كاتب إسرائيلي: تل أبيب مضطرة للتقارب مع روسيا تل أبيب تسيطر على مركز عمليات الطائرات الروسية بسوريا نتنياهو التقى بوتين 4 مرات خلال عام واحد بسبب سوريا أعلنت وكالة "تاس" الروسية، أمس الجمعة، أن رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، سوف يزور إسرائيل وفلسطين يومي 10 و11 من شهر نوفمبر المقبل، وأوضحت أن الزيارة تتضمن إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين. تتطرق إلى بحث بعض القضايا الملحة المدرجة على جدول الأعمال الثنائي، بما في ذلك سبل مواصلة تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والمجال الإنساني إضافة إلى مناقشة بعض القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. ولفتت الوكالة الروسية إلى أن رئيس الوزراء الروسي سوف يلتقي أيضا الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس، وأكدت الوكالة أن زيارة فلسطين والاتصالات المقبلة مع قادتها ستجعل من الممكن ضبط الأمور فيما يتعلق ببعض قضايا الساعة على جدول الأعمال الثنائي، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مارس 2016 خلال الاجتماع الأول للجنة الحكومية الروسية-الفلسطينية حول التعاون التجاري والاقتصادي". التقارب الروسي الإسرائيلي، جاء بصفة خاصة بعد دخول الدب الروسي بثقله في المعارك التي تدور رحاها على الأراضي السورية، وهو الأمر الذي جعل زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تتكرر إلى روسيا بهدف تنسيق العمليات العسكرية ومنع حوادث الطيران غير المقصودة في الأجواء السورية. ففي نوفمبر 2015، أعلنت القناة الثانية الإسرائيلية، طائرات روسية اخترقت الأجواء الإسرائيلية أكثر من مرة ولم تقم المقاتلات الإسرائيلية بإسقاطها، وقال رئيس القسم السياسي بوزارة الدفاع، اللواء احتياط، عاموس جلعاد، خلال ندوة بالمركز الثقافي ببئر سبع، إن سلاح الجو الروسي يستخدم المجال الجوي الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية بسوريا. استخدام الطائرات الروسية للمجال الجوي الإسرائيلي، جاء نتيجة تنسيق أمني وغرفة عمليات لقيادة وتنسيق العمليات العسكرية في سماء سوريا، وقال المحلل العسكري بموقعى "والا" الإسرائيلي، أمير بوحبوط، إن إسرائيل وروسيا أقامتا مركز لقيادة العمليات العسكرية الجوية في سماء سوريا، ومقره في تل أبيب، لافتا إلى أن نتنياهو قدم للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خطوط تل أبيب الحمراء فيما يتعلق بأنشطة وعمليات المقاتلات الإسرائيلية في السماء السوري، وهي إحباط وإفشال نقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني. ويشير موقع "دبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي إلى أن التقارب الروسي – الإسرائيلي، يمكن أن يكون له أبعاد أخرى، زاعما أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عرض على نتنياهو قيام الجيش الروسي بحماية حقول الغاز المنتشرة في البحر المتوسط، والاستثمار الروسي في حقل لفيتان للغاز. وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن الطرح الروسي لفكرة الاستثمار في الغاز الإسرائيلي بالبحر المتوسط، تقوم على أساس أن حزب الله أو إيران لن تقدما على مهاجمة أي هدف روسي، بواسطة صواريخ أو قوات كوماندوز. ويرى محللون أن الجانب الروسي يريد تثبيت أقدامه في قضايا الشرق الأوسط، خاصة في ظل التراجع الأمريكي الملحوظ عن الاهتمام بقضايا الشرق الأوسط، حيث تعتبر عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل واحدة من القضايا المحورية في المنطقة، ودخول روسيا على هذا الخط سيوفر لها ذخما سياسيا أكثر من أي وقت مضى. من ناحية أخرى، قال محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هاآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، إن روسيا أصبحت تقيد الجيش الإسرائيلي وتفرض عليه واقعا سياسيا جديدا في المنطقة، وأضاف هرئيل أن الواقع الجديد فرض على نتنياهو لقاء الرئيس الروسي 4 مرات خلال عام واحد، لكن في الوقت الذي حاول نتنياهو تسويق هذه اللقاءات على أنها قصة عشق رومانسية بين تل أبيب وموسكو، فإن الحقيقة المرة تقول إن إسرائيل كانت مضطرة للتقارب مع روسيا.