاثارة والمتعة للجماهير.
نعم كل شييء الحياة الدنيا في حركة وتغير وصحيح ايضا ان كرة القدم كلعبة جميلة تجسد على المستطيل الأخضر معنى الصراع الدرامي بين متنافسين في مباراة كل شييء فيها قابل للتحول والتغير، لكن الجماهير لاتنسى اصحاب التراث المجيد والعلامات المضيئة في عالم الساحرة المستديرة فيما توضح هذه النوعية من اللاعبين بالهامات باقية معنى ان التراث يتضمن ماهو حي وقابل للحياة والنمو.
ومن ثم فليس من الغريب ان يشكل رونالدو نازاريو الهاما حتى الآن لمن يرتدون فانلة البرازيل وفي خضم مرحلة وصفت "بالثورة الكروية الجديدة لاستعادة هيبة البرازيل في المشهد الكروي العالمي" وبدأت تجلياتها تظهر مع فوز المنتخب الأولمبي البرازيلي بذهبية دورة ريودي جانيرو الأولمبية ولأول مرة في تاريخ الدورات الأولمبية ناهيك عن فوز البرازيليين مؤخرا بثلاثية نظيفة على منتخب الأرجنتين في طريقهم لمونديال روسيا-2018.
وهذه الثورة جاءت في الحقيقة ردا على الهزيمة المهينة للسيلسياو بسباعية منتخب الماكينات الألمانية في المونديال الأخير عام 2014 وفي عقر دار البرازيليين ثم الخروج المحزن للبرازيليين من الدور الأول لبطولة "كوبا امريكا" في شهر يونيو الماضي وهم "امة لايهمها اكثر من الفوز في مباريات كرة القدم" على حد التعبير الطريف للكاتب والناقد الكروي الإنجليزي تيم فيكاري.
وقد بدأت هذه الثورة بعملية اعادة هيكلة للكرة البرازيلية وهي عملية لم تنته بعد وان بدأت تؤتي ثمارها الايجابية فيما جوهر تلك الثورة الكروية البرازيلية مواجهة ماعرف "بثقافة التراجع للخطوط الخلفية بروحها الدفاعية " التي تخاصم تراث السامبا الهجومي وتحول التاريخ العظيم للكرة البرازيلية الى مجرد ذكريات قديمة لديناصورات في زمن غابر!.
ومن هنا كان لابد من استدعاء التراث المجيد للاعبي السامبا "الذين كانوا ابطالا في كل شييء" مثل بيليه وجارينشا وصولا لرونالدو وكان لابد في سياق عملية التخطيط الطويل المدى للكرة البرازيلية الجديدة واستعادة امجاد السيلسياو وجماليات راقصي السامبا القدامى او"الحلاوة والحرفنة والمهارات التكتيكية الرفيعة المستوى" من استلهام الدروس التي تركها لاعبون مثل رونالدو لأجيال قادمة.
هذا مافعله ويفعله ادينور ليوناردو باكي الشهير "بتيتي"المدير الفني الجديد لمنتخب البرازيل والذي يؤكد على ان فوز المنتخب الأولمبي لبلاده بذهبية كرة القدم في دورة ريو دي جانيرو مجرد بداية وخطوة اولية في الاتجاه الصحيح ولايجوز لمثل هذه الخطوة ذات الأهمية الرمزية ان تشد الأنظار بعيدا عن مهمة استكمال عملية اعادة هيكلة الكرة البرازيلية واحلال "ثقافة النصر المستدام بروحها الهجومية" محل "ثقافة التراجع للخطوط الخلفية بروحها الدفاعية " التي سادت في السنوات الأخيرة وافضت لنتائج مهينة لكل برازيلي.
والثورة الكروية الجديدة في البرازيل ان كانت تتضمن في جزء منها العودة لتراث بيليه وجارينشا ورونالدو فهي تعني "العودة للكرة المبهجة بدلا من الكرة المتجهمة او العابسة التي تجافي تراث الكرة البرازيلية وصورتها التاريخية في اذهان كل عشاق الساحرة المستديرة في العالم" وقد يكون من الدال ايضا على اهمية الانفتاح على اسئلة المستقبل وكل جديد في المشهد الكروي العالمي حتى بالنسبة للبرازيل بكل تاريخها الكروي ان المدير الفني الجديد "تيتي" لم يتردد في بداية مهمته مع "السيلسياو" القيام بجولة اوروبية مؤخرا وزيارة فرق الأندية الكبرى في القارة العجوز والحديث مع مدربيها من اجل اكتساب مايمكن ان يخدم منتخب البرازيل في خضم "الثورة الكروية الجديدة" واعادة البسمة والبهجة للجماهير التي لم ترض ابدا عن "الكرة البرازيلية المتجهمة في سنوات التراجع".
وفيما تهم تلك "الثورة الكروية الجديدة في البرازيل" كل عشاق الكرة البرازيلية الجميلة في هذا العالم فهناك "ثورة اخرى" تحولت الى عنوان لكتاب جديد هو:"ثورة فينجر: 20 عاما في الأرسنال" والكتاب الذي صدر بقلم ايمي لورنس يتناول "الثورة الكروية" التي قام بها المدير الفني الفرنسي ارسين فينجر في فريق الأرسنال الانجليزي وانجازاته التي امست جزءا عزيزا من تراث هذا الفريق العريق والذي ويعد احد افضل الفرق الكروية في العالم.
ومؤلفة الكتاب وهي ناقدة رياضية انجليزية في جريدة الأوبزرفر تكتب "بعشق لكرة القدم" تضع هذا الفرنسي الذي جاء للندن منذ اكثر من 20 عاما ليتولي تدريب فريق الأرسنال فيما لم يكن احد يعرفه تقريبا او سمع عنه في كل الصحافة البريطانية..لكن هذا "الشخص شبه المجهول" للنقاد والصحافة الرياضية البريطانية-كما تقول ايمي لورنس- هو ذاته الذي قام بثورة كروية في فريق الأرسنال تضمنت تغييرات جذرية لتتحول تجربته كأقدم مدرب الآن بالدوري الانجليزي الممتاز الى دروس ملهمة في سبل عبور التحديات الصعبة والمعقدة الى "نجاح تاريخي".
والكتاب الجديد صدر في الذكرى العشرين لتولي ارسين فينجر مهامه كمدير فني للأرسنال الذي كان في "بدايات مهمة فينجر مختلفا كل لاختلاف عن صورته الحالية بعد الثورة الكروية التي نفذها هذا الفرنسي الأريب".
وقام ارسين فينجر بعملية تجديد في المضمون والشكل وشملت هذه العملية التي تصفها ايمي لورنس "بالثورة" كل شيء..معطيات التدريب والملاعب واقتصاديات الفريق والعلاقة مع الجماهير ليحق وصفه بأنه "العلامة والمرشد في طرق كرة القدم الحديثة"..واللافت انه لم يغفل حتى طريقة الاحتفال بانتصارات فريق الأرسنال كما أنه من الدال أن جماهير الأرسنال أقبلت على هذا الكتاب الجديد لتضعه في مكانة عالية ومركز متقدم بقوائم مبيعات الكتب وتحتفي "بحكيم الكرة الحديثة الذي صنع صرحا جديدا لتراث الأرسنال وامجاد حاضر لفريق يعرف صنع البدايات والنهايات".
تلك جماهير وفية وباحثة عن البهجة في اللعبة الجميلة تماما كما هي حقيقة الجماهير المصرية التي اظهرت امس اصالة معدنها الحقيقي وهي تشجع بكل الرقي منتخبها الوطني " لينصهر "الكل في واحد ليس الا مصر"..الفرحة تعانق الفضاء والقلوب قناديل تضيئها كلمة مصر ويالها من كلمة..فلينشر الفجر مصابيحه ولتشرق شمس الكلمات ولتتوالى ألوان النصر لمصر لونا لونا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.