هناك معلومات طبية بسيطة يمكن لنا لو عرفناها أن تحمينا من الإصابة بالعديد من الأمراض، منها معلومة طبية تقول: إن الوقوف لفترات طويلة يمكن له أن يصيب الانسان بدوالى الساقين، كما يقول د. أحمد إسماعيل استاذ الجراحة بكلية طب طنطا، مشيرا إلى أن «دوالى الساقين» هى عبارة عن تمدد وتوسع فى الأوردة السطحية، مع ازدياد غير طبيعى فى المنحنيات والتعرجات، لافتا إلى أنها تعد مرضا شائعا يؤثر على نسبة 25٪ من السيدات و15٪ من الرجال، لافتا إلى تفاوت درجة التأثر بالدوالى، من خطوط صغيرة إلى أنابيب إلى أكياس كبيرة، على حسب درجة ارتجاع الصمامات الوريدية، التى تحافظ على سريان الدم الوريدى فى اتجاه القلب. ويشير د. إسماعيل إلى وجود نوعين من الدوالى «أولية وثانوية»، مضيفا أن الدوالى الأولية تنتج عن ضعف وارتخاء فى جدران الأوردة، كما يلعب العامل الوراثى دورا هاما فيها، حيث يمكن إصابة عائلات بأكملها به، مضيفا أن الوقوف لفترات طويلة يعد من ضمن الأسباب التى تزيد من قابلية ظهور وازدياد دوالى الساقين الأولية، أما دوالى الساقين الثانوية فهى تنتج كما يقول عن حدوث جلطات بالأوردة العميقة، مما يؤدى إلى انسداد الوريد الرئيسى المسئول عن تصريف الدم الوريدى فى اتجاه الناحية اليمنى من القلب، حيث يبحث الدم عن الأوردة الجانبية البديلة، فتتمدد وتزداد اتساعا، فيما يسمى الدوالى الثانوية. ويوضح د. إسماعيل أن الأطباء يعتمدون فى تشخيص وتقييم الدوالى على أشعة «الدوبلر» التى توضح توزيع الأوردة، وحالة الصمامات الوريدية الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى الأوردة العميقة، مشيرا إلى أن علاج دوالى الساقين يعتمد بشكل كبير على درجة تمدد الدوالى، ووجود ارتجاع فى الصمامات الوريدية، خاصة الصمام بين الوريد الصافن الطويل والوريد الفخذى، لافتا إلى أنه فى حالة الدوالى البسيطة ذات الحجم الصغير، يفضل العلاج عن طريق حقن الدوالى على جلسات، تتبع بارتداء شراب طبى خاص للدوالى لمنع ظهورها فى أماكن أخرى خاصة إذا كان المريض يقف لفترات طويلة، أما فى حالات الدوالى المتقدمة، مع وجود ارتجاع فى الصمامات الوريدية، فإن التدخل الجراحى هو الحل الوحيد، حيث يتم ذلك باستئصال الدوالى من فتحات صغيرة متعددة، وربط الصمامات الوريدية المرتجعة، والتى يتم تحديد مكانها بأشعة «الدوبلكس» حيث يتم وضع علامات على جلد المريض فى الأماكن المحددة، ثم يتم سلت الوريد الطويل فى المنطقة من الركبة إلى المنطقة الأربية. ويشير د. إسماعيل إلى ظهور طرق بديلة للجراحة مؤخرا، منها استخدام الليزر، أو التردد الحرارى للوريد الصافن الطويل من الداخل، مما يؤدى إلى حدوث تليف، وإلغاء وجود أى تجويف للوريد، وذلك كبديل عن السلت الجراحى للوريد الصافن الطويل، وتعتمد تقنية العلاج من داخل الوريد بقسطرة، على حرق البطانة الداخلية للوريد، مما يؤدى إلى تحويله إلى بروتين محروق، مع التحام أجزاء البطانة الداخلية للوريد، وإلغاء مرور الدم بداخله، مؤكدا أن هذه التقنيات مفيدة لعلاج تمدد الوريد الصافن الطويل فى الجزء الموجود فوق الركبة فقط، حيث لا يمكن استخدامها تحت الركبة لتجنب مضاعفات خطيرة، مثل حدوث إصابة حرارية للأعصاب المجاورة للدوالى.