كتاب “,”قطر أسرار الخزينة“,” للكاتبين كريستيان شينو والمحلل السياسي جورج مالبرونو، المتخصص في الشأن العربي الذي صدر في مارس الحالي عن دار ميشيل لافون الفرنسية، يكشف فيه المؤلفان الدور الذي لعبته قطر في ليبيا وما تلعبه الآن في سوريا، يصف الكتاب حالة الرعب التي يعيشها أمير قطر الذي يرى أن سوريا معركته الشخصية، فبقاء القيادة السورية سيدفع هو ثمنها، فهو يعمل جاهدًا لتوظيف كل طاقاته وأمواله لتغيير النظام في سوريا, وكشف الكاتبان النقاب أيضًا عن شهادات ومعلومات كثيرة بتسليح المقاومة السورية وانتشار القوات الخاصة القطرية عند الحدود التركية الأردنية مع سوريا، لكن هذه المحاولات لن تنجح في دخول سوريا التي تعتمد على شراء الفيتو الروسي من الأممالمتحدة. ويتطرق الكتاب لخفايا هذا البلد الذي تم وصفه ب “,”قزم بشهية غول“,”. الذي تسلل إلى المؤسسات الدولية مثل اليونسكو وجامعة الدول العربية، كما أشار إلى حجم مشتريات قطر التي جعلت منها إمبراطورية ممتدة الأطراف دون الاعتماد على التسلح، بل عن طريق احتياطي النفط والغاز وما يجري خلف أسوار القصور القطرية من اتفاقيات ومخططات مع الدول الإسلامية الغربية. ونوه الكاتبان إلى الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام القطرية وتحديدًا قناة الجزيرة الفضائية. وكذلك يروي الكتاب كيف استطاع أمير قطر أن يسقط النظام الليبي بإرساله قوات خاصة قطرية وإمداد القوات المعارضة الليبية بالسلاح. ويتناول الكتاب في باب آخر حجم المشتريات من الممتلكات حول العالم والذي بلغ أقصاه، حيث تم مؤخرًا شراء “,”مركز كليبر“,”، أكبر مركز للمؤتمرات في باريس، ب 400 مليون يورو، في حين أن سعره الحقيقي لا يتجاوز 350 مليون يورو، فهذه الاستراتيجية القطرية دائمًا ما تقدم عروضًا أعلى من حجمها الحقيقي بنحو 30- 40% مستندة إلى قوتها المالية التي أتاحت لها الاستحواذ والسيطرة على الكثير من الممتلكات. وقال الكاتب جورج مالبرونو المحلل السياسي المتخصص في الشأن العربي والمقرب من دوائر المخابرات الفرنسية إن أمير قطر وزوجته الشيخة موزة يواجهان انتقادات كثيرة، جعلت الشارع القطري يغلي، حيث هناك اتهامات لهما بتبديد ثروات البلاد وتبذيرها من أجل مصالحهما الشخصية.