سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ردود أفعال متباينة على وصول "ترامب" للبيت الأبيض.. مصر تتطلع لروح جديدة في مسار العلاقات.. وروسيا متفائلة.. وألمانيا تبدي قلقها.. والاتحاد الأوروبي يدعوه للتعاون.. وإسرائيل تصفه ب"الصديق الحقيقي"
تفاوتت ردود الفعل الدولية الأولية على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في سباق الرئاسة الأميركية، حيث رحب اليمين الغربي وأبدى الروس تفاؤلهم. وفي أول رد فعل دولي على فوز دونالد ترامب، بادر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تهنئة ترامب، متمنيا تعزيز علاقات التعاون بين البلدين. وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان أصدرته أمس، إنه انطلاقا من العلاقة الاستراتيجية الخاصة التي جمعت بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية على مدار عقود كبيرة مضت، وإيمانا بالدور المهم والأهداف المشتركة التي تحققها وتصونها تلك العلاقة، في دعم استقرار منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وحماية مصالح شعوب هاتين المنطقتين، فإن مصر تتطلع لأن تشهد فترة رئاسة الرئيس "ترامب" ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية-الأمريكية، ومزيدا من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهه. وتوجهت جمهورية مصر العربية بالتهنئة للشعب الأمريكي الصديق، بمناسبة استكمال الاستحقاق الانتخابي الرئاسي بنجاح، متمنية دوام الرخاء والاستقرار والتقدم لشعب الولاياتالمتحدة. وفي موسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث برقية هنأ فيها ترامب بالفوز، وأعرب عن أمله في العمل المشترك لإيجاد الحلول الفعالة لتحديات الأمن الدولي. وكان رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي، أعرب عن أمل بلاده في أن يتبع ترامب سياسة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل مع روسيا وأضاف سلوتسكي -في أو تعليق رسمي روسي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية- أن شعار ترامب الانتخابي بجعل أميركا عظيمة مجددا، "يمكن أن يتحقق بناء على الحفاظ على موازين القوى في العالم وتطوير منظومة العالم المتعدد الأقطاب في إطار هندسة القرن الحادي والعشرين. وسارعت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان إلى تهنئة ترامب حتى قبل إعلان النتائج النهائية، ووجهت في تغريده على تويتر "التهاني للرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب والشعب الأميركي الحر". وأبدت زعيمة "الجبهة الوطنية" تأييدها "لأي شخص باستثناء هيلاري كلينتون" لتولي الرئاسة الأميركية، عبّرت -على غرار أنصارها- على شبكات التواصل الاجتماعي بما وصفه رفيقها لوي أليو نائب رئيس الجبهة الوطنية بأنه ضربة "لنخبة متعجرفة". وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت قبيل إعلان فوز ترامب، عن قلق بلاده بخصوص مستقبل اتفاق باريس للمناخ، والعلاقات بين أوروبا والولاياتالمتحدة الأميركية في حال تسلم المرشح الجمهوري ترامب قيادة البيت الأبيض. وقال ايرولت في مقابلة على قناة "فرانس 2" يوم الأربعاء: إن "في حال ربح ترامب، سيكون لدينا تساؤلات عديدة ومخاوف عديدة. هل سيتم مثلا الموافقة على اتفاق باريس للمناخ علمًا أن ترامب تحدث عن نيته الغاء هذا الإتفاق؟" مشيرا إلى أن ما قاله "ترامب بخصوص العلاقة مع أوروبا أمر مقلق. في المقابل اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آجان مارك أيرولت أن "الكثير من الأسئلة" ستطرح في حال فوز ترامب، معبرا عن قلقه خصوصا من مستقبل اتفاق باريس حول المناخ أو الاتفاق النووي الإيراني. مؤكدا في الوقت نفسه أن فرنسا "حليفة الولاياتالمتحدة" ستواصل العمل مع شريكها الأميركي. وفي ألمانيا المجاورة، وصفت وزيرة الدفاع أورسولا فون در لاين فوز ترامب "بالصدمة الكبرى"، وقالت "أعتقد أن ترامب يعلم أن هذا التصويت ليس له، ولكن ضد واشنطن وضد المؤسسة". " من جهته قال نوربرت روتجن العضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، إن الحكومة الألمانية لا تعلم ما الذي سيقدم عليه دونالد "إذا دخل صوت الغضب المكتب البيضاوي وصار صوت الغضب يملكه أقوى رجل في العالم"، مضيفا "على المستوى الجيوسياسي نحن في موقف ملتبس للغاية. أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال إن فوز ترامب غير منتظر، مضيفا أنه يجب الاستعداد لسياسة أمريكية خارجية سياسته لا يمكن التنبؤ بها، وإلى أن واشنطن ستتجه إلى اتخاذ القرارات بمفردها. و هنأت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الرئيس الأميركي الجديد، مؤكدة أن علاقات لندنبواشنطن ستبقى قوية في المناحي كافة. وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الاتحاد والولاياتالمتحدة سيواصلان تعاونهما والعمل معا، مضيفة أن "العلاقات الأوروبية الأميركية أعمق من أن تتغير، وسوف نواصل العمل معا لإعادة اكتشاف قوة أوروبا. وأعرب حزب المصلحة الفلمنكي، وهو حزب بلجيكي مناهض للمسلمين وانفصالي، عن سعادته، قائلًا:"إن فوزه غير المتوقع في الانتخابات يمكن تكراره في أوروبا". وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ترامب بفوزه، آملا في أن تنعكس رئاسة ترامب للولايات المتحدة إيجابا على منطقة الشرق الوسط. من جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ستعمل على تعزيز العلاقات وتقويتها مع الوليات المتحدة. وهنأ رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الرئيس ترامب، مؤكدًا أن انتخابه فرصة لتقوية علاقات البلدين. وفي آسيا عبّر وزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونج عن اعتقاده بأن ترامب سيواصل سياسة الضغط الأميركية الحالية على كوريا الشمالية سبب اختباراتها النووية والصاروخية، مضيفا أن ترامب "أشار إلى أن أكبر مشكلة تواجه العالم هي التهديد النووي، وأن أعضاء فريقه للأمن القومي يلتزمون بموقف الضغط القوي على كوريا الشمالية". وهنأ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ترامب بفوزه في الانتخابات، متعهدا بمواصلة العمل المشترك مع الإدارة الأمريكية الجديدة لضمان الأمن في آسيا ومنطقة المحيط والهادي. وفي الفلبين كان الرئيس رودريغو دوتيرتي أول رؤساء العالم الذين هنؤوا ترامب، مؤكدا أنه يتطلع للعمل معه لتعزيز العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدة. هذا وقد دعا رئيس لجنة القوم والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، دعا ترامب إلى احترام الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك الاتفاق النووي. وقال بروجردي: "يوجد فرق بين ترامب في الحملة الانتخابية وترامب الرئيس الأمريكي، نحن في انتظار كيف ستكون سياسته في علاقة المنطقة والعالم الإسلامي كما هنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستوتلنبرغ ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، معبرا له عن "استعداده للعمل المشترك حتى تبقى العلاقات بين أعضاء الحلف قوية". وقالت الصين إنها ستعمل مع الرئيس الأميركي الجديد لضمان تطور منتظم وقوي للعلاقات الثنائية. وقال مسؤول في مجلس علماء إندونيسيا إن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية ربما يخلق توترا جديدا بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. وعلى الصعيد العربي أعرب مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات عن أمله في أن توظف الإدارة الأميركية الجديدة كل أدواتها لتحقيق حل الدولتين. وحول ما إذا كان الفلسطينيون يتخوفون من مواقف القادم الجمهوري الجديد، قال إن "ترامب ما قبل الانتخابات لن يكون ترامب ما بعد الانتخابات، فالولاياتالمتحدة دولة مؤسسات، والمصالح الأميركية هي التي ترسم السياسات الخارجية الأميركية، والمجتمع الدولي كله مُجمِع على ضرورة إقرار حل الدولتين إلا إسرائيل. من جانبه، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن دونالد ترامب هو صديق حقيقي لإسرائيل، و"سنواصل العمل معًا من أجل تحقيق الأمن والسلام في منطقتنا، والعلاقة الراسخة بين البلدين مبنية على مبادئ مشتركة ومصالح مشتركة ومصير مشترك".