بدأت اليوم أول فعاليات ضيف الشىرف جمهورية مصر العربية بحضور عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري، والكاتب محمد سلماوي رئيس الوفد المصري بالجزائر، الناقد الدكتور هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب، وبحضور سفير مصر بالجزائر، وذلك بالجناح المصري بالمعرض. بدأ اللقاء بكلمة الدكتور هيثم الحاج على، الذي عبر فيها عن مدى الترابط بين الشعبين المصري والجزائري مؤكدا أن الثقافة هي الرابط الأقوى بين الشعوب والمقرب لهم، وأهدى الحاج على درع هيئة الكتاب إلى الكاتب عز الدين ميهوبي. من جانبه قال عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري، إن مثل هذه اللقاءات تفتح قضايا ذات شجون، فمصر في بيتها ولا تحتاج إلى دعوة فهي حاضرة باستمرار في المعرض، والناشرون المصريون تربطهم علاقات قوية بالجزائريين، مضيفًا أننا عندما نتحدث عن التاريخ وهذه العلاقات الضاربة بعمقها فإننا نتحدث عن الدولة الثانية عشر الفرعونية التي كان يقودهها ششناق الملك البربري، فالعلاقات المصرية الجزائرية ليست جديدة حيث تعززت بكون الفاطميين الذين انتقلوا من الجزائر إلى القاهرة كان لهم دور كبير في بناء الأزهر وإعمار القاهرة. وأضاف، عندما نتحدث عن العلاقات نتحدث عن الثورة الجزائرية ومساندة مصر لها، ودفعت مصر فاتورتها كاملة بعدوان ثلاثي غاشم عليها، جراء مساندتها للجزائر، مشيرا إلى أن العلاقات لا يجب أن نختصرها في مباراة كرة ولكنها ترجع إلى أكثر من عشرون قرنا من الزمان، فالثقافة لا يمكن أن تفرق بين الشعوب بل تقرب بينهم، فلتفعل السياسة ما تريد ولكن تظل الثقافة هي الرابط بين الشعوب. وأوضح ميهوبي أن هناك ملامح كثيرة للتعاون بين مصر والجزائر فلا يخلوا مهرجان ثقافي في الجزائر من وجود مصري مستمر، ونفس الشيء بالنسبة للفعاليات المصرية التي يشارك بها الكتاب والمثقفون الجزائريون، فمصر بتجربتها الواسعة تمكن هذه الطبعة من المعرض بنجاح كبير بحلولها ضيف شرف المعرض حيث جاءت بقامات ثقافية وعلمية كبيرة، فعندما نتحدث عن الكاتب محمد سلماوي فإننا نتحدث عن كاتب له باع طويل في المسرح وتاريخه الأدبي ضارب بجذوره لأكثر من 50 عامًا، إذا فنحن أمام أسماء لها سطوتها الثقافية، وأجدد دعوتي لكل المثقفين في البلدين ليعززوا أواصر المحبة فيما بينهم، وأضاف إن الكثير من دور النشر المصرية في التقريب بين الجزائريين والمصريين ومنهم دار العين والدار المصرية اللبنانية، فقد قدمتا أسماء جزائرية هامة وهو ما نود أن يستمر وهو تعزيز تبادل النشر. وعقب كلمة ميهوبي طرح الدكتور هيثم الحاج على مدير اللقاء أن تحل الجزائر ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 2018. من جانبه قدم الكاتب محمد سلماوي الشكر لدولة الجزائر ووزير ثقافتها بمناسبة تكريمه مقدما التحية لجميع القائمين على العمل الثقافي الجزائري. وأضاف "سلماوي" إن العلاقات المصرية الجزائرية ليست وليدة اليوم وإنما هي ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وهذا ما اتضح لنا عندما زرنا هرم تاريخي بولاية ديبازا وهو معلم تاريخي مهم جدا، وزرنا مقبرة كليوباترا سيلينا أو كليوباترا القمر، مشيرًا إلى أن الكاتب يوسف إدريس انضم إلى صفوف المقاتلين بالجزائر وقت الثورة الجزائرية إضافة إلى أن كلا من طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، من أكثر الكتاب المصريين الذين أقيم لهم ندوات ودراسات عديدة من قبل مثقفي الجزائر وبالمثل واسيني الأعرج وغيره من كتاب الجزائر الذين نعتبرهم كتابا مصريين بالطبع. وفي نهاية اللقاء أهدى ميهوبي درعا خاصا من وزارة الثقافة إلى محمد سلماوي، وبدوره أهدى سلماوي أعماله الكاملة لميهوبي، كما اختتم اللقاء بتكريم الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق، وأعلن ميهوبي في ختام اللقاء عن قبول الجزائر أن تحل ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في 2018.