في تناقض غريب لاسمها أصبحت منطقة "السحر والجمال" الحدودية الواقعة بين محافظتي الشرقيةوالإسماعيلية، أحد أكبر البؤر الإجرامية بالمحافظتين، حيث الدعارة، والمخدرات والقتل، حتى بات التصنيف الأول الذي يمكن أن يطلق على تلك المنطقة من قبل الأشخاص المترددين عليها "بئر الموت". البيسة هي الكلمة التي لا يعلو فوقها حديث في تجارة الهروين، والتي تعد التجارة الأكثر رواجا وربحية في "السحر والجمال" نظرا للإقبال الشديد عليها من رواد المكان، حسبما قال بعض الشباب الذين يسكنون المناطق المتاخمة لها. العديد من الاقتحامات دون حل جذري لاستئصال تجارة المخدرات، التجارة الأشهر بتلك المنطقة، والعامل المساعد لارتكاب الجرائم الأخرى من تنشيط الدعارة وعمليات القتل إما بغرض السرقة أو للانتقام من بعض الأشخاص، وإن لم يكن لهم علاقة بعالم الإجرام من الأساس. وقال عدد من الأهالي: إن الشرطة اقتحمت المنطقة عدة مرات يتم فيها تبادل إطلاق نار بين الطرفين، ويختفي تجار المخدرات والخارجين عن القانون والهاربين من الأحكام الجنائية، لعدة أيام ثم يعود من لم يتم إلقاء القبض عليهم مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكن. وأكد العجاتي أن معظم المترددين على المكان أبناء مسئولين ورتب، وللأسف الحملات لم توقف نشاط تلك البقعة لأن هناك من يحميها من الكبار أيضًا معلقا: مدورينها لحسابهم. وأرجع بعض رواد المنطقة، الذين رفضوا ذكر أسمائهم خوفا من البطش بهم، سبب استمرار تواجد الخارجين على القانون بمنطقة السحر والجمال، لهروب المسئولين عن التجارة وإيواء المجرمين، أثناء عمليات الاقتحام، وذلك بسبب التغطية والتهريب عن طريق مساعديهم، مؤكدين أن التجارة والعنف اشتدا بالمنطقة عقب نزوح عرب وبدو سيناء، وبالأخص من مدينة العريش الذين جلبوا معهم المخدرات والسلاح عبر الدروب الصحراوية تفاديا للأكمنة الموجودة على الطرق الرئيسية. وأضاف الشباب أن رخص الأسعار هو عامل الجذب الأكبر لتلك المنطقة التي يقوم بحراستها عدد كبير من المسلحين، و"الندورجية" كما يطلق عليهم، لمراقبة الأوضاع داخل وخارج نطاق منطقة تجارتهم. أما الاغتصاب أو الدعارة فهما الحل الوحيد للمدمنات للحصول على الكيف والخروج سالمات، أما عن الغرباء فإن لم يكن لهم تعريفة أو حماية، فالقتل هو السبيل الوحيد للتخلص من شكوك أباطرة المخدرات؛ خوفا على تجارتهم من أن يندس بها من يكون سببا في انهيارها. كل الطرق تؤدي إلى "بئر الموت": ويتم الوصول إلى المنطقة عبر طريق يبدأ من داخل مدينة العاشر من رمضان وتحديدًا من الأردنية مرورًا بالمنطقة الثالثة، ومنطقتي 30 و31 ومنطقة بيفور، ثم تجد نفسك في منطقة السحر والجمال، وبالنسبة للطريق الثاني فيبدأ من مدخل ال60 مرورًا بمنطقة البركة ثم للسحر والجمال، انتهاءً بالطريق الثالث من المنطقة «س» إلى منطقتىي "ص و أ" وصولًا إلى منطقة "السحر والجمال"، وتفصلها عن مدينة «الصالحية الجديدة» نحو 15 كيلومترًا، ونحو 5 كيلومترات من مدينة وادي الملاك أحد البؤر الإجرامية الخطيرة أيضا. ""مفيش مدمنة راحت تشتري إلا ودفعت الثمن من شرفها، ولو كانت بنت مين "جملة مفزعة أفصحت عنها (أ/س) إحدى الفتيات التي كانت تتردد على المكان لشراء تموين الشهر من مخدر الهيروين مع بعض الرفقاء، مؤكدة أنها الآن تخضع للعلاج في مرحلة التعافي، لكنها لا تعلم مصيرًا لها بعد أن فقدت أغلى ما تملكه الفتاة مقابل شمة. وأكد عدد من الأهالي أن الحل الوحيد للقضاء على تجارة المخدرات بتلك المنطقة هو تعميرها وتحويلها لمنطقة صناعية مدنية، وتوفير نقطة ارتكاز لقوات الشرطة لقطع الطريق أمام عودة المجرمين وتجار المخدرات لاستغلال المنطقة كلما غادرتها القوات بعد اقتحامها. وطالب الأهالي المسئولين التنفيذيين خاصة بمحافظة الإسماعيلية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لتشديد الحصار، والقبض على تجار السموم التي وصفوها بالآفة التي حصدت أرواح الكثير من الشباب، وجرّت الفتيات لممارسة الرذيلة من أجل "شمة هروين".