تصاعدت حدة نبرة الحوار بين روسياوالولاياتالمتحدة، بسبب الساحة السورية الملتهبة، وشمل التصعيد الروسي، تعزيز النشاط العسكري بشكل مضاعف بعد انهيار الهدنة هناك. ووفقًا للمحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، فإن الوتيرة السريعة للتصريحات المرافقة للتطورات الكثيرة في سوريا، تحتم على إسرائيل المتابعة الدائمة واليقظة التامة، فمن البديهي أن المواجهة بين طائرات أمريكية، ونظم الدفاع الجوي الروسي والسوري بسماء سوريا، سيحمل تداعيات حقيقية على إسرائيل. وقال: "رغم أن إسرائيل تصطف علانية بالجانب الأمريكي، اهتمت حكومة بنيامين نتنياهو في العام الأخير بتحسين العلاقات مع روسيا لأجل منع حوادث جوية غير مرغوب بها بين الطيران الإسرائيلي والروسي، فقبل شهرين، فشلت محاولة الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرة بلا طيار روسية كانت قد قطعت الحدود باتجاه الجولان، ويضاف هذا إلى عدد من التقارير غير المؤكدة التي تحدثت عن أن النظم الروسية والسورية المضادة للطائرات أغلقت المجال على الطيران الإسرائيلي أثناء تحليقه في سماء سوريا". "ولم ترحب واشنطن بطبيعة الحال باللقاءات الكثيرة بين نتنياهو وبوتين، لكن نتنياهو يرى روسيا مركبًا أساسيًا في الحفاظ على إسرائيل خارج المواجهات في سوريا. فبحسب الكاتب، من وجهة النظر الإسرائيلية فإن أي تدخل أمريكي مباشر في سوريا سيزيد من اللهيب في المنطقة، وقد يفتح عددًا من الجبهات الثانوية المتأثرة ما يجري في سوريا ومن التوتر بين الدول العظمى". وأضاف الكاتب أن من التداعيات الممكنة لتعزيز قوة الدفاع الجوي الروسي في سوريا هو تقوية "حزب الله" أكثر، والحد من قدرة إسرائيل على منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان. في هذا السياق، يقول هارئيل إن "حزب الله" سيعتبر أن تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا يفتح المجال أمام حرية الحركة فيما يخص تهريب السلاح الروسي، وإدخال نظم عسكرية متطورة من صناعة روسية، وهو ما صرّحت إسرائيل سابقًا بكونه "خطًا أحمر" بالنسبة لها. وفي تحليله لجوانب مختلفة من التصعيد الأمريكي - الروسي في الساحة السورية، يقول عاموس هارئيل، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طالب نهاية الأسبوع الماضي، بالتحقيق في اتهامات ما أسماها "جرائم الحرب" التي ارتكبتها روسيا والنظام السوري في قصفهم مدنيين في سوريا. كما أنها المرة الأولى التي تتهم فيها الإدارة الأمريكيةروسيا، بشكل رسمي، بمسئوليتها على هجمات القرصنة التي اخترقت حواسيب الحزب الديمقراطي في الولاياتالمتحدة، وذلك بهدف التدخل بالانتخابات الأمريكية. وفي ظل التصعيد الواضح بدأ الإعلام الأمريكي يطالب بعملية عسكرية محدودة ضد النظام السوري، كرسالة إلى روسيا. من جانبه، صادق البرلمان الروسي على توقيع اتفاق مع سوريا سيتم بموجبه تفعيل القاعدة الجوية في اللاذقية بشكل ثابت من قبل الجيش الروسي، كما هددت روسيا بأنها ستعتبر أي هجوم أمريكي على مواقع النظام السوري هجومًا يهدد جنودها في سوريا، كما تحدثت وسائل الإعلام الروسية عن توجيهات إطلاق النار التي أعطيت للقوات في سوريا في حال وجدوا أنفسهم تحت الخطر. وفي الوقت نفسه قدم الإعلام الدولي معلومات إضافية عن حجم الانتشار العسكري الروسي في سوريا، فقالوا إن حجم الحركة في ميناء طرطوس تضاعف منذ انهيار الهدنة في 19 سبتمبر الماضي، كما أن روسيا أرسلت مؤخرًا سفينتي صواريخ إضافيتين إلى سواحل سوريا، ونشرت نظمًا حديثة من صواريخ أرض-جو، كما أرسلت المزيد من طائرات السوخوي. وأضاف الكاتب أن التقارير والتحليلات الأمريكية غارقة في المقارنات التاريخية، وتحديدًا فيتنام وأفغانستان، وأزمة الصواريخ في كوبا، والصراع بين الدول العظمى في برلين بداية سنوات الستين، ففي صحيفة "واشنطن بوست"، قال المحلل جورج ويل، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يعيد العالم لسنوات الثلاثين"، أي لأيام المجازر التي قادها ستالين.