«الهجوم بدأ مكثفًا على حواجز قوات النظام السوري، الذين تعرضوا لوابل من صواريخ غراد وقذائف المدفعية والهاون باتجاه أكاديمية الأسد في حلب الجديدة».. المشهد كان هكذا في بداية «ملحمة حلب الكبرى»، التي أطلقتها فصائل المعارضة المسلحة، أول أمس الجمعة. بحسب بيان لجيش الفتح - أقوى الفصائل - تلك العمليات للفصائل في حلب الشرقية، تأتي ضمن مساعيها لفك الحصار عن هذا الجزء من المدينة، وإنهاء القصف اليومي الذي تتعرض له من قوات النظام والمليشيات الشيعية، مدعومة بغطاء جوي روسي. جيش الفتح قال في بيان له السبت، إن هذه المعركة تختلف عن سابقاتها من حيث عدد الفصائل الثورية المشاركة فيها؛ ما يعطيها فرصة أكبر للنجاح، وأن الفصائل جميعها تعمل وفق خطة موحدة، دون النظر لأي خلافات. «الملحمة الكبرى» جولة جديدة من المعارك تعمل جميع الفصائل فيها وفق خطة موحدة، وهو ما يشير إلى احتمالية انصهار تلك الفصائل مستقبلًا، المشاركون تحت "جيش الفتح": «أحرار الشام، جبهة فتح الشام، حركة نور الدين زنكي»، إضافة إلى عدد من الفصائل المحلية الواقعة داخل حلب، مثل «تجمع فاستقم كما أمرت، والجبهة الشامية، وجيش المجاهدين». وفي أولى العمليات التي أعلنتها الفصائل المسلحة، قامت بالسيطرة على عدد من المواقع في محيط حلب وتكبيد القوات الحكومية والميليشيات الشيعية الإيرانية خسائر، بعد ساعات على إطلاق معركة جديدة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية للمدينة. من جانبه، أظهر مقطع فيديو بث عبر مواقع التواصل الاجتماعي "التليجرام" و"تويتر" للعديد من مسلحي الفصائل السورية، وهم يتعهدون على الموت في معركة حلب لآخر رمق في حياتهم، حيث اجتمع الشرعي المصري "أبو اليقظان"، المستقيل مؤخرًا من حركة "أحرار الشام"، مع الانغماسيين، حيث دعا الانغماسيين للاقتداء بصحابة رسول الله في "بيعة الرضوان"، على القتال حتى الموت، وذلك بعد مشاركة المئات منهم في معركة حلب، التي اجتمعت فيها كل فصائل حلب، وتهدف إلى كسر الحصار المفروض على المدينة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أن الاشتباكات في الجولة الأولى من معركة حلب الكبرى ركزت على محاور "1070 شقة، وضاحية الأسد، وأطراف حي حلب الجديدة، وجمعية الزهراء، ومحيط تلة بازو، وكتيبة الدفاع الجوي"، مشيرًا إلى أن "هناك محاور ممتدة على نحو 15 كلم من جمعية الزهراء إلى الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية لمدينة حلب" تشهد "معارك عنيفة وقصفا مكثفا بمئات الصواريخ بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية السورية".