■ قائد بحرية سابق: تنسيقنا مع «موسكو» لم يعد كما كان.. وينبغى الاستعانة ب«صواريخ إس 300» ■ محلل سياسي: «أوباما» استبعد «التدخل العسكري» لبلاده كشف عدد من كتاب ومحللى وقادة إسرائيل العسكريين، عن مخاوفهم من استمرار التواجد الروسى في سوريا وتصاعد الأحداث في مدينة «حلب»، في ظل إمكانية نشر «موسكو» لقواتها في منطقة «الجولان» حال نجاحها في الحرب الدائرة. وكتب المحلل العسكري «عاموس هرئيل» في جريدة «هآرتس» قائلًا إن «التراجيديا الفظيعة في حلب أنها قضية واحدة في صراع دولى أكثر تعقيدا»، لافتًا إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يعتقد كما يبدو أن الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الأمريكى باراك أوباما تمنحه مجالا واسعا للمناورة أكثر من السابق. وأشار «هرئيل» إلى أن الضربات الشديدة للسكان في «حلب» تهدف إلى استنزافهم وخلق موجات هجرة للاجئين، مضيفًا: «بوتين يهدف إلى استمرار وصول هؤلاء المهاجرين إلى أوروبا وزعزعة الاستقرار في دولها»، بحسب وصفه. وتابع: «استعراض قوة روسيا هدفه الدفاع عن مصالحها في المنطقة، وعلى رأسها الحفاظ على الميناء الواقع على شواطئ البحر المتوسط، وإعادة الاعتراف بها كقوة دولية كبيرة يجب أخذها في الحسبان»، أما أهم ما يخيف الإدارة في «تل أبيب» بحسب «هرئيل» فهو «إذا ما نجحت روسيا والأسد في حلب، يمكنهما أن يقررا شكل التواجد في مناطق أخرى مثل هضبة الجولان». ونوه إلى أنه رغم تواجد إسرائيل بشكل علنى في المعسكر الأمريكى، إلا أن حكومة «نتنياهو» اهتمت في السنة الأخيرة بتحسين وتقوية العلاقة مع موسكو، خصوصا لمنع حدوث أخطاء وحوادث جوية مع الطائرات الروسية، مضيفًا: «اللقاءات الكثيرة بين رئيس الحكومة والرئيس بوتين رغم أنه لم يتم التعامل معها بحماسة في واشنطن، إلا أن نتنياهو اعتبرها عنصرا حيويا في إبقاء إسرائيل خارج المواجهة في سوريا». وفى نفس السياق، كتب «بوعز بسموت» في جريدة «إسرائيل اليوم»، أن «حلب» تحولت إلى مدينة فيها مصير العالم موضوع على كفة ميزان الولاياتالمتحدة، التي نسيت دورها التاريخى، وقد يكون ذلك بسبب مللها من الحروب في أفغانستان والعراق، أو بسبب أن إدارة أوباما ما زالت تريد الإيمان بالسلام. وأكد أن «واشنطن» لا تريد حادثة تؤدى إلى الصدام بين القوات الأمريكية والروسية، لكن ذلك يحدث على حساب الشعب السورى، والأمم المتحدة ليست بريئة من التراجيديا السورية، كاشفًا عن لقاء الأجهزة الأمنية الأمريكية مع الرئيس أوباما لنقاش خيارات العمل، والذي استبعد التدخل العسكري الأمريكى في سوريا. وأضاف: «رغم تهديد جون كيرى باستخدام القوة في حال استمر القصف الجوى لحلب، إلا أن روسيا تفهم أن قدرة واشنطن على الرد محدودة، وما أعطاه أوباما لبوتين في سوريا يصعب أخذه منه». أما اللواء احتياط «اليعيزر تشاينى مروم»، قائد سلاح بحرية سابق، فكتب في جريدة «معاريف» قائلًا: «إن تغيير السياسة الأمريكية، الذي انتهجه الرئيس أوباما، والأحداث الجغرافية السياسية المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات في الشرق الأوسط: (الحرب في سوريا، صعود داعش، والاتفاق النووى مع إيران)، خلقت واقعا جديدا، قد تكون في نظر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فرصة». وأوضح أن إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات نحو طائرات سلاح الجو التي هاجمت أهدافا في سوريا في بداية سبتمبر كان إشارة واضحة لإسرائيل بأن الوضع لم يعد كأمس وأول أمس، مضيفًا: «مثلما انهار التنسيق الأمريكى - الروسى يبدو أن التنسيق الإسرائيلى - الروسى لم يعد كما كان». وأضاف «مروم»: «يستدعى الوضع الجديد في سوريا بلا شك من الولاياتالمتحدة أن ترد وأن تكيف عملها، ويتعين على إسرائيل هي الأخرى أن تحسب خطواتها بحكمة»، ورأى أن إدخال منظومة صواريخ «إس 300» سيفيد عمل الجيش الإسرائيلى في الساحة الشمالية.