السفير محمد العرابي: "الإرهابية" فقدت الغطاء الدولي بعد فوز "ترامب".. الجماعة لم تعد قادرة على الحشد.. "دعم مصر" ليس ملكًا لأحد حتى أنسحب منه.. والسفر السبب في التزاحم على لجنة العلاقات الخارجية

قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: إن فوز "دونالد ترامب" مرشح الحزب الجمهوري، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية سيحدث متغيرات في السياسة الأمريكية وتعاملها مع قضايا الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن تصرفات "ترامب" غير متوقعة، وإن كان من غير المستبعد تغير سلوكه عن السابق عقب دخولة البيت الأبيض، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الأمريكية ستكون أقوى على كافة الأصعدة.
وأضاف العرابي، خلال حواره ل" البوابة نيوز"، أن جماعة الإخوان الإرهابية فقدت الغطاء الدولي بفوز "دونالد ترامب" وأصبحت أكثر ضعفًا من السابق، مؤكدًا أنها لا تملك الآن القدرة علي الحشد أو التشويش بشأن ما يحدث في مصر.
وإلى نص الحوار:
*ما رأيك في فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة؟
فوز "دونالد ترامب" مرشح الحزب الجمهوري، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية سيحدث متغيرات في السياسة الأمريكية وتعاملها مع قضايا الشرق الأوسط، خاصة وأن تصرفاته غير متوقعة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة مؤسسات، والأمور ليست في يد الرئيس بشكل مطلق، ولديها خبراء ووزراء، وكونجرس يسهم في صناعة القرار ووضع سياسيات البلاد، إضافة إلى أن العلاقات ستكون أكثر إيجابية بين القاهرة وواشنطن على جميع الأصعدة.
التقيت عددا من أعضاء الحزب الجمهوري، وأكدوا أهمية دور مصر علي الصعيد الدولي والإقليمي، وكيفية زيادة التعاون والمساعدات بين البلدين باعتبار أن مصر دولة رائدة في الشرق الأوسط.
* كيف ترى ملامح سياستنا الخارجية في التعامل مع القضايا الدولية والإقليمية؟
الخارجية المصرية قادرة على التعامل والتعاون في حل العديد من الأزمات والقضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن لدينا وزير خارجية قوي، تمكن من توطيد العلاقات الخارجية وعمل على تحسين الصورة التي تركها حكم الإخوان للعالم، بجانب أننا دفعة واحدة ودخلنا الخارجية في نفس اليوم.
*ما رأيك في دور لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب؟
دور الدبلوماسية البرلمانية جيد جدًا، بدليل عدد الوفود الخارجية التي زارت البرلمان منذ تاريخ انعقاده، مثل مجلس الشيوخ الفرنسي، والوفد الصيني، بجانب نشاط اللجنة الذي يتم الآن مع مجلس العموم البريطاني، والكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، بعد سيطرة الجمهوريين عليهما، بجانب أن اللجنة قادرة على القيام بالنشاط الدبلوماسي مع جميع دول العالم، وتضم اللجنة أعضاء تتمتع بكفاءة عاليا، ولكن ينقص اللجنة تمويل الزيارات الخارجية للأعضاء، مما يؤثر علي انتشار أعضاء اللجنة في المحافل الدولية وزيارة برلمانات العالم، كما ان اللجنة قادرة علي تقديم عمل رائع في خدمة الدبلوماسية المصرية في خدمة مصر، بجانب ان العالم الخارجي متعطش للتعاون مع البرلمان المصري، وهذا كان واضحا خلال زيارتي إلى ألمانيا.
كما أن اللجنة عملت عددا من جمعيات الصداقة مع العديد من الدول مثل "جمعية الصداقة المصرية الفرنسية، وإنجلترا، وألمانيا، واليابان، والعالم كله يريد توسيع نشاط هذه الجمعيات، ولكن ما يحد من كفاءة العمل الخارجي هو العامل المادي والدولة لديها قدر من التقشف واللجنة تتحرك في حدود الإمكانيات الموجوده حاليا.
* ما هو سر زحام النواب على الانضمام إلى لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان؟
بسبب بريق العمل الخارجي الذي يلبي طموحات عدد كبير من الأعضاء، والوفود الخارجية لا تقتصر على أعضاء العلاقات الخارجية.
*ما معاير اختيار الوفود البرلمانية للخارج؟
لا أعلم شيئا عن طريقة اختيار الوفود البرلمانية خلال زيارات البرلمان منذ تاريخ انعقادة.
*ما الذي قدمته لجنة العلاقات الخارجية للجالية المصرية في جميع دول العالم؟
اللجنة لديها اهتمام كبير بالجالية المصرية في جميع دول العالم، بالإضافة إلى إقرار مجلس النواب قانون الهجرة غير الشرعية، الذي كان مخزنا لفترة كبيرة ولم يتم إقرارة خلال الفترة البرلمانية السابقة، وهناك تعاون مستمر مع وزارة الهجرة ووزارة الخارجية، ولدينا استعداد لبحث موضوعات خاصة أو قوانين، وليس لدينا قوانين خاصة في الوقت الحالي.
*ما سبب استمرارك في ائتلاف "دعم مصر"؟
ائتلاف "دعم مصر" ليس ملكا لأحد من القيادات إنما هو ملك للمجموعة الموجودة بداخله، ولا يمكن وصف تنافسي أمام الدكتور أحمد سعيد، في رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، ب"الخلاف"، ولكن هذا الأمر يؤكد أن الائتلاف يتمتع بحرية في الرأي، إضافة إلى اقتناعي بأفكار ومبادئ الائتلاف، وليس هناك خلاف مع اعضاء وقيادات الائتلاف على الإطلاق.
*هل سنجد ل"دعم مصر" أجندة تشريعية واضحة في البرلمان؟
الائتلاف يتمتع في ظل قيادة الجديدة برئاسة المهندس محمد ذكي السويدي، بشكل جديد ومختلف عن السابق، إضافة إلى أن هناك ثقة كبيرة من جميع أعضاء الائتلاف في "السويدي" وسيكون هناك أجندة تشريعية واضحة له في دور الانعقاد الثاني لمجلس النواب.
*ما رأيك في أداء حكومة "شريف إسماعيل" وهل تؤيد سحب الثقة منها أم لا؟
حكومة المهندس شريف إسماعيل، جاءت في فترة صعبة تعاني منها مصر في جميع المجالات، لابد من بقاء هذه الحكومة، ومن الممكن إجراء بعد التعديلات الطفيفة في الحقائب الوزارية، إنما أنا ضد فكرة إعادة الهيئة بالكامل، نظرًا لأننا لا نمتلك رفاهية الوقت، حتى نستطيع بالنهوض بالاقتصاد الوطني والوقوف على أرجله مرة أخرى، وبالتالي فإجراء أي تعديلات لن تكون في صالح الدولة، إضافة إلى أن المشكلة ليست في الحكومة، إنما هي في نقص في موارد الدولة، وأي حكومة قادمة لن تتمكن من تخطى هذه الإشكالية ولدينا مصدران يجب إعادة العمل عليهما وهما "السياحة والاستثمار".
*هل الحكومة تتعامل مع ملف "عودة السياحة" بأفكار تقليدية؟
اولًا السياحة لا تعود إلا بقرار سياسي من الحكومات، وعلينا أن نعمل على إعادة صناعة السياحة في مصر بشكل جديد، بجانب التوتر االذي يشهده العالم في الصعيد الدولي والإقليمي يؤثر بشكل كبير علي السياحة بصفة عامة، ونحن لا نحتاج دعاية لعودة السياحة المصرية فالجميع يعلم قيمة السياحة المصرية، وهناك قرارت من "انجلترا وروسيا" هي قرارت سياسية تعمل علي قلة عدد السياح الي مصر ويجب ان ترفع هذة القرارت، ويجب التعامل مع الحكومات بشكل افضل من خلال توجية الدعوات الي الرؤساء والحكومات، فعلي سبيل المثال اذا جاء الرئيس الروسي "بوتين" الي القاهرة سيكون هناك انفراج في السياحة الروسية، بجانب ان الاجرءات الروسية مبالغ فيها ولا تليق بالصداقة المصرية الروسية.
*هل الحكومة هي المسئولة عن أزمة ارتفاع الأسعار؟
لا، الظروف الحالية الاقتصادية لمصر سيئة ويجب على الجميع الصبر وتحمل المسئولية، وليس الفقراء فقط هم من يعانون من ارتفاع الاسعار، بل كل الطبقات تعاني من الغلاء، بسبب تأجيل قرارت اصلاحية في للاقتصاد المصري لسنوات طويلة، ونحن الان ندفع الثمن غاليا، وعلينا دعم الحكومة في قرارتها من تحرير سعر الصرف، وتعويم الجنية، ورفع الدعم عن الوقود، وعلى الرغم من أن "البنزين غلي إلا أن زحمة الشوارع زي ما هي".
*من وجهة نظرك.. ما هي أبرز القوانين المنتظر إقرارها في دور الانعقاد الثاني؟
أبرز القوانين هو قانون الاستثمار وقانون الإعلام، هي الأهم في دور الانعقاد الحالي للمجلس.
*هل مجلس النواب قادر على توفير مناخ مناسب للاستثمار في مصر؟
خطوط توفير المناخ المناسب للاستثمار جاءت متأخرة، ولكن قادرة علي تهيئة المناخ المناسب، ولدينا عوامل كثيرة ستساعد في هذا، والبلد مؤهلة من وجود البنية التحتية، ووجود طاقة كافية لإقامة مشروعات جديدة، بجانب طرق جديدة ومواني، فضلا عن قناة السويس، كما عمل الرئيس منذ تولي الرئاسة علي تهيئة كاملة للبنية تحتية لتكون بداية لعودة الاسثمار والمستثمرين، ولكن يجب الانتهاء من قانون للاسثمار خلال دور الانعقاد الثاني للمجلس، لفتح الأبواب أمام المستثمرين.
*ما رأيك في دعوات التظاهر يوم 11 نوفمبر؟
لن يحدث شيء، بجانب أن جماعة الإخوان الإرهابية فقدت الغطاء الدولي بفوز "دونالد ترامب"، ورئاسة للولايات المتحده ستجعل الجماعة أكثر ضعفًا عن السابق، بالإضافة إلى أنها لا تمتلك الآن القدرة على الحشد والتشويش على ما يحدث في مصر.