لا يأتي يوم السادس من أكتوبر إلى المصريين محملًا بذكرى نصر عسكري فقط وإنما يأتي أيضا بذكرى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات. اغتيال السادات كان خلال احتفاله بمرور 8 سنوات على نصر أكتوبر، وتحديدًا عام 1981، حيث توقف فجأة الملازم أول خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص لاحقًا في أبريل 1982، والقناص حسين عباس واثنان آخران وهم من الخلايا النائمة للجماعة الإسلامية، عن الاشتراك في العرض العسكري ورموا السادات بوابل من الرصاص أودت بحياته على الفور، كما تم إلقاء ثلاث قنابل لم تنفجر مصادفةً. الرئيس الراحل لم يكن الضحية الوحيدة بل سقط سبعة آخرون، خمسة مصريين واثنان من المدعوين الأجانب. وتولى لفترة مؤقته صوفي أبو طالب رئاسة الجمهورية لمدة ثمانية أيام، وذلك من 6 إلى 14 أكتوبر 1981، حتى تم انتخاب محمد حسني مبارك رئيسًا للجمهورية. وقد استمرت فترة ولاية الرئيس الراحل أنور السادات لمصر 11 عامًا، اتخذ خلالها عدة قرارات تاريخية خطيرة هزت العالم وأكد بعضها الآخر صلابته في مواجهة الأحداث ومرونته الفائقة على تفادي مصر المخاطر الجسيمة. وقد بنى السادات استراتيجيته في اتخاذ القرار على قاعدة تاريخية منسوبة إليه وهي «لا يصح إلا الصحيح»، ويعتبر السادات من الزعماء العرب الأقوياء في عصره، حيث حصل على جائزة نوبل للسلام بعد توقيع اتفاقية «كامب ديفيد»، حيث تبرع بهذه الجائزة لإعمار قرية «ميت أبو الكوم». وفي مقابلة قديمة أجراها الرئيس محمد أنور السادات، سأله فيه المذيع عن أهم الأشياء التي يود تكتب عنه بعد رحيله؟»، فأجاب السادات: «أود أن يكتب على قبري، عاش من أجل السلام، ومات من أجل المبادئ». وخلال خطابه التاريخي أمام مجلس الشعب المصري في 16 أكتوبر عام 1973 معلنًا انتصاره في المعركة قال "إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف"، ومن أهم كلماته أيضًا " عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلّم أعلامه إلى جيل سوف يجىء بعده منكّسة أو ذليلة، وإنّما سوف نسلّم أعلامنا مرتفعة هاماتها، عزيزة سواريها، وقد تكون مخضّبة بالدماء، ولكن ظللنا نحتفظ برءوسنا عالية في السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم، والألم، والمرارة" ليضع حدا للاحتلال الاسرائيلى للأراضى المصرية، تلك الحرب التي استعد لها الجيش المصرى بقوة، واستطاع تدمير نقاط استراتيجية هامة للعدو على رأسها خط برليف، وعبور قناة السويس، لتبدأ بعدها مصر خطوات استيرداد أرض سيناء. وهذه الجملة التي لم يلتفت إليها أحد سوى إسرائيل، وأنهى بها حربا كانت تعد لها " "إننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون". الفقرة الكاملة التي وردت بخطاب السادات، وبها تلك الجملة تقول "وربما أضيف لكي يسمعوا في إسرائيل أننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون ثم كررها"، "إننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون" إن صواريخنا المصرية عابرة سيناء من طراز ظافر موجودة الآن على قواعدها مستعده للانطلاق بإشارة واحدة إلى أعماق الأعماق في إسرائيل ولقد كان في وسعنا منذ الدقيقة الأولى للمعركة أن نعطي الإشارة ونصدر الأمر خصوصا أن الخيلاء والكبرياء الفارغة أوهمتهم بأقدر مما يقدرون على تحمل تبعاته لكننا نقدر مسئولية استعمال أنواع معينه من السلاح ونرد أنفسنا بأنفسنا عنها وإن كان عليهم أن يتذكروا ما قلته يوما وما زلت أقوله" العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق". فالسادات بطل الحرب والسلام، الذي تولى حكم مصر في فترة من أصعب وأدق فتراتها في عام 1970 بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكانت مصر قد تعرضت لكنسة 1967، وبدأ السادات في الاستعداد للحرب بإعادة إعداد الجيش المصرى ووضع خطط المعركة.