أشاد الشاعر الغنائي عنتر هلال، بقرار لجنة جائزة نوبل للآداب التي منحت جائزتها هذا العام للشاعر الغنائي الأمريكي بوب ديلان، حيث أشار إلى أنها لجنة تتمتع بتذوق نقدي عالٍ، لكونها أدركت جيدا قيمة الشاعر الغنائي، معتبرا تكريم ديلان تكريما لشعراء الأغنية في العالم كله حتى المصريين. وأضاف "هلال" في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن الشاعر الغنائي يكاد يكون أ هم عند الناس من الشاعر الذي يقدم القصيدة المقروءة، حيث أنه الأكثر تأثيرًا من أي شاعر آخر، حتى لو كان أدونيس أو نزار قباني، فمن الممكن أن تقام قيم مجتمع بأكمله على يد شاعر غنائي وقد تهدم هذه القيم على يد نفس الشاعر أيضًا. وأوضح أن هناك شعراء أغنية ابتعدت معاني كلماتهم عن الاشتباك مع المواضيع التي تمس الناس وتجنبوا موضوعات عديدة يناقشها الشعراء والأدباء، مرجعًا ذلك بسبب رفع الدولة دعمها لسوق الأغنية وتركها فريسة للإنتاج الخاص، فحرمت كتابها من حرية الكتابة في الموضوعات المختلفة، ووضعتهم تحت قبضة شركات الإنتاج التي لا تسوق سوى الأغنية العاطفية، مشيرًا إلى أن فن الأغنية في مصر يتعرض لمحاولة اغتيال متعمدة من الدولة من ناحية ومن إفلاس شركات الإنتاج من ناحية أخرى. واستنكر "هلال" حالة الاستياء العامة التي سادت الوسط الأدبي المصري عقب إعلان الجائزة بفوز شاعر غنائي وتوالت المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية من ذلك، حيث أكد أنه يعلم جيدا أن الأدباء ينظرون إلى شعراء الأغنية نظرة دونية باعتبار أنه أقل قيمة وقامة منهم، مشيرًا إلى أن هذا رأيهم لكنه ضد هذه النظرة، مؤكدا أن شاعر الأغنية هو الأكثر تأثيرا والأكثر شعبية، كما أنها قادرة على مناقشة كل الموضوعات بألياتها الخاصة، مشيرًا إلى أنه نفسه أشهر من أدونيس من حيث معرفة رجل الشارع البسيط به. وناشد كل الأدباء أن ينغمسوا في سوق الأغنية، وبعد ذلك يضعوا أنفسهم في مقارنات بدلا من الثرثرة الدائمة، فهناك عدد كبير منهم لم يعرفهم أحد سوى من خلال قصائدهم التي غنت من بينهم مثلا الشاعر أحمد فتحي صاحب قصيدة الكرنك التي غناها عبد الوهاب ومحمود حسن إسماعيل صاحب النهر الخالد وإبراهيم ناجي صاحب الأطلال التي غنتها أم كلثوم، موضحا أن في فترة الثمانينات اقتحم عدد من الشعراء والأدباء سوق الغنوة فأثروا فن الأغنية في مصر وأظهروها بشكل مختلف وفي غاية الروعة من بينهم عبد الرحيم منصور ومجدي نجيب وأمل دنقل الذي قدم مجموعة أغاني غنتها عفاف راضي في مسرحية "الشخص" وكانت من ألحان الإخوان رحباني، إضافة إلى صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي الذين يستحقا منح نوبل عن جدارة في كتابة الغنوة، متمنيا أن يعود الشعراء مرة أخرى لسوق الأغنية لينتشلوها من قبضة الزجالين الذي يعتبرهم من الزجالين أرداء كتاب الأغنية.